لم يكن التعادل بين الأهلي والزمالك في قمة الجولة 15 من دوري NILE مجرد نتيجة عابرة، بل أشعل فتيل أزمة داخلية هزت أركان القلعة الحمراء.
قرار إداري مفاجئ بفرض غرامة مالية على اللاعبين أثار موجة غضب عارمة بين نجوم الفريق، دفعتهم للتحرك لمواجهة القرار الذي رأوه غير عادل. فما القصة وراء هذا التوتر، وكيف يسعى كبار اللاعبين لاحتواء الموقف؟
بعد انتهاء مباراة السبت 22 فبراير 2025 بين الأهلي والزمالك بالتعادل 1-1 على استاد القاهرة الدولي، فوجئ لاعبو الفريق الأول بقرار من المدير الرياضي محمد رمضان بخصم 20% من رواتبهم الشهرية.
مصدر داخل النادي أكد أن هذا الإجراء جاء كعقوبة مباشرة على النتيجة، رغم أن الفريق لم يتعرض لهزيمة. القرار، الذي فُرض دون نقاش مسبق، أثار استياء واسعًا بين اللاعبين، الذين اعتبروه مبالغًا فيه وغير متسق مع أدائهم العام في الفترة الأخيرة.
الغضب لم يتوقف عند حدود الاستياء الصامت، بل تحول إلى تحرك فعلي. لاعبو الأهلي، بقيادة عدد من الأسماء الكبيرة في الفريق، لجأوا إلى محمد شوقي، نائب المدير الرياضي، للتعبير عن رفضهم ومطالبتهم بإعادة النظر في القرار.
المصدر أشار إلى أن اللاعبين شعروا بأن العقوبة جاءت قاسية، خاصة أنها طالت الجميع دون استثناء، مما زاد من حدة التوتر داخل غرفة الملابس.
ما زاد من استياء اللاعبين هو السياق الذي جاء فيه القرار. الفريق لم يخسر أمام الزمالك، بل اكتفى بنتيجة التعادل، وهو ما اعتبروه نتيجة مقبولة في ظل المنافسة الشرسة مع الغريم التقليدي.
ليس هذا فحسب، بل إن الأهلي كان قد حقق انتصارًا كبيرًا على الإسماعيلي في الجولة السابقة بنتيجة لافتة، مما يعزز وجهة نظرهم بأن أداء الفريق لا يستحق مثل هذه العقوبة القاسية.
أحد اللاعبين، بحسب المصدر، عبّر عن استغرابه قائلاً: “نحن ننافس على الصدارة، ولم نفقد المباراة. فوزنا الكبير على الإسماعيلي يثبت أننا في حالة جيدة. فلماذا نُعاقب بهذا الشكل؟”.
هذا الشعور انعكس على باقي زملائه، الذين رأوا أن الغرامة لا تتناسب مع الجهد المبذول أو النتائج المحققة، مما دفع كبار الفريق لاتخاذ موقف لحل الأزمة.
الأزمة لم تبقَ داخل أسوار النادي، بل وصلت إلى الشارع الرياضي عبر منشور لنجم منتخب مصر السابق أحمد حسن. عبر صفحته الشخصية على فيس بوك، كتب حسن: “حالة غضب تسيطر على لاعبي الأهلي بسبب قرار محمد رمضان بخصم 20% من مستحقاتهم لشهر فبراير.
كبار الفريق يناقشون الأمر مع محمد شوقي لتخفيف الغرامة، خاصة أن الفريق تعادل أمام الزمالك ولم يُهزم، وقبلها سحق الإسماعيلي بنتيجة كبيرة”.
هذا المنشور لاقى تفاعلاً واسعًا بين الجماهير، التي انقسمت بين مؤيد للاعبين ومنتقد لسياسة الإدارة الصارمة.
منشور أحمد حسن لم يكن مجرد تعليق عابر، بل عكس وجهة نظر مشتركة بين اللاعبين وبعض الخبراء الذين يرون أن العقوبة جاءت مبالغًا فيها، خاصة في ظل الظروف الحالية التي يمر بها الفريق من إصابات وضغط مباريات.
في محاولة لتهدئة الأجواء، تولى كبار لاعبي الأهلي، مثل محمد الشناوي وحسين الشحات، زمام المبادرة للتفاوض مع محمد شوقي. الهدف كان واضحًا: تخفيف الغرامة أو إلغاؤها تمامًا، مع التأكيد على أن الفريق ملتزم بتحقيق الانتصارات في المباريات القادمة.
المصدر أشار إلى أن اللاعبين قدموا حججًا منطقية، منها أن التعادل أمام الزمالك ليس كارثة، وأن الأداء العام للفريق لا يستحق عقوبة جماعية بهذا الحجم.
هذا التدخل يعكس رغبة اللاعبين في الحفاظ على استقرار الفريق، خاصة مع اقتراب مباراة حرس الحدود في الجولة 16 يوم الأربعاء 26 فبراير 2025.
الجميع يدرك أن استمرار التوتر قد يؤثر سلبًا على التركيز والأداء في الملعب.
من جانبها، لم تصدر إدارة الأهلي بيانًا رسميًا حول الأزمة حتى الآن، لكن قرار محمد رمضان يعكس نهجًا صارمًا يهدف إلى فرض الانضباط وتحفيز اللاعبين على تقديم الأفضل.
لكن هذا النهج أثار تساؤلات حول توقيته ومدى ملاءمته، خاصة أن الفريق لا يزال في صدارة المنافسة على لقب الدوري ويستعد لمراحل حاسمة في دوري أبطال إفريقيا.
بعض المحللين يرون أن الغرامة قد تكون رسالة للاعبين بضرورة رفع مستوى الأداء في المباريات الكبرى، بينما يرى آخرون أنها مبالغة قد تعمق الفجوة بين الإدارة وغرفة الملابس.