شهدت الساحة الرياضية المصرية خلال الأيام الماضية تطورات مثيرة أعادت إلى الأذهان الصراعات التاريخية بين أكبر أندية الكرة المصرية، حيث اتخذ النادي الأهلي قرارًا جريئًا بالانسحاب من بطولة الدوري المصري لموسم 2024-2025، معلنًا رفضه استكمال المسابقة بعد أزمة مباراة القمة أمام غريمه التقليدي الزمالك.
لم تتوقف الأحداث عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل تضامن خمسة أندية مع موقف الأهلي، وتصعيد نادي بيراميدز ضد عضو سابق باتحاد الكرة، فيما خرج أحمد مجاهد ليحسم الجدل حول دوره في الأزمة.
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذه القضية التي أثارت جدلًا واسعًا بين الجماهير والمتابعين.
قرار الأهلي: الانسحاب من الدوري بداية الشرارة
قرر مجلس إدارة النادي الأهلي، في خطوة غير مسبوقة هذا الموسم، الانسحاب من بطولة الدوري المصري، بعد رفض طلبه الملح بتعيين طاقم تحكيم أجنبي لإدارة مباراة القمة ضد الزمالك.
وكانت المباراة المرتقبة، التي جاءت ضمن الجولة الأخيرة من المرحلة الحاسمة للدوري الممتاز، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في علاقة الأهلي المضطربة مع اتحاد الكرة ورابطة الأندية.
أكد الأهلي في بيان رسمي أنه لن يشارك في اللقاء ما لم يتم تلبية مطلبه بتغيير الطاقم التحكيمي المحلي إلى أجنبي، وهدد بالانسحاب الكلي من المسابقة إذا استمر الوضع على حاله.
في المقابل، تمسك الزمالك بموقفه، حيث أعلن في بيان رسمي التزامه بخوض المباراة في موعدها المحدد يوم الثلاثاء على ملعب “ستاد القاهرة الدولي”، رافضًا أي تأجيل أو تغيير في طاقم الحكام بقيادة محمود بسيوني.
ومع تغيب الأهلي عن الملعب، أطلق الحكم صافرة النهاية بعد انتظار قانوني، معلنًا فوز الزمالك بنتيجة 3-0 وفقًا للوائح الدوري.
خمسة أندية تتضامن مع الأهلي: جبهة موحدة ضد الأخطاء التحكيمية
لم يقتصر الأمر على الأهلي وحده، بل انضمت خمسة أندية إلى موقفه في خطوة أثارت دهشة الوسط الرياضي.
وبحسب مصادر مطلعة داخل النادي الأهلي، فإن الأندية التي أعلنت تأييدها الرسمي لقرار الانسحاب هي: الاتحاد السكندري، مودرن سبورت، الإسماعيلي، زد، وإنبي، مع وجود تأييد مبدئي من نادي سموحة ينتظر التأكيد النهائي.
هذه الأندية، التي تمثل جزءًا كبيرًا من المشهد الكروي المصري، عبرت عن استيائها من الأخطاء التحكيمية المتكررة التي أثرت على نزاهة المسابقة هذا الموسم، معتبرة أن موقف الأهلي يعكس مطالب جماعية بإصلاح المنظومة.
ويرى المراقبون أن هذا التضامن قد يفتح الباب أمام أزمة أكبر تهدد استمرار الدوري، خاصة مع تصاعد الخلافات بين الأندية والاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة الأندية المحترفة، التي فشلت في احتواء الوضع حتى الآن.
بيراميدز يشعل الموقف: شكوى رسمية ضد إيهاب الكومي
في تطور لافت، أعلن نادي بيراميدز تقديمه شكوى رسمية ضد إيهاب الكومي، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق، إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ولجنة الانضباط بالاتحاد المصري، بالإضافة إلى بلاغ للنائب العام.
جاءت هذه الخطوة ردًا على تصريحات أدلى بها الكومي خلال برنامجه على قناة “صدى البلد”، حيث اتهم بيراميدز بالسعي لتوجيه الدوري لصالحه هذا الموسم، مشيرًا إلى أن هذه المحاولات كانت تطلب منه أثناء عمله في الاتحاد.
اعتبر بيراميدز هذه التصريحات “مسيئة ولا تستند إلى أدلة”، وطالب بفتح تحقيق عاجل مع الكومي للرد على ما وصفه بـ”التلفيقات” التي تهدف إلى تشويه سمعة النادي.
وأكد البيان أن النادي لن يتهاون في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحماية حقوقه، مما يضيف بُعدًا جديدًا إلى الأزمة المتصاعدة.
أحمد مجاهد يرد: “لا علاقة لي بالأزمة”
وسط هذا الجدل، وجد أحمد مجاهد، عضو الجمعية العمومية بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم، اسمه متورطًا في الأحداث، ليخرج برد ناري عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي.
نفى مجاهد أي تدخل له في أزمة مباراة القمة، مؤكدًا أنه كان منشغلاً باجتماعات الجمعية العمومية لـ”الكاف” بحضور رئيس الفيفا ورئيس الاتحاد الإفريقي، ولم يكن على علم بما يُثار حول دوره.
وأضاف مجاهد في تعليق ساخر: “من زج باسمي في هذه الأحداث عليه أن يأتي بدليل، وإلا فعليه إعادة صيام رمضان”، مشددًا على أن اتهاماته لا أساس لها من الصحة، وأن تركيزه كان منصبًا على مهامه القارية بعيدًا عن الصراعات المحلية.
تداعيات الأزمة: مستقبل الدوري في خطر؟
تعد هذه الأزمة واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الكرة المصرية في السنوات الأخيرة، حيث يواجه الدوري المصري خطر التوقف أو فقدان قيمته التنافسية في حال استمرار انسحاب الأندية الكبرى. قرار الأهلي، بدعم من خمسة أندية أخرى، يضع اتحاد الكرة ورابطة الأندية أمام اختبار صعب: إما الاستجابة للمطالب بإصلاح التحكيم، أو مواجهة انهيار المنظومة الكروية.