«بسبب تصريحات مزيفة».. الأهلي يتحرك رسميًا ضد صفحة تثير الجدل “بطولات حرام”

في خطوة حاسمة، أعلن النادي الأهلي مساء الإثنين 24 فبراير 2025 عن تقديم شكوى رسمية إلى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، احتجاجًا على ما وصفه بـ«حملة ممنهجة» تستهدف تشويه سمعته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه الشكوى ليست مجرد رد فعل عابر، بل تعكس تصاعد التوتر بين النادي الأكثر شعبية في مصر وجهات مجهولة تستغل منصات رقمية لنشر محتوى مثير للجدل. فما القصة وراء هذا الصراع؟ وكيف يمكن أن تؤثر هذه الأزمة على المشهد الإعلامي والرياضي في مصر؟

كشف الإعلامي إبراهيم المنيسي، خلال برنامج على قناة الأهلي، عن وجود صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي تحمل اسم وشعار قناة «النيل للرياضة»، وهي إحدى القنوات الرسمية التابعة للتلفزيون المصري.

هذه الصفحة، بحسب المنيسي، لم تكتفِ بنشر أخبار عادية، بل تجاوزت الخطوط الحمراء بنشر محتوى يسيء إلى النادي الأهلي، بما في ذلك مزاعم نسبت إلى المهندس عدلي القيعي، رئيس شركة الكرة بالنادي، بأن «بطولات الأهلي حرام».

هذه الادعاءات، التي وصفها القائمون على النادي بـ«الكاذبة والمفبركة»، أشعلت غضب الجماهير ودفعتهم للمطالبة برد حاسم.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يواجه فيها الأهلي مثل هذه الحملات. أوضح المنيسي أن النادي سبق أن تقدم بشكوى مماثلة بشأن هذه الصفحة، لكن الردود الرسمية لم تأتِ واضحة، إذ قيل إن الصفحة «مزيفة» ولا تتبع قناة النيل للرياضة فعليًا.

لكن غياب التحرك الجدي من الجهات المسؤولة أثار تساؤلات حول مدى الجدية في التعامل مع مثل هذه القضايا، خاصة أن الهجوم على الأهلي لم يتوقف، بل ازداد حدة في الفترة الأخيرة.

دخل عدلي القيعي على الخط ليؤكد أن ما يحدث ليس مجرد خطأ عابر، بل «حملة ممنهجة» تستهدف النادي الأهلي بشكل خاص خلال السنة الماضية.

وأشار إلى أن استخدام عبارات مثل «بطولات الأهلي حرام» لا يقتصر على التشكيك في إنجازات النادي التاريخية، بل يتجاوز ذلك إلى التهكم والاستفزاز الذي يتنافى مع الأخلاقيات الرياضية والإعلامية.

وأضاف: «لازم يتم مراجعة كل الصفحات المشبوهة، لأن السكوت عن ده بيفتح الباب للمزيد من التجاوزات».

لم يكتفِ الأهلي بمجرد الشكوى السابقة، بل قرر تصعيد الأمر بتقديم بلاغ رسمي إلى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني. وفي تصريح لافت، قال القيعي إن «عدم تحرك المسؤولين قد يعني أن أحدهم متورط أو موافق ضمنيًا على هذا المحتوى».

هذا الاتهام يضع الجهات الرسمية في موقف حرج، حيث يُطالب النادي بتحقيق شفاف لكشف من يقف وراء هذه الصفحة وما إذا كانت تدار من داخل مؤسسات إعلامية رسمية أو من جهات خارجية.

تطرق المنيسي إلى نقطة مثيرة للاهتمام، وهي أن هناك اتهامات متداولة بأن «الإعلام الأهلاوي» هو من يسيطر على المشهد الرياضي في مصر.

لكنه دافع عن موقف النادي بالقول إن هذا الاتهام لا يبرر التجاوزات التي تحدث ضد الأهلي، مشيرًا إلى أن السكوت عن هذه الحملات قد يشجع على المزيد من الهجوم غير المبرر.

من جانبهم، عبّر جمهور الأهلي عبر منصات التواصل الاجتماعي عن استيائهم، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن هذه الصفحة وحماية سمعة النادي.

هذا الصراع لا يقتصر على الأهلي كنادٍ فقط، بل يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول دور الإعلام الرقمي في تشكيل الرأي العام، خاصة في عالم الرياضة الذي يحظى بشعبية جارفة في مصر.

الأهلي، بتاريخه العريق وجماهيره الغفيرة، يمثل رمزًا وطنيًا، وأي محاولة للنيل من سمعته تثير ردود فعل عاطفية قوية.

كما أن هذه القضية تسلط الضوء على مخاطر الصفحات المزيفة التي تستغل أسماء مؤسسات رسمية لنشر معلومات مضللة، وهو أمر يهدد المصداقية الإعلامية ككل.

Exit mobile version