تداولت عدد من الصفحات الفنية، صورة لسيدة عجوز مكتوب عليها “هذة السيدة العجوز كانت من أجمل نجمات السينما المصرية وصاحبة عيون ساحرة”، وبدأ جميع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يتساءلون عن هويتها.
وبعد البحث تبين أنها الفنانة الراحلة “زهرة العلا” واحدة من أشهر نجمات الزمن الجميل، التي نطحت كبار النجمات أمثال فاتن حمامة وهند رستم وشادية ومديحة يسري، جمالها اللافت الهادئ ونبرة صوتها الرقيقة وأناقتها المعهودة هذه السمات وغيرها كانت جواز سفرها إلى قلوب المشاهدين الذين ارتبطوا بوجهها الملائكي وموهبتها المميزة فاستطاعت بسهولة أن تتنقل من الأدوار المساعدة كصديقة البطلة إلى أن تكون البطلة ذاتها، حتى ولو كان ذلك في القليل من الأعمال، ولكنها أعمال أثرت كثيرًا في جماهيريتها وتوجتها واحدة من نجمات العصر الذهبي للسينما.
ولدت الطفلة زهرة العلا، محمد بكير رسمي في 10 يونيو عام 1934 بحي محرم بك بمحافظة الإسكندرية، لعائلة بسيطة تعود أصولها إلى المحلة الكبرى، وهي الرابعة من حيث الترتيب بين 5 شقيقات وأخ، وكانت تحمل الكثير من علامات الوسامة والجمال، حتى أنه يُقال إنها ورثت هذا الجمال من أصولها التركية، وبسبب دخل والدهم المحدود وكثرة التنقل وعدم الاستقرار بحكم طبيعة عمله عانت الأسرة كثيراً مادياً ومعنوياً، حتى استقر بهم المقام في القاهرة.
الملامح الفاتنة لزهرة العلا، كان الدافع وراء توالي الخُطّاب على والدها، وبالفعل تمّت خطبتها للمرة الأولى قبل أن تُكمل الـ17 من عمرها، وكان ذلك خلال دراستها في المعهد في السنة الأولى، وأثناء ذلك رشحت لعمل سينمائي، وأصر المخرج وقتها أن تقصَّ شعرها حيث كانت موضة عالمية، ورحبت زهرة بالأمر وقامت بقصّ شعرها، الأمر الذي زادها جمالًا، لكن الأمر لم يرق لخطيبها الذي ثار لاتخاذها مثل هذه الخطوة دون استشارته، وهنا أدرك أن حلم التمثيل لديها أكبر من حلم الزواج والاستقرار والأمومة، فقرر أن ينفصل عنها ولم تكتمل علاقتهما بالزواج.
حلم الشهرة نجحت زهرة في تحقيقه أما حلم الزواج فلم يتأخر كثيرًا، فحينما تجمع الفنانة بين الوسامة الشكلية والموهبة المميزة والشعبية الجماهيرية فسيزداد المعجبون ويتوالى العرسان وبالفعل تزوجت زهرة العلا، وهي صغيرة مرتين، وكان الزواج في المرتين ينتهي بالطلاق السريع، لرفض الزوج انشغالها بالفن، حتى تعرفت على الفنان الوسيم صلاح ذو الفقار عند تصوير الفيلم الوطني “رد قلبي”.