يواصل كارلو أنشيلوتي، المدرب الإيطالي المخضرم، قيادته لعرش ريال مدريد، حيث يبدو أن خططه للموسم المقبل قد بدأت تتشكل مبكرًا.
مع عقد يمتد حتى منتصف عام 2026، يضع أنشيلوتي نصب عينيه تعزيز الفريق بأسماء جديدة من العيار الثقيل، وذلك في محاولة للحفاظ على مكانة النادي كأحد أقوى الفرق في أوروبا. فما الذي ينتظر النادي الملكي في المستقبل القريب؟
لا يخفي أنشيلوتي طموحه في البقاء على رأس القيادة الفنية لريال مدريد، لكنه يربط ذلك بتحقيق إنجازات كبيرة في الموسم الحالي. سواء كان ذلك من خلال التتويج بلقب الدوري الإسباني أو استعادة عرش دوري أبطال أوروبا، يدرك المدرب الإيطالي أن النجاح هو العامل الحاسم لضمان استمراريته.
وفي ظل هذا الهدف، كشفت تقارير صحفية، من بينها ما نشرته صحيفة “ديفينسا سنترال”، أن أنشيلوتي قد وضع خطة واضحة لتدعيم الفريق، حيث طلب من رئيس النادي فلورنتينو بيريز التعاقد مع أربعة لاعبين مميزين للموسم القادم.
لم يترك أنشيلوتي مجالًا للشك حول احتياجات الفريق، فقد حدد بدقة المناصب التي يرى أنها تحتاج إلى دعم.
أولًا، يسعى لضم ظهير أيمن متميز، مثل ترينت ألكسندر-أرنولد، لتعزيز الجبهة اليمنى. ثانيًا، يرغب في التعاقد مع مدافع مركزي قوي لسد الثغرات الدفاعية.
ثالثًا، يطالب بلاعب وسط قادر على إضافة التوازن والإبداع في خط الوسط. وأخيرًا، يصر على عودة الشاب نيكو باز ليكون جزءًا من المشروع المستقبلي.
هذه الرؤية تعكس حرص أنشيلوتي على بناء فريق متكامل يجمع بين الخبرة والشباب.
على الرغم من وضوح الرؤية، تواجه إدارة ريال مدريد تحديات ليست بالهينة في تلبية هذه المطالب.
على سبيل المثال، يُعد المدافع الفرنسي ويليام ساليبا، نجم أرسنال، أحد الأسماء التي تثير إعجاب النادي، لكن عقده الممتد حتى 2027 يجعل انتقاله هذا الصيف شبه مستحيل.
قد يكون الحل الأمثل هو الانتظار حتى 2026، عندما يصبح سعره أكثر منطقية، أو حتى التعاقد معه كلاعب حر إذا لم يجدد عقده.
هذا الوضع يعكس النهج الاستراتيجي الذي يتبعه النادي في سوق الانتقالات، حيث يمزج بين الصبر والطموح.
رغم تأثير أنشيلوتي الكبير داخل النادي، يبقى فلورنتينو بيريز الرجل الذي يملك القرار النهائي في كل صفقة.
تاريخيًا، لم يحصل المدرب الإيطالي دائمًا على ما يطلبه، حيث تعتمد سياسة النادي على رؤية طويلة الأمد تجمع بين الاستثمار في المواهب الشابة والتعاقد مع نجوم كبار في اللحظات المناسبة.
هذا التوازن يجعل عملية اتخاذ القرار معقدة، لكنها أثبتت نجاحها في السنوات الماضية.
لا يقتصر مصير أنشيلوتي على رغباته الشخصية أو طلباته من الإدارة، بل يتأثر بشكل كبير بأداء الفريق في الموسم الحالي.
فشل الفريق في حصد الألقاب قد يفتح الباب أمام تغييرات جذرية، خاصة مع الأنباء التي تربط ريال مدريد بتشابي ألونسو، المدرب الشاب الذي يقود باير ليفركوزن بنجاح ملحوظ.
يُقال إن ألونسو لديه شرط جزائي يسمح له بالانتقال إلى ريال مدريد، مما يجعله خيارًا محتملاً لخلافة أنشيلوتي في المستقبل.
على الرغم من كل التكهنات، يحظى أنشيلوتي بثقة كبيرة من إدارة ريال مدريد وجماهيره.
فهو ليس مجرد مدرب، بل أسطورة حية ساهمت في كتابة تاريخ النادي بحروف من ذهب.
بتحقيقه أكبر عدد من الألقاب في تاريخ الفريق، يظل أنشيلوتي رمزًا للنجاح والاستقرار، حتى مع العثرات التي قد تحدث خلال الموسم.