تشهد الساحة الكروية المصرية هذه الأيام توتراً متصاعداً، بعد قرار نادي الزمالك بتصعيد أزمة التحكيم إلى مجلس النواب المصري، في خطوة غير مسبوقة تعكس حالة الاستياء الشديد داخل أروقة القلعة البيضاء.
يأتي هذا القرار في ظل سلسلة من الانتقادات التي وجهها النادي لمستوى التحكيم في الدوري المصري الممتاز، مع اتهامات بالتحيز ضد الفريق وتأثير ذلك على نتائجه في المباريات. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذا القرار، أسبابه، وتداعياته المحتملة على المشهد الرياضي المصري.
تصعيد الأزمة: خطوة متوقعة وسط استياء متراكم
لم تكن خطوة تصعيد أزمة التحكيم إلى مجلس النواب مفاجئة لمتابعي الكرة المصرية، حيث سبقها عدد من الشكاوى الرسمية التي تقدم بها نادي الزمالك، برئاسة حسين لبيب، للتعبير عن غضبه من الأداء التحكيمي في العديد من المباريات.
النادي يرى أن هناك تحيزاً واضحاً ضد فريقه، مما أثر بشكل مباشر على نتائجه وأدى إلى خسارة نقاط ثمينة في مشوار الدوري المصري الممتاز.
وفقاً لمصدر مقرب من إدارة الزمالك، في تصريحات خاصة لموقع “كورابيا”، فقد تقدم النادي صباح السبت بطلب إحاطة رسمي إلى مجلس النواب المصري، طالباً بفتح تحقيق في أداء لجنة الحكام التابعة للاتحاد المصري لكرة القدم.
المصدر أشار إلى أن هذا الطلب يهدف إلى إلقاء الضوء على ما وصفه بـ”الأخطاء المتكررة والمتعمدة” التي تضر بالفريق، خاصة في ظل المنافسة الشرسة على لقب الدوري هذا الموسم.
أسباب التصعيد: تحكيم مثير للجدل وخسائر متراكمة
أزمة التحكيم ليست وليدة اللحظة بالنسبة للزمالك، بل هي قضية تتجدد مع كل موسم، حيث يرى النادي أن هناك أخطاء تحكيمية متكررة تؤثر على أداء الفريق ونتائجه. خلال الفترة الأخيرة، كثّف الزمالك انتقاداته للحكام، مشيراً إلى أن العديد من القرارات التحكيمية كانت غير عادلة، وتحمل طابع التحيز لصالح فرق منافسة، مما أدى إلى تعثر الفريق في بعض المباريات.
إدارة الزمالك تعتقد أن هذه الأخطاء ليست مجرد هفوات بشرية، بل جزء من نمط يحتاج إلى تدخل حاسم لحلّه. ومن هنا جاء قرار اللجوء إلى مجلس النواب، كخطوة تهدف إلى إثارة النقاش على مستوى رسمي، وربما دفع الجهات المعنية باتحاد الكرة لاتخاذ إجراءات أكثر جدية لتحسين أوضاع التحكيم وضمان العدالة بين الأندية المتنافسة.
الزمالك وإنبي: مباراة مرتقبة وسط الأزمة
في ظل هذه الأجواء المشحونة، يستعد الزمالك لمواجهة نظيره إنبي مساء الثلاثاء المقبل، ضمن منافسات الجولة السابعة عشر من الدوري المصري الممتاز، والتي تُعد الجولة الأخيرة من الدور الأول. هذه المباراة تأتي في توقيت حساس، حيث يسعى الفريق إلى استعادة توازنه وتحقيق فوز يعزز من موقعه في جدول الترتيب، لكن الأنظار ستظل متجهة نحو الأداء التحكيمي في هذا اللقاء، خاصة بعد التصعيد الأخير.
الزمالك يدرك أن أي خطأ تحكيمي جديد قد يزيد من حدة الأزمة، ولهذا من المتوقع أن يكون هناك متابعة دقيقة من إدارة النادي وجماهيره لكل قرار يتخذه الحكام خلال المباراة. المواجهة لن تكون مجرد اختبار للاعبين على أرض الملعب، بل ستكون أيضاً اختباراً لمدى استجابة الجهات المسؤولة عن التحكيم للضغوط الحالية.