يواصل ريال مدريد، تحت قيادة فلورنتينو بيريز وكارلو أنشيلوتي، بناء فريق يجمع بين قوة الحاضر وطموح المستقبل، في نهج أثبت فعاليته على مر السنين.
لكن السؤال الذي يشغل الجماهير الآن هو: ماذا سيحدث إذا قرر النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور مغادرة سانتياغو برنابيو في صيف 2025؟ الإجابة قد تكون مفاجأة مدوية، حيث يخطط بيريز لاستخدام أموال رحيله المحتمل في إبرام ثلاث صفقات ضخمة تُعيد تشكيل الفريق من جديد.
وفقًا لتقارير صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، فإن ريال مدريد يفضل استمرار فينيسيوس، الذي يمتد عقده حتى يونيو 2027، كجزء أساسي من المشروع.
لكن النادي الملكي يتبنى سياسة واضحة: لا إجبار لأي لاعب على البقاء إذا أراد الرحيل.
تصريحات فينيسيوس الأخيرة في مانشستر، حيث قال لريكاردو سييرا: “لم يتحدث إليّ أحد بعد، عليهم مناقشة الأمر مع الرئيس.
أتمنى البقاء هنا طويلاً، هذا بيتي وأريد كتابة التاريخ”، أثارت جدلاً واسعًا. هذه الكلمات، التي جاءت وسط اهتمام متزايد من السعودية، لم تُرضِ إدارة النادي، مما يفتح الباب أمام سيناريو الرحيل.
فلورنتينو بيريز، الذي قاد حقبة “الغالاكتيكوس” في الماضي، يؤكد أن تلك الأخطاء لن تتكرر.
رحيل كريستيانو رونالدو في 2018 كان نقطة تحول، ويبدو أن النادي مستعد لتكرار السيناريو مع فينيسيوس إذا اقتضت الحاجة. في ديسمبر الماضي، أكد بيريز: “النجاح يعتمد على فريق قوي، وهذا ما عملت عليه طوال سنوات.
لقد فزنا بألقاب كثيرة، وطموحنا مواصلة الانتصارات.
هذا عمل طويل الأمد، ونحن فخورون بجماهيرنا العالمية التي نتحمل مسؤولية إسعادها.” هذه الرؤية تعكس استعداد النادي لاتخاذ قرارات جريئة تضمن الاستدامة.
إذا قرر فينيسيوس جونيور الرحيل، فإن ريال مدريد يتوقع الحصول على مبلغ يتراوح بين 300 و350 مليون يورو، وهو رقم ضخم يعكس قيمة اللاعب السوقية وأهميته.
لكن بدلاً من الاكتفاء ببيع نجم، يخطط بيريز لاستخدام هذه الأموال في إعادة هيكلة الفريق بثلاث صفقات استراتيجية تستهدف تعزيز نقاط الضعف ورفع مستوى المنافسة.
هذه الخطة ليست رد فعل عشوائي، بل جزء من رؤية طويلة الأمد للحفاظ على هيمنة النادي في أوروبا.
أولى الأولويات في حال رحيل فينيسيوس ستكون تعزيز خط الدفاع، حيث يبرز اسم المدافع الفرنسي ويليام ساليبا، نجم أرسنال، كخيار مثالي.
ساليبا، البالغ من العمر 24 عامًا، يُعتبر من أفضل المدافعين الشباب في العالم، بفضل قوته البدنية، سرعته، وقدرته على بناء اللعب من الخلف.
ريال مدريد، الذي يعاني أحيانًا من غيابات في الدفاع بسبب الإصابات أو تقدم بعض اللاعبين في العمر، يرى في ساليبا استثمارًا طويل الأمد يمكن أن يقود خط الدفاع لسنوات قادمة.
لكن اقناع أرسنال بالتخلي عنه لن يكون سهلاً، خاصة مع عقده الممتد حتى 2027.
الخيار الثاني في خطة بيريز هو لاعب الوسط الإسباني مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد.
ذاللاعب البالغ من العمر 25 عامًا يتميز بقدرته على قطع الكرات، تنظيم اللعب، واللعب تحت الضغط، مما يجعله خليفة محتملاً للاعبين مثل توني كروس أو لوكا مودريتش اللذين اقتربا من نهاية مسيرتهما.
زوبيمندي، الذي ارتبط اسمه بالانتقال إلى برشلونة في السابق، قد يكون إضافة مثالية لريال مدريد، خاصة أن قيمته السوقية تُعتبر معقولة مقارنة بالمبالغ الضخمة التي سيحصل عليها النادي من بيع فينيسيوس.
أما الصفقة الأكثر إثارة فهي محاولة التعاقد مع النجم النرويجي إيرلينغ هالاند من مانشستر سيتي.
بيريز، الذي يحلم بجلب رأس حربة من الطراز العالمي، قد يخصص ما بين 150 و200 مليون يورو لضم الهداف الاستثنائي، الذي يُعتبر من أفضل المهاجمين في العالم حاليًا.
رحيل فينيسيوس قد يترك فراغًا في الجناح، لكن قدوم هالاند سيمنح الفريق قوة تهديفية هائلة إلى جانب كيليان مبابي (في حال انضمامه) ورودريغو، مما يشكل خط هجوم مرعب.
لكن الصفقة تعتمد على موقف مانشستر سيتي ورغبة هالاند نفسه في خوض تحدٍ جديد.
في حال تحقق هذا السيناريو، سيكون ريال مدريد قادرًا على حل معظم مشكلاته الحالية، من تعزيز الدفاع إلى تجديد خط الوسط وإضافة قوة هجومية.
لكن المفارقة أن الخاسر الأكبر قد يكون فينيسيوس نفسه.
اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا، إذا اختار الرحيل إلى وجهة مثل الدوري السعودي بحثًا عن المال، قد يُنهي مسيرته التنافسية مبكرًا في سن الـ25، بعيدًا عن الأضواء الأوروبية التي كان يمكن أن تكتب اسمه في تاريخ اللعبة.
ما يميز خطة بيريز هو التركيز على الاستدامة بدلاً من الحلول المؤقتة.
رحيل فينيسيوس، رغم أنه خسارة كبيرة، لن يُعيق طموح النادي إذا تم استغلال أمواله بحكمة.
تصريحاته الأخيرة تؤكد هذا التوجه: “امتلاك فريق جيد هو الأساس، وهذا عمل طويل الأمد. نريد إسعاد جماهيرنا في كل مكان.” هذه الكلمات تعكس ثقة بيريز في قدرته على تحويل أي أزمة إلى فرصة.