موهبة لحنية متفردة كان سابقاً لجيله، عن طريق تجديد وإبتكار تجربة الدمج بين آلة غربية مع الألحان الشرقية، أسس لبناء جديد في الأغنية التي بدأت معالمها تختلف بمرور الزمن بعد ذلك.
عزف مع أهم الفنانين مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، وزادت من نجاحه الموسيقى التصويرية التي كان يؤلفها لعدد كبير من الأفلام السينمائية، التي كانت في السابق تعتمد على الحصول على بعض مقاطع من الألحان العالمية، التي وضعها الموسيقيون العالميون.
إنه الفنان عمر خورشيد والذي منذ بداية شهرته حتى وفاته، عاش الفنان عمر خورشيد حياة مليئة بالتفاصيل التى كانت عاملا أساسيا فى انتشار الشائعات حوله، لكن أكثرها شهرة وتداولا هى الشائعات حول سبب وفاته.
تزوج «خورشيد» 5 مرات، أولها كانت من أمينة السبكي عام 1971، التي تعرف عليها في إحدى الحفلات التي تقدمها فرقته، وبعد عدة لقاءات جمع الحب بينهما، اتفقا على الزواج، وأقيم حفل الزواج في أكبر فنادق القاهرة، وحضرته أم كلثوم، والموسيقار محمد عبدالوهاب، وغيرهم من النجوم والمشاهير، وفقا لـ«الأهرام».
ورغم الحب الذي جمع بين «خورشيد، وأمينة»، إلا أن الخلافات سرعان ما دبت بينهما بعد أشهر قليلة من الزواج، بسبب غيرة الزوجة الشديدة عليه، فتم الانفصال بعد عام واحد من الزواج في عام 1972.
ظهرت «السبكي» مع «خورشيد» في برنامج «سينما القاهرة» تقديم الإعلامية ناهد جبر، التي زارتهما في منزلهما بعد زفافهما، وكان وقتها «خورشيد» يؤلف لحن تتر فيلم «التلاقي»، وهو الفيلم الذي شارك فيه وقام بعزف مقطوعة من اللحن.
سألت «جبر»، زوجة خورشيد عن رأيها فيه كزوج وكعازف فقالت لها: «إنه قدم كل دور له بحرفية فالعزف أشاد به الجميع، أما كفنان فقد شاهدت له فيلم (ابنتي العزيزة)، وبعد مقاطع من فيلم (التلاقي)، وهو زوج مميز».
وأعادت «جبر»، نفس السؤال على «خورشيد» عن رأيه فيها كزوجة، فطلب من زوجته أن تأتي له بسيجارة، وقال: «إنها تقدر أنها زوجة فنان، لكنها تغضب في بعض الوقت لتأخري ولعدم وجودي في البيت لفترات طويلة، وكشف خلال اللقاء أنه يريد أن ينجب منها».
بعد الانفصال، تزوج في العام نفسه، للمرة الثانية، من الفنانة ميرفت أمين، بعد أن اشتركا في فيلم «أعظم طفل في العالم»، لكن زواجهما أيضا لم يستمر كثيرًا، نتيجة انشغال كل منهما في عمله، وازدياد الخلافات بينهما، خاصة بسبب شائعة علاقة بينه وبين جورجينا رزق، وتطلقا بعد أشهر قليلة من الزواج عام 1973، وفقا لـ«قاعدة بيانات السينما العربية».
قال «خورشيد» عن ذلك في حوار لمجلة «الكواكب» عام 1973: «وصلنا إلى نتيجة وهي استحالة استمرار الزواج، وأصبح الانفصال من مصلحتنا حتى تظل صداقتنا، لأن عودتنا مرة أخرى كانت ستزيد الأمر سوءًا، وربما نفقد صداقتنا بعد أن خسرنا حياتنا الزوجية وهذا ما لا أريده».
كانت زيجته الثالثة من هويدا منسي، ابنة الفنانة صباح، وانتهت هي الأخرى بالطلاق سريعا.
تزوج من سيدة أعمال وخبيرة التجميل والمكياج لبنانية تدعى «دينا» عام 1977، واستمر زواجهما حتى وفاته، ويعتبر هذا الزواج أطول زيجة له، حيث تعرف عليها أثناء وجوده في لبنان لتصوير فيلم «جيتار الحب»، وتعددت اللقاءات بينهما، واتفقا على الزواج والاستقرار في مصر، وفقا لـ«اليوم السابع».
تزوج «خورشيد» على زوجته دينا» للمرة الخامسة من الممثلة مها أبو عوف في بداية عام 1981 قبل شهور قليلة من وفاته، ورغم معارضة والد مها أبو عوف في البداية، إلا أن «خورشيد» تعهد له بأن زواجه من «مها» سيكون زواجه الأخير، كما أنه في خلال شهرين سينهى زيجته من «دينا»، فوافق الأب في النهاية، وفقا لـ«اليوم السابع».
لم يستمر زواجه من «مها» سوى 5 أشهر فقط، بسبب وفاته، وكانت «مها» حاملاً في شهرها الرابع حينما تُوفي «خورشيد»، لكنها أجهضت بعدما أصيبت بانهيار عصبي، وبذلك لم يكن لـ«عمر» أي أبناء، وفقا لـ«اليوم السابع».
وذكرت صحيفة «روز اليوسف»: «لم تكن هذه المرة الأولي التي ينفعل فيها خورشيد على صفوت، لكن حدثت مرة سابقة عام 1976، في الليلة الثانية لحفل شم النسيم، التي غنى فيها حليم (قارئة الفنجان)، وحاول (صفوت) أن يفسد الليلة، ووقتها تدخل خورشيد ليوقفه»، وفقًا لما نشرته الصحيفة.
تؤكد «سعاد» في مذكراتها التي نشرتها «روزا اليوسف» أن «صفوت الشريف أطلق عن طريق بعض الفنانين والفنانات الذين يعملون لحسابه، شائعة تفيد أن خورشيد علي علاقة حب مع ابنة السادات، (نانا) أو جيهان محمد أنور السادات، قرة عين والدها لأنها كانت آخر العنقود، وجميلة وظريفة ورقيقة ومتدينة ومشهود لها بالخلق والسلوك الحميد»، وفقًا لمذكرات سعاد حسني في «روزا اليوسف».
وتضيف «سعاد»: «ما دعم تلك الشائعة اصطحاب السادات لخورشيد معه إلي أمريكا لحظة توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والعدو الإسرائيلي، وعزف (خورشيد) في البيت الأبيض أثناء العشاء الشهير الذي تلا توقيع اتفاقية السلام».
وتحكي «سعاد»: «عرض صفوت علي السادت حكاية علاقة (خورشيد، ونانا)، ومن ثم طلب من السادات أن يترك الأمر له أي لصفوت، ويمنحه حرية التصرف والفعل مع هذا الشا، لكن السادات طلب من (صفوت) التصرف في حدود القانون، ورفض لقاء (خورشيد) الذي حاول أن يلقاه ليشرح الأمر له بعدما شعر بحجم المؤامرة وخطورة الانتقام»، وفقًا لـ«روزا اليوسف».
قالت «سعاد»: «إن (صفوت) لم يكتف بذلك، بل أحكم الحبل جيدًا حول رقبة (خورشيد) وراح يصنع شائعة أخرى تتعلق بزيارة (عمر) إلي تل أبيب في الوقت الذي كانت الدول العربية مشتعلة بعد توقيع الاتفاقية، وعلي الفور ألغت الكويت حفلات كان (عمر) يعد لها مع فرقته الموسيقية بداية عام 1979.
