فيلم النمر الأسود للفنان أحمد زكي، من علامات السينما المصرية، إذ يحكي عن شاب مصري أسمر هاجر لألمانيا، ومن اللا شيء يصبح رجل أعمال شهير وملاكم ويمثل ألمانيا في مسابقات ويحصل على بطولات، العجيب أنه لا يجيد القراءة ولا الكتابة.
كتب الأستاذ بشير الديك السيناريو ورُشح لبطولته الفنان محمد منير بحسب بطلة الفيلم وفاء سالم، ثم تم استبدال محمد منير بالفنان أحمد زكي، وخيرا فعلوا، وسافر فريق العمل لتصوير الفيلم، هذه هي قصة الفيلم الشهير الذي شاهدناه.
وإليكم القصة الحقيقية لبطل النمر الأسود:
بداية القصة
ولد محمد حسن فوجد والده منفصل عن والدته ومتزوج من 4 نساء، وعاش بين زوجات أبيه، وأذاقوه المرار بكميات مختلفة، وواحدة من زوجات أبوه أخذته من يده، وذهبت به لألماني يُدعى هانز بياليجي صاحب ورشة خراطة، وقالت له: “خده أنا مش عاوزاه عندي.. خليه يمسحلك ويكنسلك الورشة”.
عامل الرجل الألماني محمد حسن معاملة جيدة، وقال له جملة أثرت فيه كثيرا: “ماتزعلش يابني.. بكرة هتبقى أحسن منهم كلهم”، وظل محمد في العمل مع الرجل الألماني، حتى أتقن مهنة الخراطة، وصار ماهرا فيها.
حتى جاء اليوم الذي مرض فيه صاحب الورشة، وأصيب بجلطة في القلب، نقله محمد للمستشفى وظل معه 3 أيام، وعندما شفي الخواحة، وعاد إلى عمله، وجد محمد انتهى من تصليح 6 مواتير، وأعطاه أموالهم، فكبر في نظره جدا.
كان للخواجة الألماني شقيق يلعب الملاكمة، فأوصاه على محمد حسن، وطلب منه أن يهتم به رياضيا، وهو ما حدث بالفعل، قابله المدرب حسين السيد، وأثنى على موهبته، وقال له: “أنت هتبقى كويس بس كمل”، وأعطاه زي الملاكمة تشجيعا له ليكمل في اللعبة، وتشير بعض المصادر أنه قيد في النادي الأهلي في الملاكمة، لكنها معلومة غير مؤكدة.
أتت دعوة للخواجة صاحب الورشة للعمل في المانيا، فقرر إرسال محمد بدلا منه وسافر محمد إلى المانيا، وهنا تبدأ القصة، حيث قابل هيلجا وأحبته وأقام علاقة معها، وحملت منه، لكنه طلب منه أن تجهض المولود لانه غير مستعد في الوقت الحالي، بعدها هدده والده بأنه سيسجنه لو اقترب من ابنته وسيطرده من المانيا، لم يقف محمد حسن بطلا مغوارا، لكنه قرر الفرار وخاف من الوالد وترك هيلجا.
وتفضيلا للسلامة يقرر محمد حسن أن يترك المانيا كلها ويسافر للسويد، وهناك تعرف على سيلفيا، وسيلفيا كانت تحبه، وكانت تكبره في السن، عاشت معه وكبرت أعماله وتجارته وأصبح غنيا، وظل هناك حتى ماتت سيلفيا دون أن تنجب، ليقرر محمد حسن تصفية أعماله والعودة لمصر.
وزار النمر الأسود الفنان أحمد زكي في المستشفى في فترة مرضه، وكان شخص شديد العفوية والطيبة، وعندما ماتت سيلفيا كبر بسرعة شديدة وغزا الحزن قلبه وانتصر عليه، فقرر العيش في دار للمسنين، وبعدها انتقل للعيش مع شقيقة له، حتى أصيب بمرض آلزهايمر.
النهاية
نسي محمد حسن نفسه واسمه والبطولات التي لعبها والأموال التي جناها، نسي كل شيء، وعاش حياة بائسة، وفي سنة 2014 غافل أخته وخرج من البيت ذاهبا للا مكان وقاصدا اللا شيء، وظلت شقيقته تبحث عنه لكن بلا جدوى.
حتى سمعت شقيقته أنهم وجدوا جثة في محطة المترو، مبتورة القدمين بعدما سقط أمام عجلات المترو، لتجد شقيقها جثة بلا أقدام، وكانت الشرطة في طريقها لاتخاذ قرار بدفنه في مقابر الصدقة، بعدما يأست من العثور على أهل له، أو حتى إثبات شخصية.