
تشهد القلعة الحمراء حالة من الاضطراب غير المسبوق مع تصاعد الأزمة حول استمرار النادي الأهلي في بطولة الدوري المصري الممتاز لموسم 2024-25.
بينما تتجه الإدارة نحو قرار الانسحاب احتجاجًا على قرارات اتحاد الكرة ولجنة الحكام، يبرز حسام غالي، عضو مجلس الإدارة، كصوت معارض داخلي، فيما يضيف أشرف بن شرقي لمسة خاصة برد فعله المثير، وسط استبعاد مفاجئ لثلاثة من نجوم الفريق من قائمة المنتخب الوطني. فما القصة وراء هذه التطورات المتلاحقة؟
حسام غالي: صوت العقل أم مصدر الاستياء؟
وسط الجدل المحتدم حول قرار الانسحاب من الدوري بعد أزمة مباراة القمة أمام الزمالك، اتخذ حسام غالي موقفًا مغايرًا لتوجهات إدارة النادي.
مصادر داخل الأهلي كشفت أن غالي يرفض فكرة الانسحاب، معتبرًا أن الفريق كان يجب أن يخوض المباراة حتى لو أُقيمت بطاقم تحكيم مصري، ثم يلجأ للتصعيد القانوني ضد اتحاد الكرة ورابطة الأندية.
يرى غالي أن هذا القرار قد يعود بالضرر على النادي مستقبليًا، حيث يمنح المنافسين فرصة لاستغلال الوضع، ويؤثر سلبًا على سمعة الأهلي في البطولات المحلية.
ويعتمد موقف غالي على إيمانه بقدرة الفريق على حسم المباريات داخل الملعب بغض النظر عن التحديات، مع الاحتفاظ بحق التصعيد القانوني لاحقًا.
لكن هذا الرأي أثار استياء بعض أعضاء المجلس والجماهير، الذين يرون أن الانسحاب هو رسالة قوية لرفض “التحيز” المزعوم في إدارة المسابقة، مما جعل غالي في مرمى الانتقادات داخل الأروقة الحمراء.
أشرف بن شرقي: رد فعل يمزج بين الجد والهزل
في خضم هذه الأزمة، برز النجم المغربي أشرف بن شرقي برد فعل لافت عقب قرار الانسحاب. اللاعب، الذي بدأ يستعيد تألقه مع الأهلي بعد انضمامه مؤخرًا، لم يخف استياءه من توقف الدوري، حيث كان يأمل في مواصلة استعادة مستواه القوي.
وبحسب مصادر مقربة، استفسر بن شرقي من قيادات النادي، مثل محمد رمضان المدير الرياضي ومحمد شوقي نائبه، عن خطة الفريق للمرحلة المقبلة، معبرًا عن تفضيله لاستمرار المنافسة.
لكن بن شرقي لم يكتف بالاستفسار الجاد، بل أضاف لمسة خفيفة لتخفيف التوتر داخل غرفة الملابس.
في جلسة مع زملائه، مازحهم قائلاً: “أنا حاسس إني جبت لكم النحس، لما كنت في الزمالك انسحبنا، ودلوقتي مع الأهلي نفس الحكاية!”، في إشارة إلى تجربته السابقة مع الزمالك في واقعة مشابهة.
هذا التصريح، رغم طابعه الهزلي، عكس رغبة اللاعب في استمرار اللعب وإثبات نفسه، مما جعله محط اهتمام الجماهير في ظل هذه الأزمة.
ثلاثي الأهلي خارج المنتخب
في سياق منفصل، يستعد منتخب مصر لمعسكره الذي ينطلق يوم 16 مارس 2025، بقيادة حسام حسن، استعدادًا لمباراتي إثيوبيا وسيراليون في الجولتين الخامسة والسادسة من تصفيات كأس العالم 2026.
وقد أعلن الجهاز الفني قائمة اللاعبين المختارين من الأهلي، والتي ضمت محمد الشناوي، مصطفى شوبير، محمد هاني، رامي ربيعة، مروان عطية، إمام عاشور، وكريم الدبيس، كأسماء تتماشى مع رؤية “العميد”.
لكن المفاجأة كانت في استبعاد ثلاثة من نجوم الأهلي البارزين: أكرم توفيق، عمر كمال عبد الواحد، وأحمد نبيل كوكا، الذين كانوا حاضرين في معسكرات سابقة.
يبدو أن تراجع مستواهم الفني في الفترة الأخيرة، إلى جانب المنافسة القوية داخل المنتخب، دفع حسام حسن لاستبعادهم، مما أثار تساؤلات حول تأثير هذا القرار على معنوياتهم داخل النادي.
الأزمة الحالية تضع الأهلي في موقف معقد. موقف حسام غالي قد يعمق الانقسام داخل الإدارة، بينما يعكس رد فعل أشرف بن شرقي رغبة اللاعبين في الاستمرار رغم التحديات.
استبعاد ثلاثي الفريق من المنتخب يضيف بعدًا آخر للتوتر، خاصة مع اقتراب مباريات حاسمة في التصفيات. النادي الآن أمام خيارين: إما التراجع عن الانسحاب والعودة للمنافسة، أو التمسك بموقفه مع مخاطر العقوبات المحتملة.