يعتبر تناول مياة زمزم من العادات المهمة والطقوس المعتاد عليها من الحجاج والمعتمرين عند زيارة مكة المكرمة؛ ورغم انه يأخذ منه الملايين من اللترات إلا انه لا ينقص نهائي فما السر في ذلك؟
واجه بئر زمزم أزمة في عام 1399 هجرياً، حيث وقع فيضان قريب من موقع البئر، مما تسبب في تهديد بتسرب مياه غريبة إلى داخله.
وبعد مطالبات عديدة استجابت السلطات السعودية لهذا الخطر بوضع خطة محكمة لضمان سلامة وأمان بئر زمزم ومنابعه، وبالفعل تم تنفيذ هذه الخطة بالتعاون مع الغواص المصري محمد يونس، وكان برفقته غواص آخر من باكستان، ليكتشفوا مفاجآت لم يكن يعلم بها أحد.
ماذا يوجد داخل بئر زمزم ؟
ذات مرة نزل الغواصان إلى قاع بئر زمزم، ووجدا أواني فخارية وعملات عثمانية وبريطانية قديمة وحبال وسبح وأحجار صغيرة منقوش عليها أسماء أشخاص وقرون حيوانات كان يستخدمها السحرة والدجالون في أعمال السحر وزجاجات مياه غازية بل وبرادات شاي.
نزل الغواصان إلى أعماق البئر التي تصل إلى 30 مترا وبمساحة ضيقة للبئر بالكاد تتجاوز متر ونصف، وحاول الغواصان معرفة موقعهما داخل البئر، ولكن الغريب أن البوصلة لم تعمل وخرجا بالفعل وحاولا تجريب واحدة أخرى ولكن لم تعمل أيضا.
وجد الغواصان صعوبة في الحفاظ على أنابيب الأكسجين، أثناء عملية التنظيف طويلة الأمد؛ لذلك كان الحل مد خرطوم من أعلى البئر مربوط بالغواصين للتنفس، ولكن هواء الخرطوم كان يختلط بزيوت من مضخة الهواء.
نجح الغواصان بعد تطهير البئر من وصول منابع زمزم وكانت تضخ الماء بقوة عاتية وبأصوات تصم الآذان، ما دفعهم للاعتقاد أن ما يحدث له علاقة بالجان.
هل الجن له علاقة ببئر زمزم ؟
لم يكن الجان له علاقة بالموضوع، فقد علم الغواصان السبب بعد تحليل مقاطع مصورة من الداخل، حيث كان يتكدس عدد من المواسير الحديدية التي سقطت داخل البئر، ومن كثرتها أحدثت تشويش على مغناطيس البوصلة.
تاريخ بئر زمزم
مبنى زمزم الذي كان في وسط المطاف كان يتكون من عدة طوابق، وكان بداخله رقبة بئر زمزم بالطوق النحاسي وغطاء البئر، إضافة إلى بكرة لرفع الماء تعود لأواخر القرن الرابع عشر.
كما يوجد دلو من النحاس مؤرخ عام 1299 هـ وقد وضعت حالياً بمتحف عمارة الحرمين الشريفين بأم الجود.
وتمت إزالة مبنى زمزم عام 1377هـ عند توسعة المطاف، وجعل مدخل البئر تحت صحن المطاف، وذلك تسهيلاً للطائفين حتى تمت إزالة المدخل بشكل كامل من المطاف في التوسعة الأخيرة الحالية للمسجد الحرام.
كما تمت أكبر عملية تنظيف للبئر عام 1400 هـ بأمر من الملك الراحل خالد بعد أحداث الحرم ورمي الجثث بها، وشكل فريق برئاسة المهندس يحيى كوشك وغواصون وتم تنظيف البئر بشكل كامل ودقيق.
وفي عام 2010م، أطلق تم إطلاق مشروع الملك عبدالله بن عبد العزيز لتعبئة وتنقية مياه زمزم آلياً بقيمة بلغت 700 مليون ريال سعودي، حيث إن مصنع التعبئة يقع على مسافة 4.5 كيلومتر من المسجد الحرام.