لماذا كانت تخجل هذه السباحة العالمية من تلك الكلمة؟ وكيف أحرجت العالم بمشاهد صادمة؟.. وإذا كانت تمارس عملا إنسانيا فهل يكون ذلك هو جزاء فعلها في تلك الدولة الأوروبية؟
لم تتجاوز يسرى مارديني من العمر خمسة وعشرين عاما بينما تبدو نظراتها وطريقة حديثها محملة بتلال من الهموم التي أثقلت أبناء جيلها .. فهي في مقتبل عمرها كانت ذات الوجه البرئ التي لم تعرف معنى لكلمة نزوح .. بينما كبرت فعلمت حقيقة تلك الكلمة التي أصبحت «تخجل منها» على حد تعبيرها في تليفزيون «سوريا».
حقيقة تحولت إلى فيلم
« أنا لست مهاجرة لأن لدي وطن».. عبارة واحدة انطلقت من فمها في فيلم «السباحتان» لكن المعنى موثق بين التمثيل والأصل.. فها هي يسرى مارديني تعترف بأن خمسة وثمانين في المائة من أحداث ذلك الفيلم حقيقية.. حتى أنها أقرت بأن تلك العبارة هي نفس تعبيرها.
موقف بطولي مصيره الإدانة
القصة الحقيقة للبطلتين السوريتين يسرى وسارا مفادها، أنهما أبحرتا بقارب داخل المياه الإقليمية لأكثر من دولة وتعرَّض القارب لعطل لعدم قدرته على حمل أوزان زائدة في عرض البحر.
يسرى مارديني وشقيقتها قررتا ترك القارب والسباحة لتخفيف حمولة القارب ونجاة ركابه ووصلتا بالفعل إلى إحدى الجزر اليونانية والأشد غرابة أن القارب قد نجا بركابه بالفعل.
نجا القارب لكن الشقيقتين لم تنجيا من الإدانة.. وهناك على الأراضي اليونانية وجهت لهما السلطات تهمتي مساعدة أشخاص على دخول البلاد بشكل غير قانوني!!! في واحدة من أغرب سجلات الشرطة اليونانية .
سترابة.. سورية فوق مستوى التحدي
تجاوزت يسرى مارديني بعد ذلك التحديات كافة وواصلت مسيرتها في السباحة التي كانت قد بدأتها في بلادها واستمرت في التدريب بأحد أندية برلين، وانضمت بعد ذلك إلى منافسات ريو ألفين وستة عشر ضمن أول فريقي أولمبي للمهاجرين، واختيرت بعد ذلك باعتبارها أصغر سفيرة للنوايا الحسنة.
هكذا صورها الإعلام الغربي
يصف الإعلام الأوروبي يسرى مارديني بأنها بطلة لواحدة من أكثر القصص روعة وغرابة في آن واحد، حيث انتوت مواصلة رحلة التميز بعد ذلك حتى انضمت لقائمة الرياضيين العشر المشاركين في أولمبياد ريو دي جانيرو بسباق المائة متر
وفق موقع أراجيك
Arageek
الأمم المتحدة قررت الاحتفاء بالسباحة السورية يسرى مارديني واتخذت المنظمة الأممية منها نموذجا خاطبت به شباب العالم بعد أن قدمتها باعتبارها قصة ملهمة للإنسانية في تخطي حواجز الأزمات والتفوق مهما كانت المسؤوليات والتحديات.
حلم يستحق المثابرة
ولطالما خاطبت يسرا ضمير الإنسانية رتأكيدها أن المهاجر ليس بالضرورة أن يكون باحثا عن مال أو ما يسمى «الحلم الأوروبي»، لأنه لو وجد حياة كريمة في وطنه لما خرج منه.
ولا زالت يسرى تحلم بتوفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة للنازخين، وما يستحقونه من حقوق الإنسان في اللعيش بسلام.. فهل وجد ضمير الإنسانية في قصتها الملهمة أملا يستدعي التحرك بشأن أصحاب الحق في العودة إلى أرضهم سالمين ليحيوا حياة تناسب إنسانيتهم؟