مع اقتراب نهاية الموسم، تتجه أنظار هانسي فليك نحو تعزيز مركز الظهير الأيمن، الذي طالما كان نقطة ضعف في صفوف الفريق الكتالوني. الهدف؟ أندريه راتيو، نجم رايو فاليكانو، الذي أثبت أنه “كابوس” حقيقي لأمثال فينيسيوس جونيور.
فما الذي يجعل هذا اللاعب محط أنظار برشلونة، وكيف سيشكل إضافة للفريق؟
أزمة الظهير الأيمن: كوندي يتألق وفورت يخفق
لا يخفى على أحد أن برشلونة يعاني منذ سنوات طويلة في إيجاد ظهير أيمن يجمع بين الثبات والجودة.
جول كوندي، المدافع متعدد المواهب، قدم أداءً لافتًا في هذا المركز، حيث شارك في 2070 دقيقة بالدوري هذا الموسم، لكنه ليس حلاً دائمًا، خاصة أن مركزه الأساسي هو قلب الدفاع.
في المقابل، لم ينجح الشاب هيكتور فورت في إقناع هانسي فليك، حيث اكتفى بـ370 دقيقة فقط، مما جعل الإدارة تفكر في إعارته لمنحه فرصة للتطور بعيدًا عن الضغوط.
هذا الفارق الكبير بين اللاعبين دفع النادي للبحث عن خيار جديد يضمن الاستقرار والتنافسية.
أندريه راتيو: الدفاع الصلب الذي يطمح إليه فليك
وفقًا لتقارير صحيفة “سبورت” الكتالونية، وضع هانسي فليك عينه على أندريه راتيو، ظهير أيمن رايو فاليكانو، الذي يتابعه ديكو، المدير الرياضي لبرشلونة، منذ أسابيع.
راتيو ليس مجرد اسم عابر، بل لاعب أثبت جدارته في الدوري الإسباني بفضل قوته البدنية وصلابته الدفاعية.
اشتهر النجم الروماني بأدائه الاستثنائي في مواجهة ريال مدريد الموسم الماضي، حين نجح في “تكبيل” فينيسيوس جونيور، أحد أخطر الأجنحة في العالم، مانعًا إياه من التألق أو التأثير في المباراة.
هذا الأداء جعل راتيو يتربع على عرش أفضل المدافعين في مواجهات “واحد لواحد”، وهو ما يبحث عنه فليك لتعزيز خط دفاع برشلونة.
قدرات استثنائية: دفاع وهجوم في آن واحد
ما يميز راتيو ليس فقط قدراته الدفاعية، بل أيضًا إسهاماته الهجومية. هذا الموسم، سجل هدفين وصنع هدفين، مما يظهر قدرته على دعم الفريق في الجانب الهجومي.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك راتيو سرعة فائقة، حيث سجل ثاني أعلى سرعة في الدوري الإسباني هذا العام، مما يجعله سلاحًا فعالًا ضد الأجنحة السريعة مثل فينيسيوس أو لاعبين آخرين من نفس الطراز.
هذه الصفات تجعل منه خيارًا مثاليًا لتكملة رؤية فليك التكتيكية، التي تعتمد على التوازن بين الدفاع والهجوم.
تحديات الصفقة: شرط جزائي مرتفع
ورغم الحماس الكبير لضم راتيو، فإن الصفقة لن تكون سهلة. يمتلك اللاعب شرطًا جزائيًا بقيمة 25 مليون يورو في عقده مع رايو فاليكانو، ويبدو أن النادي غير مستعد للتفريط به بأقل من هذا المبلغ.
بالنسبة لبرشلونة، الذي يعاني من ضغوط مالية معروفة، قد يشكل هذا الرقم تحديًا، لكن الإدارة تبدو مصممة على استثمار المال في لاعب يمكنه حل مشكلة استمرت لعقد من الزمن.
إذا نجح النادي في إتمام الصفقة، فقد يصبح راتيو الظهير الأيمن الأول الذي يعيد الاستقرار لهذا المركز منذ أيام داني ألفيش.
رؤية فليك: برشلونة يستعد للمستقبل
لا يقتصر طموح هانسي فليك على تحسين الأداء الحالي لبرشلونة، بل يمتد إلى بناء فريق قادر على المنافسة على كل الألقاب في المستقبل.
اختيار راتيو يعكس هذه الرؤية، حيث يجمع اللاعب بين الشباب والخبرة، مما يجعله استثمارًا طويل الأمد.
في الوقت نفسه، يمنح هذا التعاقد المحتمل كوندي فرصة العودة إلى مركزه الأصلي في قلب الدفاع، بينما يفتح الباب أمام فورت للتطور خارج الكامب نو عبر الإعارة.
هل يكون راتيو الحل المنتظر؟
مع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية، يبدو أن برشلونة على أعتاب خطوة قد تغير من معادلة الفريق.
أندريه راتيو، بما يمتلكه من مهارات دفاعية وهجومية، قد يكون الإجابة التي طال انتظارها لمشكلة الظهير الأيمن.
لكن السؤال يبقى: هل سينجح النادي في حسم الصفقة وتحقيق رغبة فليك؟ الإجابة ستتضح في الأشهر القادمة، لكن شيئًا واحدًا مؤكد: برشلونة يخطط لمستقبل مشمس، وراتيو قد يكون أحد أبرز نجومه.