تشهد الساحة الرياضية المصرية أزمة متصاعدة بعد قرار النادي الأهلي الجريء بعدم خوض مباراة القمة أمام الزمالك، احتجاجًا على تعيين الحكم محمود بسيوني لإدارة اللقاء، في خطوة اعتبرها النادي استفزازًا واضحًا.
تحت قيادة محمود الخطيب، يواصل الأهلي تحركاته القوية للدفاع عن موقفه، مستغلاً تصريحات وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي كسلاح جديد في معركته أمام اللجنة الأولمبية المصرية.
فما هي تفاصيل هذه الأزمة؟ وكيف يخطط الأهلي لكسب هذا النزاع؟
تصريحات صبحي: هدية غير متوقعة للأهلي
في خطوة استراتيجية، ضم الأهلي إلى ملف شكواه المقدم للجنة الأولمبية تصريحات أشرف صبحي التي أشار فيها إلى تحركه للاستعانة بحكم سعودي لإدارة مباراة القمة، بهدف تهدئة الأوضاع وضمان العدالة التحكيمية.
هذه التصريحات، التي أكدها أيضًا محمد الشاذلي المتحدث باسم الوزارة، أصبحت جزءًا أساسيًا من مستندات الأهلي التي تثبت تواصله المسبق مع رابطة الأندية واتحاد الكرة لضمان حضور حكام أجانب.
الهدف كان واضحًا: توفير بيئة عادلة للمنافسة بين الأهلي، الزمالك، وبيراميدز، الثلاثي المتصارع على لقب الدوري.
المصادر داخل القلعة الحمراء أكدت أن هذه الخطوة جاءت لتعزيز موقف النادي قانونيًا، خاصة أن الاتحاد المصري لكرة القدم تراجع في اللحظات الأخيرة عن الاتفاق بتعيين حكام أجانب، مفضلاً طاقمًا مصريًا بقيادة بسيوني، مما أثار غضب الأهلي وقاده إلى الانسحاب من المباراة.
ضياء السيد: الأهلي على الطريق الصحيح
علق ضياء السيد، نجم الكرة المصرية ومدرب المنتخب السابق، على هذه الأزمة في تصريحات تلفزيونية، معربًا عن تأييده الكامل لقرار الأهلي.
وأوضح أنه كان يتوقع إقامة المباراة في البداية بناءً على معلومات عن وصول طاقم تحكيم سعودي إلى القاهرة، لكن قرار الاتحاد بالتراجع عن هذا الاتفاق قلب الموازين.
وكشف ضياء عن “الورقة السحرية” التي يمتلكها الأهلي في هذه المعركة، وهي الخطابات والمستندات الرسمية التي تثبت التزام النادي بالاتفاق المسبق مع الجهات المسؤولة عن استقدام حكام أجانب.
وأضاف: “الأهلي لم يتخذ هذا القرار اعتباطًا، بل بناءً على ظروف جعلت موقفه مشروعًا ومنطقيًا، وهو ما سيظهر جليًا أمام اللجنة الأولمبية”.
موقف الأهلي: ليس إعادة المباراة بل إصلاح المسار
في سياق متصل، كشف مصدر داخل الأهلي عن أن النادي لا يسعى لإعادة مباراة القمة كما يتوقع البعض، بل يهدف إلى تصحيح مسار الكرة المصرية ككل.
المصدر أكد أن القلعة الحمراء تعول على قرار اللجنة الأولمبية كحكم نهائي في هذا النزاع، مشيرًا إلى أن نتيجة هذا القرار ستؤثر بشكل مباشر على خطوات الأهلي المستقبلية، بما في ذلك موقفه من مباريات الدوري المتبقية، وعلى رأسها مواجهة بيراميدز الحاسمة.
وأوضح المصدر أن الأهلي يرى في هذه الأزمة فرصة لفرض معايير جديدة للعدالة التحكيمية والشفافية في إدارة المسابقات، وليس مجرد رد فعل على حادثة معزولة.
هذا النهج يعكس رؤية الخطيب ومجلس إدارته في حماية حقوق النادي دون التنازل عن دوره كأحد أعمدة الكرة المصرية.
الانتظار يحسم الموقف
مع تصاعد الجدل، يبقى الجميع في انتظار قرار اللجنة الأولمبية التي ستكون الفيصل في هذه القضية.
الأهلي، بفضل تحركاته المدروسة ودعم شخصيات مثل ضياء السيد، يبدو واثقًا من قوة موقفه، مستندًا إلى تصريحات أشرف صبحي كدليل دامغ.
هل سينجح الأهلي في فرض رؤيته وكسب هذه المعركة؟ الأيام القادمة ستكشف الإجابة، لكن ما هو مؤكد أن هذه الأزمة ستترك أثرًا عميقًا في مسيرة الكرة المصرية.