
لم تتوقف تداعيات مباراة القمة بين الأهلي والزمالك عند حدود الملعب، بل امتدت لتشعل ساحة الكرة المصرية بتصريحات نارية ومواقف مثيرة للجدل.
عدلي القيعي، رئيس شركة الكرة السابق بالأهلي، ألقى قنبلة من العيار الثقيل حول ما حدث في تلك المواجهة المثيرة بالدوري المصري الممتاز، بينما أضاف نجم الأهلي السابق محمد عبد الجليل بعدًا جديدًا للأزمة بكشفه عن شرط حسمها.
وفي خضم هذا الصراع، أغلقت إدارة الأهلي ملف أكرم توفيق بشكل نهائي، لتضع حدًا للتكهنات حول مستقبله.
في تصريحات تلفزيونية أثارت ضجة كبيرة، نفى عدلي القيعي أن يكون الأهلي قد انسحب من مباراة القمة أمام الزمالك، مؤكدًا أن النادي لا يزال ينتظر تحديد موعد جديد لإقامة اللقاء.
القيعي شدد على أن المباراة يجب أن تُدار بطاقم تحكيم سعودي، مشيرًا إلى وصول الحكم محمد الهويش إلى القاهرة يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما يعزز موقف الأهلي في مطالبه.
“ما حدش يقول الأهلي انسحب، نحن ننتظر الموعد الجديد بحكام سعوديين وصلوا بالفعل”، هكذا حسم القيعي الجدل من وجهة نظره.
الحكم الهويش، الذي أدار مؤخرًا مباراة في الدوري السعودي انتهت بفوز الشباب 6-0 على العروبة، كان قد وصل القاهرة في الحادية عشرة مساءً يوم الثلاثاء، بعد ساعات من إعلان الحكم المصري محمود بسيوني فوز الزمالك على الأهلي نتيجة غياب الأخير.
هذا التطور جاء بعد تواصل عاجل بين وزير الرياضة المصري أشرف صبحي ونظيره السعودي لاستقدام حكم أجنبي قبل المباراة بساعتين فقط، لكن الترتيب المتأخر لم يمنع تصاعد الأزمة.
من جانبه، ألقى محمد عبد الجليل، نجم الكرة المصرية السابق، الضوء على أزمة القمة بتصريحات مثيرة أشعلت النقاش.
في حديث تلفزيوني، انتقد عبد الجليل قرار الأهلي بالانسحاب، معتبرًا أنه لا يتماشى مع قيم وتاريخ القلعة الحمراء.
“الأهلي دائمًا يدخل المباريات للفوز بغض النظر عن التحكيم، وكان بإمكانه تجاوز الأزمة”، هكذا عبر عن رأيه، مشيرًا إلى أن الانسحاب كان قرارًا قويًا لكن تبعاته غامضة.
عبد الجليل ذهب إلى أبعد من ذلك، مؤكدًا أن الأزمة لن تجد حلاً إلا بإقالة أحد الأطراف الثلاثة: اتحاد الكرة، رابطة الأندية، أو مجلس إدارة الأهلي.
“لا حل آخر”، قالها بحزم، مستعيدًا ذكريات انسحابات سابقة للأهلي في عهد صالح سليم، والتي كانت تترك أثرًا كبيرًا على مستوى القارة.
ولم يعفِ الزمالك من المسؤولية، مشيرًا إلى أن الفريق الأبيض استغل الوضع لصالحه في ظل أزماته الداخلية، بدلاً من دعم مطالب الأهلي بتحكيم أجنبي، واكتفى بانتقاد الحكام المصريين في مؤتمر صحفي.
رأى عبد الجليل أن الزمالك كان له الحق في رفض تأجيل المباراة، لكنه اقترح أن الأهلي كان بإمكانه استغلال غيابات منافسه لخوض اللقاء والخروج بنتيجة إيجابية.
ومع ذلك، فإن موقف الزمالك الحازم بقبول فوزه الإداري، مقابل تمسك الأهلي بإعادة المباراة بحكام أجانب، حول الأزمة إلى صراع خارج الملعب بين الإدارتين، مع اتحاد الكرة ورابطة الأندية في قلب النيران.
في سياق منفصل، وضعت إدارة الأهلي بقيادة محمود الخطيب النقاط على الحروف بشأن مستقبل أكرم توفيق، الذي ينتهي عقده بنهاية الموسم الحالي.
بعد مفاوضات مكثفة، حسمت الإدارة موقفها بعدم التجديد للاعب، الذي وقّع بالفعل لفريق الشمال القطري لمدة ثلاثة مواسم ابتداءً من الموسم المقبل.
محمد شوقي، نائب المدير الرياضي، قاد جلسات مع اللاعب قدم خلالها عرضًا ماليًا محسّنًا لإقناعه بالبقاء، لكن أكرم رفض كل المحاولات، مؤكدًا رغبته في خوض تجربة جديدة.
أبلغت الإدارة مارسيل كولر، المدير الفني، أن هذا الموسم سيكون الأخير لأكرم مع الفريق، لتنتهي بذلك رحلة اللاعب مع القلعة الحمراء، التي شهدت تألقًا وإصابات متكررة، ليفتح الباب أمام البحث عن بديل في مركزه.