أصبح مسلسل «الزند – ذئب العاصي» أمام أزمة جديدة بعد قرار نقابة الممثلين السوريين بشأن بطل العمل «تيم حسن».. حيث وضع قرار النقابة الممثل في ورطة أمام المشاهدين خصوصا وأنه صدر تاليا لقرار مغاير صدر من ذات النقابة حول ريم السواس.. فلماذا غضب السوريون؟
يدرك صناع الدراما رصيد الشعب السوري من الثقافة والذائقة الفنية التي تضمن له القدرة على التفريق بين عمل فني وآخر، وهو ما يضع مؤلفو ومنتجو الأعمال الدرامية أمام مسؤولية صعبة خصوصا وأن السوريين وحدهم هم الأقدر على تناول الأوضاع الحالية في سياق المناخ العام الذي تمر به البلاد منذ اثني عشر عاما.
نقابة موضوعية أم خاضعة للسلطة
ما بين توصيفات الخضوع للسلطة واحتمالات المجاملة بدا الفنان السوري «تيم حسن» في أزمة حقيقية أمام جمهوره عقب نشر خبر تكريمه من نقابة الممثلين على نطاق واسع..
التكريم الذي ناله «تيم حسن» جاء تقديرا لدوره في مسلسل «الزند – ذئب العاصي» الذي كان يجسد فيه دور «عاصي»، .. كان ذلك هو السبب المعلن للتكريم، ولم يكد خبر التكريم ينتشر حتى تصاعد معه غضب السوريين.
قرار مشوب بالسياسة
منتقدو تيم حسن تناولوا قصة تكريمه على أنها قرار له طابع سياسي وخارج عن سياق الفن أو كونه قرارا مجردا من نقابة الممثلين لأن هذه النقابة هي ذاتها التي قررت منع المطربة «ريم السواس» من الغناء في سوريا.
المشاهدون اعتبروا أن قرار النقابة بشأن تيم حسن وقرارها المغاير بشأن ريم السواس ممارسة واضحة لسياسة «الكيل بمكيالين»، لأن قرار النقابة بشأن ريم السواس من المفترض أنه تأسس على منعها في سوريا استنادا إلى تدني مستواها أخلاقيا في الحفلات التي تقدمها.
أين فلتر الرقابة الغائبة
هنا تساءل السوريون: هل الحرام على ريم السواس حلال لتيم حسن الذي لم تخل مشاهده في مسلسل «الزند – ذئب العاصي» من ألفاظ أثارت موجة غضب واسعة النطاق في سوريا لأن تيم – بحسب منتقديه – وإن كان من حقه الاندماج في الشخصية التي يجسدها لكن ليس من حقه ولا من حق صناع المسلسل تمرير ألفاظ نابية إلى الأسر السورية فضلا عن الحط من كرامة السيدات بسب الناس خلال تجسيد تلك الشخصية.
السوريون استعادوا المشاهد السابقة التي اعتادها «تيم حسن» في مسلسل «الهيبة» والتي أفقدت الدراما السورية هيبتها ووقارها ولم تعد بالنسبة للسوريين هي الدراما الموثوقة لدخول بيوتهم..
مبررات واهية للإفلات من المحاسبة
السوريون أيضا رفضوا أية تبريرات واهية لاستخدام مثل تلك الألفاظ في الأعمال الدرامية لأن الزعم بأن الدراما الأجنبية تنتشر فيها تلك الألفاظ المسيئة يعود إلى ثقافة المجتمعات التي تعرض فيها تلك الأعمال، بخلاف الأعمال التي تعرض في مجتمع عربي محافظ.
أخطاء تيم لم تكن فقط في ألفاظه النابية بل بالتشابه الكبير بينه وبين أداء النجم البريطاني توم هاردي فضلا عن عدم تنسيق أحداث ومشاهد المسلسل حيث ظهرت أحداثه بشكل مفاجئ دون تمهيد..
إجماع النقاد يذهب إلى أن «الزند – ذئب العاصي» ربما بدأ قويا في الموسم الرمضاني لكنه مثل غيره شابه الخمول الدرامي وقائمة أخطاء جعلت من تكريم بطله مسار جدل.. فلعل صناع الدراما يتعلمون يوما من أخطائهم!!!!.