بطلة قصة اليوم هي الفنانة لطيفة نظمي، التي ولدت في 6 ديسمبر سنة 1898 لأسرة فقيرة، يعمل الأب في الصيد، وكان ما يحصله من عمله بالكاد يكفي الطعام والشراب.
لم تتمكن الطفلة لطيفة من إكمال تعليمها بسبب الفقر، فقررت تثقيف نفسها بالمجلات القديمة، واتقنت لغات أجنبية، وكانت تقرأ الكتب باللغة الإنجليزية، وقررت احتراف الفن، لكن الفن في مصر مركزي الصنع، فكان عليها أن تترك دمياط، صوب قاهرة المعز لدين الله الفاطمي، لكن القاهرة ليس فيها وسط، أما تحتضنك وترفعك عنان السماء، أو تقهرك، وتجعلك تكره اليوم الذي خطت فيه قدمك أرضها.
إلى القاهرة .. القاهرة
سكنت لطيفة ند خالها الفقير صاحب الأسرة المكونة من عشرة أطفال، وكما يقول المثل لأن المشرحة لا ينقصها قتلى، شعرت أنها عبء على الأسرة، فقررت العمل في تربية أبناء خالها ومساعدة والدتهم، حتى لا تشعر أنها عالة عليها، يمكنك القول إنها كانت تعمل “بلقمتها”.
وراحت تبحث في الصحف عن أي فرصة عمل، وقرأت إعلانًا صاحبه الفنان عزيز عيد يبحث عن فنانات للعمل معه في مسرحية جديدة، فتقدمت وكانت من المقبولين، وبهذا سيكون لها لأول مرة دخل خاص بها.
وقسمت ما تحصل عليه لثلاثة أقسام، قسم لخالها، وقسم لأهلها، وقسم لها تعيش منه، ثم قررت أن تستقل بالسكن، ووجدت شقة مناسبة في إحدى العمارات، هل أحلوت الدنيا، هنا مربط الفرس، الحياة بدأت إدخالها في منحنى الخطر.
شاركت لطيفة في مسرحية علي بابا عام 1926. ثم شاركت في مسرحيات علي الكسار قبل أن يختطفها يوسف وهبي لتعمل في مسرحه. وكان أول عمل سينمائي لها علي الكسار في فيلم خفير الدرك 1936 من إخراج توجو مزراحي، وفيلم «ساعة التنفيذ» للمخرج يوسف وهبي، وفيلم «البؤساء» للمخرج كمال سليم، عام 1943.
العمارة الغريبة
سكنت فاطمة بجانب شقة لطبيب شاب لكنه لا يتردد عليها كثيرا بسبب عمله الدائم في المستشفى، وفي مرة من المرات، كانت هي عائدة من العمل، وكان هو ييحاول دخول شقته، فتعارفا، وحدث استلطاف، فحب فغرام، فطلب الزواج الذي تم سريعا، بسبب تعلق الثنائي.
زواج مع إيقاف التنفيذ
كان الزوج غريب الأطوار، يغيب فترات بحجة العمل ثم يظهر فجأة ليدخل فصول غياب جديد، وفي أحد المرات طال الغياب، فقررت السؤال عليه في المستشفيات لعل أحدهم يعرفه، لكن كل المستشفيات أجمعت أنهم لا يعرفوا طبيبا بهذا الاسم ولا بهذه المواصفات.
عادت غلى عش الزوجية، وقررت كسر درج مكتبه المغلق دائما، وعثرت في الدرج على طلاسم وأوراق ورسوم مبهمة وقائمة بأسماء نساء وعناوينهن، الغريب أن الزوجة حاولت التواصل مع النساء المذكورات في القائمة، لكن كل النساء قُتلوا في ظروف غامضة، هل بدا الشك يتسرب إليك، صح النوم يا صديقي.
عمل الجن
بصحبة صديقة لها، ذهبت لطيفة لشيخ ليفسر لها هذه الطلاسم، فقال لها إن هذه الطلاسم من عمل الجن، وعليها الحذر من التعامل مع صاحبها لأنه جني مؤذ، وقال لها إنه لا يظهر إلا نهارا، ويخافون الظهور بالليل، وهو ما كان يفعله زوجها بالظهور بالنهار فقط، ويتحجج بالعمل في المستشفى.
وتدخل الفنان يوسف وهبي، واصطحبها لقسم الشرطة، للإبلاغ لكن الشرطة لم تصدق قصة الجن، وبعد مدة ظهر الزوج مرة آخرى وعلم أن لطفية كسرت درج مكتبه وعرفت سره، وحاول قتلها لكنها تمكنت من الإفلات، وضربه على رأسه.
تم إبلاغ الشرطة، وبعد التحقق من هوية الرجل تبيّن أنه مختل وقاتل وهارب من مستشفى الأمراض العقلية، وأنه نتاج زيجة بين مصري مختل عقليًا وامرأة سويدية، ولكن القصة لم تنته بعد.
اكتشفت لطيفة أنها حامل، وهي في حالة نفسية بالغة السوء، ووضعت طفلا مشوها، فأصيبت هي الآخرى بالجنون، ورحلت في 22 فبراير 1945 عن 47 عامًا، أما الطفل فلا يعلم أحد شيئا عن مصيره.