في ليلةٍ أوروبيةٍ مشتعلة على ملعب سانتياغو برنابيو، حقق ريال مدريد فوزًا ثمينًا على أتلتيكو مدريد بنتيجة 2-1 في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، مانحًا الفريق أفضلية قبل مباراة الإياب في ميتروبوليتانو.
لكن بينما احتفل الجمهور بالنتيجة، اختار أسطورة النادي روبيرتو كارلوس أن يسلط الضوء على الجوانب السلبية.
النجم البرازيلي السابق لم يتردد في توجيه سهام انتقاده لثنائي الفريق اللامع، كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، مما أثار جدلاً واسعًا بين عشاق الملكي.
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل الانتصار وأسباب غضب كارلوس.
كان ريال مدريد هو الطرف الأقوى في الديربي الأوروبي، حيث سيطر على مجريات اللعب وخلق العديد من الفرص الهجومية.
رودريجو وإبراهيم دياز كانا نجمي المباراة بتسجيلهما الهدفين، بينما كاد فينيسيوس أن يضيف الثالث من تمريرة رائعة لمبابي، لكن الفرصة ضاعت.
هذا الأداء الهجومي منح الفريق فوزًا مستحقًا، لكن روبيرتو كارلوس، الذي حضر المباراة كمحلل، لم يكن مقتنعًا بأن الفريق قدم كل ما لديه. بالنسبة له، كانت هناك ثغرات واضحة في الأداء تستحق النقد.
وفي تصريحات نارية عبر إذاعة “كادينا سير”، لم يُخفِ كارلوس خيبة أمله من أداء كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور.
عن مبابي، قال: “كان غائبًا تمامًا عن المباراة، لا يمكن تفسير ذلك. لم يقدم شيئًا يُذكر طوال الـ90 دقيقة”.
النجم الفرنسي، الذي يُنتظر منه الكثير بعد انضمامه للفريق، بدا بعيدًا عن مستواه المعهود، مما أثار استياء الأسطورة البرازيلية. وأضاف متفائلًا: “نأمل أن يرد في مباراة الإياب، لأن أي فوز هناك سيكون كافيًا”.
أما فينيسيوس، فقد وجه له كارلوس انتقادًا مماثلاً، مشيرًا إلى أنه لم يستغل الفرص التي أتيحت له رغم نشاطه.
“كان هناك مشكلة مزدوجة مع فينيسيوس ومبابي”، هكذا وصف كارلوس الأمر، معبرًا عن إحباطه من عدم قدرة الثنائي على حسم المباراة مبكرًا.
هذا الهجوم جاء مفاجئًا للجماهير، خاصة أن الفريق حقق الفوز، لكنه يعكس توقعات كارلوس العالية من النجوم الكبار.
على النقيض من انتقاداته، لم يبخل كارلوس بالمديح على رودريجو وإبراهيم دياز، اللذين سجلا هدفي الفوز. “رودريجو كان رائعًا، وإبراهيم أثبت أنه يستحق مكانًا أساسيًا في مباراة الإياب”، هكذا علق الأسطورة، مشيدًا بتركيزهما وحسمهما في اللحظات الحاسمة.
كما أشار إلى أن أداءهما يعكس الروح التي يحتاجها ريال مدريد في دوري الأبطال، مما يضع ضغطًا إضافيًا على مبابي وفينيسيوس للرد في المباراة القادمة.
لم يقتصر هجوم كارلوس على الثنائي الهجومي، بل طال لاعب الوسط الشاب إدواردو كامافينجا.
النجم الفرنسي، الذي استبدله أنشيلوتي في الدقيقة 62 بمودريتش لتعزيز السيطرة على وسط الملعب، تلقى انتقادات حادة.
قال كارلوس: “كامافينجا جيد، لكنه يفتقر إلى التنظيم أحيانًا، وأخطاؤه قد تكلفنا أهدافًا”. هذا التقييم جاء متسقًا مع قرار أنشيلوتي، الذي أوضح لاحقًا في المؤتمر الصحفي أن استبدال كامافينجا كان بسبب مشاكل في الظهر، لكنه لم ينفِ تراجع أداء اللاعب خلال المباراة.
في ختام تصريحاته، وضع روبيرتو كارلوس رؤيته للأسماء التي يراها جديرة بتمثيل ريال مدريد في دوري الأبطال.
“إبراهيم، رودريجو، أسينسيو، وفالفيردي هم من يستحقون اللعب في هذه البطولة”، هكذا أكد، مشيرًا إلى أن هؤلاء اللاعبين يمتلكون الجودة والانضباط اللازمين. هذا التصريح يضع علامة استفهام حول ثقته في مبابي، فينيسيوس، وكامافينجا، ويفتح نقاشًا حول دورهم في المباريات الكبرى القادمة.
على عكس حدة كارلوس، بدا كارلو أنشيلوتي أكثر هدوءًا في تعليقه على المباراة. في المؤتمر الصحفي، أشاد بأداء الفريق ككل، مؤكدًا أن الفوز خارج الديار في مباراة الإياب سيكون كافيًا للتأهل.
عن كامافينجا، أوضح أن مشكلته الجسدية كانت وراء استبداله، بينما تجنب التعليق المباشر على أداء مبابي وفينيسيوس، مكتفيًا بالقول إن الفريق بحاجة إلى تحسين بعض التفاصيل.