ترك الصحفي عساف عبود برحيله جدلا كبيرا في سوريا قبل سنوات من رحيله.. بعد أن أدت التغطيات التي كان يقدمها لصالح البي بي سي إلى غضب الحكومة والمعارضة على السواء..
فما هي المحطات المحرجة في مسيرة عساف وما هو سر التقرير الأزمة الذي تسبب في سحب ترخيصه، وهل فعلا وصل إلى معلومات ما كان ينبغي أن يطلع عليها لدى الدوائر الأمنية السورية أدت إلى معاملته بتلك الطريقة؟
الاسم الذي تحولت ضده الدوائر الأمنية
عساف عبود .. أصبح الاسم الأشد إزعاجا للدوائر الأمنية والسياسية في سوريا على الرغم من ظهوره في صفوف القوات السورية أثناء تغطية بؤر التوتر في المواجهات داخل البلاد..
وبرغم أن كثيرا من الانتقادات طالت عساف عبود الذي تم تصعيده ليكون مديرا لمكتب البي بي سي في دمشق، إلا معارضوه اعتبروا أن بعض تقاريره أحرجت الرئاسة السورية ومختلف أجهزتها، وتحديدا بعد التداعيات التي ترتبت على نشر تقرير “كشف المستور” الذي تناول أزمة الممنوعات في سوريا والأدوار الخفية حولها.
صحفي صاحب قدرات خاصة
عساف عبود.. صحفي صاحب قدرات خاصة صنفوه في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” على أنه من أكفاء الصحفيين داخل الهيئة في تغطية الشأن السوري وما يتعلق به من تجاذبات في الداخل والخارج مع الأطراف المحلية والقوى الإقليمية ذات العلاقة مع الرئيس بشار الأسد.
عمل عساف عبود منذ اللحظة الأولى على تقوية شبكة علاقاته ومصادره برجال الدولة السورية من المسؤولين في دوائر السلطة الحاكمة ورجال الأمن والأطراف المتماسة مع مناطق المواجهات وبؤر التوتر في المناطق التي كان يقوم بتغطيتها لصالح شكبة البي بي سي، وكذلك بعض قادة القوات ذات المهام الخاصة في مناطق المواجهات.
هدف غير معلن لرجال الدولة
يوما وراء آخر تحولت تلك التغطيات التي يباشرها عساف عبود إلى مادة ثرية لمشاهدي منصات البي بي سي، ولكن على النقيض من ذلك أصبح عساف عبود هدفا غير معلن لرجال الدولة السوريين والمعارضة.
كانت المعلومات التي وصل إليها عبود خطا أحمر نجح ذلك الإعلامي في تجاوزه بامتياز بعد أن وضع معادلة توازن خاصة به بين الحفاظ على شبكة علاقاته بمصادره في الدولة السورية وبين عمله المهني لنقل الأحداث بالطريقة الأقرب إلى الحياد.
الظهور مع وفد النظام السوري
مداخلات يومية كان يجريها عساف إلى استديوهات البي بي سي وتحليلات كان يتم بثها على الهواء، لكن تلك التغطيات تبين لاحقا أنها لم ترق لا للحكومة ولا المعارضة.. ففي إحدى التغطيات ظهر عساف مع وفد النظام السوري في أستانة، مما أثار جدلا كبيرا بين السوريين وتداولوا أسئلة عن دور عساف مع وفد سياسي.
تقرير حساس عن تجارة الممنوعات
كثيرون حسبوا الرجل في صفوف الرئاسة السورية لكن الأيام أثبتت لهم مجددا أنه ليس للسياسة عزيز.. فقد أعد المراسل الشهير تقرير حساسا عن تجارة الممنوعات في سوريا وهو التقرير الذي ما كان له أن يمر مرور الكرام على الدوائر الأمنية في البلاد ولم تكن مصادر عساف سندا له أمام مضمامين تقريره.
ارتباك كبير هز أركان الدولة السورية جراء تقرير الممنوعات واجتمع وزارة الإعلام لتصدر تقريرها الفوري وقتها بإلغاء اعتماد المراسلين المحليين لهيئة الإذاعة البريطانية فيما بدأت زملاء عساف المعارضين يستهدفونه بالنقد.