يواجه مانشستر سيتي، الذي طالما كان رمزًا للهيمنة في كرة القدم الأوروبية، موسمًا استثنائيًا مليئًا بالتحديات.
الفريق الذي أذهل العالم بتتويجه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا في أوقات سابقة، يعاني الآن من تراجع غير متوقع.
فقد أفلت صدارة الدوري من يديه لصالح ليفربول، الذي يبدو كالجبل الذي لا يُهزم، بينما أطاح به ريال مدريد من دوري الأبطال في مواجهة مثيرة بدور الـ32، حيث فرض الفريق الإسباني سيطرته الكاملة.
لكن وسط هذه العاصفة، يبدو أن بيب جوارديولا، العقل المدبر وراء نجاحات السيتي، لم يرفع الراية البيضاء بعد، بل يخطط لضربة قوية قد تعيد فريقه إلى القمة.
لم يكن تراجع مانشستر سيتي مجرد صدفة. غياب النجم الإسباني رودريغو هيرنانديز، الذي شكل ركيزة أساسية في خط الوسط، ترك فراغًا كبيرًا لم يتمكن الفريق من سده بسهولة.
حاول جوارديولا تعويض هذا النقص بتجارب مختلفة، لكن النتائج لم ترقَ إلى مستوى التطلعات.
الخسائر المتتالية والإقصاء الأوروبي وضعا الفريق في موقف حرج، مما دفع الإدارة إلى التحرك بقوة في سوق الانتقالات الشتوية باستثمارات تجاوزت 200 مليون يورو.
لكن بالنسبة لبيب، الذي قد يكون على أعتاب موسمه الأخير مع السيتي، هذا ليس كافيًا.
وسط هذا الوضع، تتجه أنظار جوارديولا نحو العاصمة الإسبانية، ولكن ليس إلى رودريجو أو بيلينجهام كما قد يتوقع البعض، بل إلى إدواردو كامافينجا، نجم وسط ريال مدريد.
ووفقًا لتقارير صحيفة “ديفينسا سنترال” الإسبانية، يرى جوارديولا في اللاعب الفرنسي الشاب المفتاح لإعادة بناء خط وسط السيتي.
بفضل قدراته الاستثنائية في التحكم بالكرة، بناء الهجمات، والتنوع التكتيكي، يمكن أن يكون كامافينجا الإضافة المثالية التي يحتاجها الفريق لاستعادة توازنه.
ويبدو أن مانشستر سيتي يستعد لتقديم عرض ضخم في صيف 2025 لانتزاع اللاعب من “سانتياجو برنابيو”.
لكن الأمور ليست بهذه البساطة. ريال مدريد، الذي يعتبر كامافينجا جزءًا لا يتجزأ من مشروعه المستقبلي، أغلق الباب بقوة أمام أي مفاوضات.
النادي الملكي يرى في اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا استثمارًا طويل الأمد، رغم تراجع أدائه في بعض مباريات هذا الموسم. المدرب كارلو أنشيلوتي، الذي وجه تحذيرات لكامافينجا لاستعادة مستواه، لا يزال يثق بقدراته ويرفض التفريط به.
هذا الموقف يعكس استراتيجية ريال مدريد في الحفاظ على نواة شابة تضمن استمرارية النجاح في السنوات القادمة.
مع ذلك، قد لا يكون الرفض نهائيًا. إذا استمر كامافينجا في تقديم أداء متذبذب وفشل في استعادة بريقه، قد يجد فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، نفسه مضطرًا لإعادة النظر في موقفه.
في عالم كرة القدم، الأمور قد تتغير بسرعة، وفي حال فتح الباب لبيع اللاعب، فإن مانشستر سيتي سيكون في مقدمة الصفوف لاستغلال الفرصة.
عرض مالي مغرٍ قد يكون كافيًا لإقناع النادي الإسباني، خاصة إذا رأى بيريز أن كامافينجا لم يعد يتماشى مع رؤية الفريق.
بالنسبة لبيب جوارديولا، يبدو أن التعاقد مع كامافينجا ليس مجرد حل مؤقت، بل جزء من رؤية أكبر لإعادة تشكيل مانشستر سيتي. المدرب الكتالوني، المعروف بحنكته التكتيكية، يدرك أن الفريق بحاجة إلى دماء جديدة لاستعادة هيبته.
سواء نجح في ضم كامافينجا أم لا، فإن هذه الخطوة تظهر عزمه على ترك بصمة أخيرة مع السيتي قبل أن يودع، ربما، النادي الذي صنع معه تاريخًا.