إنه النجم العربي العالمي الذي جسد دور صلاح الدين الأيوبي في «مملكة السماء» وحدَّق ببصره الحاد في «صقر قريش» وأرَّقته «أشواك ناعمة» فعاد يستريح في «أنشودة المطر» وأراد التفرد عن الماضي فقدم لجمهوره «ذكريات الزمن القادم»
كيف اعتلى عرش التمثيل وما هي الأزمات التي تعرض لها ولما بكى أمام ابنته ؟
يقف ممشوقا أمام طلابه.. يردد: «هنا ألف باء فن».. وهكذا يشرح الأستاذ لطلاب الفن كيف يكون الأداء الذي طالما أبهر أباطرة الإخراج في هوليوود الذين رفعوا القبعة لذلك النجم السوري .
إنه الفنان السوري غسان مسعود الذي تؤرخ أعماله حياته كلها وقد تألق في جميع أعماله ليبدو أمام أهل الدراما والنقد كما لو كان يهبط عليهم من سماء هوليوود التي فيها كانت بدايته وفي سجلاتها سطر مجده.
تدريس الفن
لا يتوقف بموهبته عند حدود الأداء بل إنه مارس التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية عشر سنوات كاملة، وسيطر على منافسات التألق في الأعمال المسرحية والسينما والتلفاز دون منازع أما قصته مع المخرج البريطاني «ريدلي سكون» فلها أسرار كانت سببا في الصعود السريع للنجم السوري.
تفرد غسان مسعود بسِحنة جادة وأجاد مع ذلك الحديث بأكثر من لهجة عربية في أعماله، وكان للمخرج البريطاني ريدلي سكون، رأي بشأن غسان مسعود مفاده أن له إطلالة قوية بتفاعله أمام الكاميرا واختاره لدور في فيلمه «مملكة السماء» حيث جسَّد دور صلاح الدين الأيوبي، ومن بعده مع ذات المخرج تألق في فيلم «خروج الآلهة والملوك».
نجم السينما العالمية
بعد تألقه عربيا عاد غسان مسعود إلى شاشات السينما العالمية بعد أن أصبح على رادار منتجي فيلم «قرصان الكاريبي»، ليشارك فيه بأداء مميز ظنَّه جمهوره بأنه سيكون بديلا عن تجاربه الفنية العربية، وهو ما نفاه الفنان السوري لاحقا مبررا تحمسه لذلك العمل بأنه تجربة جديدة من أفلام الخيال.
مع ثقافته الواسعة وانبهاره بالتراث اتساقا مع ما قدمه من أعمال تاريخية مميزة، يزداد غسان مسعود انبهارا بشخصية أبو الطيّب المُتنبّي، وأشعاره فيما لا يزال يحلم بتجسيد شخصيته في عمل درامي تستحقه شخصية شاعر العرب الذي تعددت الروايات بشأنه وذهب بعضها إلى أنه ادعى النبوة.
تجسيد الصحابة
شارك غسان مسعود في مسلسل عمر، حيث أدى دور أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – رغم التحفظات التي تثار كثيرا من المؤسسات الدينية بشأن تجسيد أدوار الصحابة في الأعمال الدرامية، وتثار أزمات دائما بسبب تجسيدها، إلا أن لغسان طريقة في التعايش مع الشخصية التاريخية التي يؤديها باندماجه فيها إلى حد كبير، لكن لم تتأكد مشاركة النجم السوري في أعمال جديدة بشأن تجسيد حياة الصحابة الكرام.
ورغم أدواره التاريخية وقوة شخصيته المعهودة يشير المقربون من غسان مسعود أن ذلك الفنان الذي جسَّد أدوار الكبار في أعماله «يحمل قلب طفل»، ويؤكد تلك الرواية ذلك المشهد المؤثر للفنان حينما احتفل بخطبة ابنته وظهر باكيا أمامها، وبدا يحتضنها كما لو كان في لحظات فراق.