هذه العجوز فنانة شهيرة أصابها العندليب باكتئاب وتركت وصية للفقراء.. من تكون؟

ولدت الفنانة الكبيرة آمال فريد في القاهرة في حي العباسية عام 1938، وحصلت على ليسانس آداب قسم الاجتماع، ودخلت الفن عن طريق مسابقة في مجلة الجيل الشهيرة في ذلك الوقت، والتي كانت تنظم مسابقات بشكل دوري لضخم نجمات جدد للعمل في الفن.

رشحها للعمل في الفن مصطفى أمين وأنيس منصور، حيث اكتشفها المنتج رمسيس نجيب زوج الفنانة لبنى عبد العزيز، وكان أول عمل لها أمام الفنانة فاتن حمامة في فيلم “موعد مع السعادة”، ثم انطلقت بعد ذلك في السينما لتقوم بدور البطولة أمام عبد الحليم حافظ في فيلم “ليالي الحب” وكان عمرها آنذاك 17 عاماً، ثم فيلم “بنات اليوم”.

ووفقا لحوار لها مع مجلة الموعد اللبنانية: “منذ كنت طفلة الحقتنى والدتى بالإذاعة فى برامج الاطفال مع بابا شارو وكنت لم اتعدي العشر سنوات، وفى المرحلة الثانوية دخلت مسابقة اجرتها مجلة الجيل عام 1954 وفزت بأجمل وجه وكان فى لجنة التحكيم الصحفيان مصطفى أمين وأنيس منصور”.

 

كانت آمال فريد متأثرة بشكل كبير بالفنانة فاتن حمامة، في تمثيلها وفي تسريحة شعرها، ووصفها النقاد وقتها بنسخة تقليد من فاتن حمامة، لكن آمال كانت تعتبر فاتن استاذتها في التمثيل.

تقول آمال في حوار لها: “كنت فى رحلة تنظمها مدرسة العباسية الثانوية للبنات لنشاهد تصوير احد الافلام فى استديو نحاس السينمائى وبالمصادفة كانت هناك الفنانة فاتن حمامة فى الاستديو ، وكان هناك ايضا فريد شوقى يصور احد مشاهد فيلم جعلونى مجرما، المشهد ابكانى بحرقة مما لفت نظر السيدة العظيمة فاتن حمامة وفوجئت بها تحتضنى تهدئ من بكائي وهى تقول ده تمثيل ياحبيبتى”.

وتكمل “وفى الاجازة السنوية بدأ المخرج الاستاذ عز الدين ذو الفقار تصوير الفيلم فى منطقة الفيوم وكنت اناديها بأبلة فاتن واحببتها كثيرا فهى فنانة كبيرة وعظيمة وهى استاذتى ومثلى الاعلى واختار لى المصور وحيد فريد الاسم الفنى “آمال فريد “ونجح الفيلم لدرجة انى حصلت على جائزة من الدولة عن دورى فيه”.

تعترف آمال بالفضل لمحمد عبد الوهاب الذي انتج لها ثلاثة افلام اثنان مع عبد الحليم والثالث مع اسماعيل يس “امسك حرامى “، وكذلك فضل اسماعيل يس معها حيث قدمها معه فى خمس افلام منها اسماعيل يس فى حديقة الحيوان، حماتى ملاك.

حصلت آمال عن دورها في “موعد مع السعادة”، على جائزة الدولة التقديرية وسلمها لها نجيب محفوظ ووعدها بالعمل معه، وبالفعل شاركت في فيلمين للكاتب الراحل وهما: “بداية ونهاية”، و”إحنا التلامذة”.

أصيبت آمال بحالة اكتئاب حادة بسبب عبدالحليم حافظ، خلال تصوير فيلم “بنات اليوم”، إذ سقط حليم على الأرض وأصيب بنزيف شديد في الفم، فظلت تصرخ بهيستيريا، وكانت تطمئن عليه باستمرار ودخلت في حالة اكتئاب شديدة حتى تأكدت أنه بخير، وتم استكمال التصوير.

بررت الفنانة آمال فريد عدم شهرتها مقارنة بزميلاتها، خاصة إنها تتمتع بوجه جميل وقبول كبير، فقالت: “”علشان أنا برفض البوس، وما فيش راجل لمس إيدي قدام الكاميرا”.

اعتزالها

توقع البعض أن تحقق آمال فريد نجومية كبيرة لكن هذا لم يحدث، اعتزلت أمال فريد الفن في أواخر الستينيات بعد أن تزوجت من مهندس مصري كان يقيم في موسكو، وأقامت معه هناك، ثم عادت وعملت في فيلمين فقط، وقررت الاعتزال نهائياً عام 1969.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لآمال فريد قبل وفاتها وهي تجلس على مقهى، وقيل إنها كانت تتسول.

 

وخرجت امال لترد على تلك الشائعات معربة عن استيائها قائلة: “إن تلك الصور التقطت وأنا جالسة بمقهى فى منطقة وسط البلد، حيث هناك ذكريات جميلة تربطني بهذا المكان، إلا إنني فوجئت بحملة إعلامية تنال من سمعتي وتتهمني بأنني فقدت عقلي، وأنني أتسول في شوارع القاهرة”.

تم نقلها من دار المسنين إلى مستشفى المعلمين، فلفظت آمال فريد” أنفاسها الأخيرة عن عمر 80 عام، حيث قررت أسرتها إيداعها إحدى دور المسنين بالقاهرة، عقب شفائها من عملية جراحية في مفصل ساقها اليسرى،إثر سقوطها في الشارع، لتضطر مجدداً إلى دخول المسشفى بعد حاجتها لإجراء غسيل في الكلى، ورحلت في 19 يونيو 2018.

وصيتها

ودفنت الفنانة الراحلة دون جنازة كبيرة أو عزاء، وذلك بناء على وصيتها بأن تدفن بعيدا عن الصحافة وكاميرات وسائل الإعلام، وذلك وفقا لما صرح به الفنان سامح الصريطى وكيل نقابة المهن التمثيلية وقتها، لترحل فى صمت دون ضجيج، وكان أخر طلب للفنانة امال فريد التبرع بمبلغ العزاء للفقراء والمحتاجين.

Exit mobile version