في ليلةٍ أوروبيةٍ مشحونة يوم الأربعاء 5 مارس 2025، قاد هانسي فليك فريقه برشلونة لتحقيق فوزٍ بطولي على بنفيكا بنتيجة 1-0 في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.
هذا الانتصار الثمين على ملعب النور منح الفريق الكتالوني أفضلية واضحة قبل مباراة الإياب على ملعب مونتجويك يوم 11 مارس.
لكن وراء هذا الإنجاز، لم تكن الأجواء داخل غرفة الملابس مليئة بالاحتفال فقط، بل شهدت توترًا ملحوظًا بسبب قرار غامض من فليك أشعل غضب ثنائي الفريق، لامين يامال وداني أولمو.
ما الذي حدث؟ ولماذا تحولت لحظة الانتصار إلى ساحة نقاش حاد؟ دعونا نكشف التفاصيل.
لم يكن الانتصار على بنفيكا سهلاً. الفريق البرتغالي، الذي يتمتع بسجل قوي على أرضه، واجه برشلونة الذي تعرض لضربة مبكرة بطرد باو كوبارسي، مما أجبر الفريق على اللعب بعشرة لاعبين لأكثر من ساعة.
رغم ذلك، نجح برشلونة في خطف هدف الفوز بفضل تألق لاعبيه وصمودهم.
هذا الفوز عزز آمال الفريق في التأهل لربع النهائي، لكن الأجواء الإيجابية سرعان ما شابها توتر غير متوقع داخل غرفة الملابس، كشفت عنه تقارير صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية.
في خضم المباراة، اتخذ هانسي فليك قرارًا أثار استغراب الجماهير واللاعبين على حد سواء: استبدال لامين يامال وداني أولمو بينما أبقى على روبرت ليفاندوفسكي حتى الدقائق الأخيرة.
يامال، النجم الشاب المتألق، وأولمو، صانع الألعاب المبدع، كانا يقدمان أداءً قويًا وحيويًا، بينما بدا ليفاندوفسكي، المهاجم المخضرم، متعبًا وبطيئًا في الضغط على دفاع بنفيكا.
مع تقدمه في العمر، لم يظهر البولندي بنفس الحيوية التي اعتاد عليها الجمهور، مما جعل استمراره في الملعب لغزًا محيرًا.
فليك أجرى استبدال ليفاندوفسكي قبل النهاية بعشر دقائق فقط، وهو قرار بدا متأخرًا للغاية بالنسبة ليامال وأولمو.
الثنائي رأى أن استبدالهما كان غير مبرر، خاصة في ظل النقص العددي الذي تطلب لاعبين بسرعة وحيوية للحفاظ على التوازن بين الهجوم والدفاع.
هذا القرار أثار تساؤلات حول استراتيجية فليك وأولوياته في إدارة المباراة.
بعد صافرة النهاية، لم يكن الجميع في برشلونة يحتفل بالفوز. داخل غرفة الملابس، أعرب لامين يامال وداني أولمو عن استيائهما الشديد من قرار فليك
. بحسب “إل ناسيونال”، لم يخف الثنائي غضبهما، معتبرين أن استمرار ليفاندوفسكي في الملعب كان خطأً واضحًا.
في نظرهما، كان من المنطقي الاعتماد على شبابهما وحيويتهما لمواجهة الضغط المتزايد من بنفيكا، بينما كان ليفاندوفسكي يعاني من تراجع واضح في اللياقة والفعالية.
الثنائي لم يتردد في التعبير عن رأيهما بأن المدرب الألماني أخطأ في تقدير الأولويات، خاصة أن الجماهير والمحللين لاحظوا أيضًا أن ليفاندوفسكي لم يكن في يومه.
هذا الاحتجاج لم يقتصر على مجرد همسات، بل تحول إلى نقاش حاد داخل الغرفة، مما عكر صفو الاحتفال بالانتصار الملحمي.
روبرت ليفاندوفسكي، الذي كان ركيزة هجومية لبرشلونة في السنوات الأخيرة، بدا بعيدًا عن مستواه المعهود أمام بنفيكا.
افتقاره للسرعة والحركة جعل الفريق يعاني في بناء الهجمات المرتدة، خاصة بعد طرد كوبارسي. رغم ذلك، اختار فليك الإبقاء عليه حتى الدقائق الأخيرة، وهو ما اعتبره يامال وأولمو قرارًا غير منطقي.
الثنائي شعر أن استبدالهما قلل من قدرة الفريق على استغلال المساحات والحفاظ على الضغط، مما زاد من إحباطهما.
هذا الخلاف يضع هانسي فليك في موقف حرج.
المدرب الألماني، الذي حقق نجاحات كبيرة مع الفريق منذ توليه المسؤولية، واجه أول تمرد علني من لاعبيه.
قراره بالإبقاء على ليفاندوفسكي، رغم تراجع أدائه، أثار تساؤلات حول مدى مرونته في إدارة المباريات الكبرى.
هل كان يراهن على خبرة المهاجم البولندي للحفاظ على النتيجة؟ أم أنه تجنب استبداله مبكرًا للحفاظ على معنوياته؟ أيًا كان السبب، فإن هذا القرار لم يمر دون رد فعل قوي من يامال وأولمو.