ملعب لقطات

هانسي فليك يشعل الحماس في برشلونة: رسالة قوية لنجم الفريق بعد انتصار دوري الأبطال أمام بنفيكا

في ليلة ملحمية بمدينة لشبونة، خطى برشلونة خطوة كبيرة نحو التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بفوزه المثير على بنفيكا.

وبينما يستعد الفريق الكتالوني لمواجهة أوساسونا في الدوري الإسباني ضمن الجولة 27، يبدو أن المدرب الألماني هانسي فليك يضع بصمته القوية على الفريق بأسلوب لا يقبل المساومة.

فقد أثار فليك الأجواء بعد المباراة برسالة صريحة ومباشرة وجهها لأحد نجوم الفريق الشاب، لامين يامال، مُؤكدًا: “في هذا الفريق، الجميع يجب أن يدافع!”

لم تكن مباراة بنفيكا مجرد مواجهة عادية لبرشلونة، بل اختبارًا حقيقيًا كشف عن قوة الفريق ومرونته. في الدقيقة 22، تعرض الفريق لضربة موجعة بطرد المدافع الشاب باو كوبارسي، مما أجبر الفريق على اللعب بعشرة لاعبين لأكثر من ساعة.

ورغم هذا التحدي، نجح برشلونة في الصمود وتحقيق الفوز، ليثبت أن الانضباط الدفاعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من هوية الفريق تحت قيادة فليك.

هذا الانتصار لم يكن فقط نتيجة مهارة هجومية، بل كان ثمرة عمل جماعي وتضحية من الجميع.

في خضم هذه المباراة المثيرة، لفتت الأنظار قرارات فليك التكتيكية، وبالأخص تعامله مع النجم الصاعد لامين يامال.

الجناح البالغ من العمر 17 عامًا، والذي يُعد واحدًا من ألمع المواهب في كرة القدم العالمية، بدأ المباراة كأساسي، لكنه لم يكملها. في الشوط الثاني، قرر فليك استبداله بفيران توريس، رغم أن الفريق كان في حاجة ماسة للحفاظ على توازنه بأقل عدد من اللاعبين.

السبب؟ لامين، بكل موهبته الهجومية الاستثنائية، لم يقدم الدعم الدفاعي المطلوب في مواجهة هجمات بنفيكا المتواصلة من الجهة اليسرى.

هذا القرار لم يكن مجرد تغيير تكتيكي، بل رسالة واضحة من المدرب الألماني: في برشلونة، لا مكان للاعب لا يلتزم بالدفاع، مهما كانت موهبته.

اختيار توريس، المعروف بقدراته الدفاعية وقوته البدنية، عزز استقرار الفريق وساهم في الحفاظ على النتيجة.

منذ توليه تدريب برشلونة، أظهر هانسي فليك أنه لا يتهاون مع أي لاعب، وهو ما يُفسر التحول الملحوظ في أداء الفريق.

وفقًا لتقارير صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، يعتمد فليك على مبدأ أساسي: النجاح يبدأ من الالتزام الكامل بمتطلبات اللعبة. هذا الأسلوب، الذي قاد بايرن ميونخ لتحقيق الثلاثية التاريخية في 2020، يبدو الآن واضحًا في برشلونة.

قرار استبدال لامين يامال لم يكن موجهًا للإساءة إليه، بل كان درسًا عمليًا للاعب الشاب.

فليك يدرك جيدًا أن يامال يمتلك موهبة نادرة، لكنه يؤمن أن النجاح في المستوى العالي يتطلب من اللاعبين الشباب تطوير جميع جوانب لعبهم، بما في ذلك الدفاع. هذه الرسالة لم تكن موجهة ليامال فقط، بل لكل لاعب في الفريق: لا أحد فوق المسؤولية.

مع اقتراب مباراة الإياب أمام بنفيكا في دوري الأبطال، يبدو أن فليك يضع الأسس لفريق متوازن قادر على المنافسة على كل الألقاب.

الانتصار في لشبونة منح الفريق دفعة معنوية كبيرة، لكن التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على هذا الزخم.

الليلة، أمام أوساسونا في الليغا، سيكون على برشلونة إثبات أن الانضباط والروح القتالية اللذين أظهرهما في لشبونة ليسا استثناءً، بل قاعدة.

بالنسبة للامين يامال، فإن هذه التجربة قد تكون نقطة تحول في مسيرته. إذا نجح في استيعاب درس فليك والتكيف مع متطلباته، فإن الجناح الشاب قد يصبح لاعبًا شاملًا يقود برشلونة لسنوات قادمة.

أما بالنسبة لفليك، فإن رسالته واضحة كالشمس: في فريقه، الدفاع ليس خيارًا، بل واجب يشمل الجميع.

أحمد شعبان

أحمد شعبان ، محاسب ، أهوى التدوين والعمل على الانترنت ، متابع لجميع الدوريات العربية والاوروبية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى