طالت رحلة البحث والتحريات بسبب طاقم العمل في العاصمة السورية دمشق.. وتبين أن الفنانين المشاركين فيه مدرجون في سوق مشبوهة.. بعد أن أفلت صناع العمل من قبضة السلطات السورية وتحديدا من هيئة الرقابة.. فكيف وصلت الجرأة بمجموعة من الفنانين إلى مواجهة الدولة جهارا نهارا من قلب العاصمة السورية؟؟
وقع إياد نحاس مخرج مسلسل «كانون» السوري في ورطة صعبة بعد اجتماع عقده مع الشركة المنتجة وخمسة عشر مساعدا أساسيا له وأجمع المخرج ومساعدوه على أن خروج المسلسل بالطريقة الواقعية التي يريدونها يقتضي إلغاء الديكورات واللجوء إلى بيئة واقعية تحاكي واقع الأحداث والمواجهات المحتدمة بين عناصر الشر.
تحري وجمع معلومات
شكل مخرج العمل ومساعدوه بالاتفاق مع الشركة المنتجة فريقا تخصص في جميع أكبر قدر من المعلومات عن الأزقة والحواري الجانبية في العاصمة السورية حتى رسا الاختيار على منطقة في غاية الغرابة وهي «سوق الحرامية» التي كان لها امتداد نحو حارة قريبة.
«تركيزنا سيكون منصبا على قاع القاع».. إلى تلك النتيجة توصل المخرج مع الشركة المنتجة إلى أنسب مواقع التصوير وهناك في السوق المشار إليها بدت مواقع التصوير جاهزة بين باعة الخضر و آخرين يبيعون كل شيء لكن بقيت أزمة التناغم المفترض تهيئته بين طاقم العمل وسكان الحارة والسوق.
سر اختيار السوق
مشكلة الخارجين عن القانون في مسلسل «كانون» كانت مناسبة تماما لطرحها من بيئة واقعية تمثلت في ذلك المكان الذي تردد أن تسميته تعود إلى تداول بضائع مسروقة فيه.. وكان على المخرج إقناع فريق العمل بأنه لم تعد لديهم حاجة إلى الديكورات لأن مواقع التصوير الطبيعية موجودة.
وصل طاقم العمل إلى المنطقة القريبة من أوتوستراد بعد الجسر المعروف بجسر الكبّاس، في العاصمة السورية وبدأ تمركز أطقم الإخراج والتصوير مع محاولة تهيئة الأجواء الهادئة بعد عقد اتفاقيات مع السكان المجاورين للمنطقة والباعة المتواجدين في السوق؛ لأن أي محاولة تجاوز محتملة كان من الممكن أن تعطل تصوير المسلسل شهورا متتالية.
نزاعات صعبت الحياة
اختيار منطقة السوق لتصوير مسلسل كانون كان مدروسا بعناية حيث ركز صناع العمل على إبراز تداعيات المواجهات التي طالت سوريا فحتى البضائع المباعة في ذلك المكان جزء منها قررت عائلات سورية التخلي عنها بعد أن طالتها تداعيات التشرد والنزاعات واضطر عدد منها إلى ترك المناطق السكنية التي كان يعيش بها.
مظاهر الخروج عن القانون كانت واضحة جدا في التوثيق الدرامي لواقع الحياة اليومية التي يعيشها السوريون وهنا تساءل الجمهور.. كيف خرج ذلك المسلسل إلى النور على الرغم من الصورة المؤلمة التي يعبر بها عن واقع السوريين.. إلا أن البعض اعتبر المسلسل رسالة ضمنية بشأن ضرورة الحفاظ على الأوطان وتنحية المواجهات والنزعات الداخلية التي تطال استقرار الدول جانبا.
تدريبات شاقة لطاقم العمل
بدأ طاقم الإخراج تدريب الممثلين المشاركين جيدا على المواجهات وتقمص أدوار الشخصيات الخارجة عن القانون بحيث تبدو المواجهات التي تتم اتساقا مع ذروة الأحداث أقرب إلى الواقعية وصدرت تعليمات القائمين على المسلسل بضرورة التركيز التام على المكياج بما يضمن عدم ظهور أية ملاحظات نقدية بعد عرضه.
كانون مسلسل سوري من تأليف علاء المهنا ومعالجة درامية مع خالد إبراهيم ومن إخراج إياد نحاس، إنتاج شركة ايغل فيلمز .