
في تحول دراماتيكي قلما يتكرر في عالم كرة القدم، أصبح رافينيا دياز، نجم برشلونة، حديث الساعة بعد موسم استثنائي جعله محط أنظار العالم.
وفقًا لتقارير صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، فإن الجناح البرازيلي البالغ من العمر 28 عامًا، الذي كان على وشك مغادرة الكامب نو العام الماضي، تحوّل من لاعب مطرود بضغط الجماهير إلى مرشح محتمل للكرة الذهبية.
لكن المفاجأة الكبرى لم تتوقف عند تألقه، بل بطلب غير متوقع قد يُحدث هزة كبيرة في سوق الانتقالات الصيفية.
قبل عام واحد فقط، كان خوان لابورتا، رئيس برشلونة، مستعدًا لبيع رافينيا مقابل عرض يتجاوز 60 مليون يورو، بهدف استعادة الاستثمار الأولي وتمويل صفقة نيكو ويليامز.
لكن العروض لم ترقَ إلى المستوى المطلوب، فيما أصرّ اللاعب على البقاء، مؤكدًا حلمه بترك بصمة في تاريخ النادي الكتالوني على غرار أساطير برازيلية مثل رونالدينيو ونيمار.
هذا الإصرار أثمر عن موسم مذهل جعل برشلونة يشعر بالامتنان لعدم التفريط فيه.
لعب هانسي فليك، مدرب برشلونة، دورًا محوريًا في هذا التحول. منذ توليه المهمة، أبدى ثقة كبيرة في قدرات رافينيا، مستفيدًا من خبراته السابقة مع ليدز يونايتد، سبورتينغ لشبونة، وستاد رين.
لم يكتفِ فليك بمنحه دورًا أساسيًا، بل عيّنه القائد الرابع للفريق، وهو قرار ألهم اللاعب لتقديم أداء استثنائي.
بتسجيله 27 هدفًا وصناعته 19 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات، أصبح رافينيا ركيزة أساسية في تشكيلة الفريق، وواحدًا من أبرز نجوم اللعبة عالميًا.
تألق رافينيا لم يمر دون أن يجذب انتباه الأندية الكبرى. فقد تقدمت فرق مثل مانشستر سيتي، باريس سان جيرمان، ليفربول، وحتى الهلال السعودي بعروض تجاوزت 100 مليون يورو لضمه.
لكن ديكو، المدير الرياضي لبرشلونة، رفض هذه العروض جملة وتفصيلًا، مؤكدًا أن اللاعب جزء لا يتجزأ من مشروع النادي.
من جانبه، يبدو أن لابورتا يشارك ديكو هذا الرأي، حيث يفضلان الاحتفاظ به وتجديد عقده على السماح برحيله.
ورغم هذا الدعم الكبير، فاجأ رافينيا الجميع بموقف جديد قد يضع الإدارة في مأزق. مستغلاً تألقه ومكانته الجديدة، يطالب الجناح البرازيلي بزيادة كبيرة في راتبه ليصبح من بين الأعلى أجرًا في الفريق، واضعًا حدًا أدنى قدره 14 مليون يورو صافية سنويًا.
هذا الطلب، الذي يعكس ثقته بقيمته داخل الفريق، قد يُشكل تحديًا ماليًا لبرشلونة، خاصة مع الضغوط الاقتصادية التي يواجهها النادي.
الآن، يجد لابورتا وديكو نفسيهما أمام معضلة حقيقية: هل يستجيبان لطلب رافينيا لضمان استمراره وتعزيز استقرار الفريق، أم يرفضان المطالب المالية خوفًا من التأثير على ميزانية النادي؟ القرار لن يكون سهلاً، خاصة مع اقتراب الميركاتو الصيفي الذي قد يشهد منافسة شرسة على خدمات اللاعب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
ما هو مؤكد أن طلب رافينيا قد أشعل فتيل نقاش قد يمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من جدران الكامب نو، مما يجعل هذا الصيف واحدًا من أكثر الفترات إثارة في تاريخ برشلونة الحديث.