بل أصدرت الكويت قرارًا بمنعه دخول أراضيها، استنادًا إلي القانون الملكي رقم 21 لسنة 1964 بشأن مقاطعة إسرائيل ومن يتعامل معها، كما أصدرت قطر قرارا بتاريخ 8 أبريل 1979 بمنع دخول (خورشيد) إلى أراضيها، تلا ذلك قرارات منعه من عدة دول عربية أخرى»، وفقًا للمذكرات في «روزا اليوسف».
قبل وفاته بعدة أسابيع، سافر «خورشيد» إلى أستراليا لإحياء حفلات مصطحبًا زوجته اللبنانية «دينا» ومعه محرم فؤاد، وهناك تعرض «عمر» لمرض حمي البحر الأبيض المتوسط المعروفة.
وهو مرض يصاب به سكان البحر الأبيض بنسب نادرة، ومن أعراضه ظهور لون أزرق علي الأظافر، والشعور ببرد شديد، وألم في الصدر، والجنب والبطن، وحمى والتهاب في المفاصل، وضيق في التنفس لمدة من 12 إلي 24 ساعة، وفي المستشفي قرر «عمر» إجراء عملية البواسير خاصة أن طبيبه المعالج كان مصريا اسمه فؤاد جبريل وبعد شفائه ارتدي نظارة طبية لأن المرض أضعف بصره، وفقا لـ«روز اليوسف».
قالت «سعاد»: «كان (خورشيد) يخطط لإحياء الحفل السنوي لذكري افتتاح قناة السويس في 5 يونيو 1980، وكان مصرًا علي لقاء الرئيس السادات، فطلبته الفنانة مديحة كامل، وألحت عليه قبول دعوة رجل الأعمال عادل الصيرفي، وزوجته (نوال)، بالزمالك لحفل خاص علي شرفه، حضره نجوم كبار مثل ليلي فوزي، وجلال معوض، وأحمد فؤاد حسن، وزوجته، وعدد آخر من الفنانين، وبالفعل وافق (خورشيد)».
وأضافت «سعاد» في مذكراتها: «عقب خروج خورشيد من الرولاند هو وزوجته (دينا)، فوجئ بـ3 أشخاص يركبون عربة (بويك فان) خضراء اللون نزعت منها اللوحات المعدنية، يسبونه وزوجته بأفظع الألفاظ، ثم تقدموا أمامه وكأنهم يستفزونه، فطاردهم بطول شارع الهرم بسرعة كبيرة، حتى وصلت سيارته لنهاية شارع الهرم أمام مطعم (خريستو)، فكسرت عليه السيارة الخضراء.
فاختلت عجلة القيادة في يديه، واصطدم بالجزيرة المتوسطة بعنف، وطار جسده خارجًا من الزجاج الأمامي الذي تسبب في جروح ذبحية ثلاثية بالرقبة والصدر، واصطدم جسده بعدها بعامود الإنارة فحدث به عدد من الكسور، كما جاء بتقرير الطبيب الشرعي، ومات عمر في مستشفي (المواساة)، بينما نقلت زوجته (دينا) لمستشفي (الأنجلو)».
في المذكرات، كشفت «سعاد» أن «الموسيقار محمد عبدالوهاب علم بالمؤامرة، فأخبر (خورشيد) كي يحتاط، وأقنعه بضرورة طلب لقاء عاجل مع السادات، وبعد مقتل خورشيد قام عبدالوهاب المعروف بدبلوماسيته الشديدة وصرح لصحيفة (لوموند) الفرنسية إن «خورشيد قتل بسبب مؤامرة سياسية»، وذكرت «سعاد»: «أن ذلك التصريح أغضب السادات الذي اعتقد أن عبدالوهاب يقصده».
وتردد بعد وفاة عمر خورشيد أنه كان على علاقة بالجنّ، وهو من أخبره بطريقة وفاته وهي الرواية التي رواها الكاتب حسن الحفناوي لإحدى المجلات، قائلًا: “خورشيد في آخر أيامه كان يواظب دائماً على الصلاة”.