نشرت صفحة مهتمه بالفن، صورة لرجل عجوز مكتوب عليها “هذا الرجل العجوز فنان شهير وأوسم نجوم السينما لقب بالعاشق الخاين.. من هو؟”.
وبعد البحث تبين أنه النجم الراحل أحمد مظهر، وهو أحد أبطال السينما المصرية قي عصرها الذهبي ، والذي تمكن من تقديم شخصيات مختلفة من أبرزها شخصية العاشق الخاين التي ظهر بها في أكثر من عمل سينمائي.
تميز “فارس السينما المصرية” أحمد مظهر، بأداء راقي مميز، واستطاع أن يجسد كل الأنماط والشخصيات المختلفة، فقد قدم أدوارا تاريخية، دينية، كوميدية، اجتماعية، وبرع فيها جميعا.
ولد أحمد حافظ مظهر في حي العباسية وسط القاهرة، وتخرج في الكلية الحربية عام 1938، وضمت هذه الدفعة الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات. وكان مظهر شخصا وطنيا ومخلصا لتراب بلده، وقد شارك في حرب فلسطين 1948.
وفي عام 1975 رشحه صديقه الضابط بالجيش الأديب الكبير يوسف السباعي لتجسيد شخصية “البرنس علاء” في فيلم “رد قلبي”، ونجح مظهر في استثمار الفرصة بشكل جيد ولاحظ النقاد أن أداءه يتطور بشكل كبير.
وعندما شاهده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، نصحه بالخروج من الوظيفة والتفرغ للعمل بالفن.
برنس الأداء استجاب أحمد مظهر لنصيحة عبدالناصر، وقرر أن يخدم وطنه بتقديم أعمال ترتقي بالوعي وتحمل رسائل ذات قيمة، وشيئا فشيئا، لمع اسمه، وتصدرت صورته أفيشات دور السينما.
وقدم مظهر أعمالا مهمة، مثل “الناصر صلاح الدين”، “دعاء الكروان”، “العتبة الخضراء”، “لصوص لكن ظرفاء”، “شفيقة ومتولي”، “القاهرة 30”.
كما تألق على شاشة التلفزيون بعدد من الأعمال الرائعة أبرزها “ألف ليلة وليلة”، “ضمير أبلة حكمت”، و”رياح الخوف”.
وتوهج أحمد مظهر على شاشة السينما، وتنوعت أدواره واختياراته، الأمر الذي دفع النقاد لمنحه عدد من الألقاب الرائعة، ومنها “فارس السينما، وبرنس الأداء”.
مواقف صعبة كانت المتعة الوحيدة للفنان أحمد مظهر هي الجلوس على المقهى مع أصدقائه “شلة الحرافيش”، كما أطلق عليها، وكانت تضم نجيب محفوظ، يوسف السباعي، إحسان عبدالقدوس وعددا كبيرا من رجال الأدب والصحافة في ذلك الوقت.
وقد شاركت هذه الشلة “مظهر” في لحظات صعبة، أجبرته على البكاء، وكادت أن تدفعه إلى الانتحار.