في سنة 1984، تم الاتفاق مع الفنانة سعاد حسني على بطولة فيلم عالمي يحكي كفاح الأفغان ضد الاحتلال السوفيتي، كان الهوي المصري والعربي وقتها مع أفغانستان، كانت أمريكا تدعم أفغانستان وتسمي المقاتلين مجاهدين، وخرج عشرات الآلاف للحرب في أفغانستان من الدول العربية، وكانت المساجد تجمع التبرعات تحت عنوان “دعم الأخوة في أفغانستان”.
سعاد لم تكن الوحيدة التي شاركت في الفيلم من مصر، ولكن شارك معها عبد الله غيث، والفيلم من إخراج المهرج المغربي عبد الله المصباحي وصوره مدير التصوير المصري عبد العزيز فهمي.
والفيلم تمويل أثرياء سعوديين لم يعلنوا عن أنفسهم، ويتم تصويره في المغرب بمشاركة فنانين من مصر والمغرب والعراق، ويحكي قصة كفاح أفغانستان، لكن الفيلم بعد كل هذا لم يظهر للنور ولم يراه أحد، وهو الفيلم الوحيد للفنانة سعاد حسني الذي لا يمكن لجمهورها مشاهدته، لأنهم لم يتم استكماله ولم يتم عرضه (تشير بعض المصادر أن الفيلم انتهى تصويره، لكن أتلفت نسخه بعد التصوير ولا يتبقى منه سوى بعض الصور.
الفيلم حمل اسم”أفغانستان لماذا”، وصورت فيه سعاد حسني دور فتاة إفغانية جميلة تعاني في ظل الاحتلال السوفيتي لافغانستان، وتم تصوير بعض مشاهد الفيلم بمنطقة شمال تطوان بمضيق شفشاون في المغرب، وقدم عبد الله غيث دور أستاذ جامعي وعالم دين ومفكر ومناضل قاد حركة قوية ضد الاحتلال السوفيتي، قبل أن تنفجر الخلافات داخل المجتمع الأفغاني نفسه.
ميزانية الفيلم الضخمة جعلت فريق العمل يتعاقد مع شون كونري، بطل أفلام جيمس بوند، وجوليانو جيما وهو ممثل إيطالي اشتهر في السينما الأمريكية بأدوار رعاة البقر والأفلام الحربية، وكذلك النجمة اليونانية إيرين باباس، وممثل فرنسي يدعى “مارسيل بوزوفي”، وما يزيد عن 30 ممثلا مغربيا على رأسهم الممثل حميدو بن مسعود، بخلاف آلاف الكومبارس من مدينة تطوان المغربية.
وكان من المفترض أن تصل مدة الفيلم لـ 3 ساعات، وصور فريق العمل ساعتين ونصف في المغرب، وتبقى لهم فقط مشاهد المعارك التي تعتمد على السلاح الثقيل والدبابات وشاحنات الجيش، لكن الجيش المغربي رفض أن يتم استخدام آلياته العسكرية في الفيلم، وبالطبع لا يمكن استخدام اليات جيش آخر والتصوير في المغرب.
وقيل إن الاتحاد السوفيتي تدخل لمنع عرض الفيلم لأن الفيلم يُظهر بشاعة الاحتلال السوفيتي، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قصير من الفيلم تبلغ مدته 33 ثانية ويبدو الفيلم في حالة سيئة بسبب عدم عمل المكساج له، وظهرت سعاد حسني في الفيلم صامتة، وظهر أبطال الفيلم وهم يتحدثون اللغة العربية الفصحى، وهي اللغة المتفق عليها عند عمل فيلم إنتاج عربي مشترك.
وأوضح المصباحي مخرج الفيلم، في تصريحات صحفية قبل وفاته سنة 2016، أنه تعرض لضغوطات قوية من عدة دول عربية وكذلك روسيا، ليُمنع الفيلم في النهاية من العرض، موضحا أنه سلط الضوء على مخطط أمريكا لاحتلال افغانستان عقب إخراج الاتحاد السوفيتي وتوقع انهيارها، موضحا أن الفيلم يؤكد فكرة أن المسلمين تابعين للغرب.
ولدت سعاد حسني في 26 يناير 1943، وقدمت 91 عمل كان آخرها الراعي والنساء سنة 1991، ورحلت في ظروف غامضة في 21 يونيو 2001.