في ليلةٍ كرويةٍ مشتعلة بملعب سيفيتاس ميتروبوليتانو، خطف راؤول أسينسيو، المدافع الشاب لريال مدريد، الأنظار بأداءٍ استثنائي في ديربي دوري أبطال أوروبا ضد أتلتيكو مدريد.
لم يكن هذا مجرد عرضٍ عابر، بل إثبات قاطع لموهبةٍ واعدة أصبحت حديث الجماهير وإدارة النادي على حدٍ سواء.
وبينما يتردد صدى هذا التألق، كشفت تقارير صحفية أن ريال مدريد يخطط لمكافأة نجمه الصاعد بمضاعفة راتبه، في خطوة تؤكد ثقة النادي بقدراته وطموحه لربطه بمستقبل الفريق.
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذا القرار وكيف تحول أسينسيو من لاعبٍ غير متوقع إلى ركيزة أساسية في خطط الملكي.
لم يكن ديربي الأبطال مجرد مباراة عادية بالنسبة لراؤول أسينسيو. فقد أظهر اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا مزيجًا نادرًا من السرعة، القوة البدنية، والثقة في مواجهة أقوى المهاجمين.
أمام أتلتيكو مدريد، الذي يشتهر بخطته الدفاعية الصلبة وهجومه الشرس، وقف أسينسيو كالصخرة، محبطًا محاولات المنافس ومثبتًا أنه ليس مجرد بديل، بل عنصرًا لا غنى عنه.
وفقًا لصحيفة “ديفينسا سنترال” الإسبانية، فإن هذا الأداء اللافت دفع إدارة ريال مدريد لاتخاذ قرار حاسم: مضاعفة راتب اللاعب ليعكس قيمته الحقيقية داخل الفريق.
عقد أسينسيو الحالي ينتهي في 30 يونيو 2026، مع شرط جزائي يبلغ 50 مليون يورو.
لكن بعد هذا التألق، أصبح تجديد عقده أولوية ملحة للنادي، خاصة مع اقتراب نهاية الموسم. الإدارة ترى فيه استثمارًا طويل الأمد، وتسعى لضمان بقائه في سانتياغو برنابيو لسنوات قادمة.
قبل أشهر قليلة، لم يكن اسم راؤول أسينسيو يتصدر عناوين الصحف. كانت خطة ريال مدريد تركز على التعاقد مع قلب دفاع جديد لتعزيز الخط الخلفي، خاصة مع الإصابات المتكررة التي ضربت نجوم الفريق مثل ديفيد ألابا وإدير ميليتاو. لكن أسينسيو استغل هذه الظروف ليبرز كأفضل مدافع في الفريق الأول في الوقت الحالي.
شخصيته القوية وقدرته على تحمل الضغط جعلته يتفوق حتى على أنطونيو روديجر، الذي يعاني حاليًا من تراجع في مستواه بسبب إصابة أثرت على أدائه.
أسينسيو لا يطالب بمركز أساسي دائم، لكنه يشبه في دوره ناتشو فرنانديز في المواسم الماضية: لاعب يمكن الاعتماد عليه في أي لحظة، سواء كأساسي أو كبديل.
هذا التواضع، مقرونًا بموهبته، جعله محبوبًا بين زملائه ومدربه كارلو أنشيلوتي.
بالنسبة لأسينسيو، اللعب مع ريال مدريد ليس مجرد وظيفة، بل حلم بدأ منذ الطفولة.
اللاعب، الذي نشأ في أكاديمية النادي “لا فابريكا”، يرى نفسه جزءًا من تاريخ الفريق العريق. هدفه ليس فقط البقاء في الفريق الأول، بل ترك بصمة كبيرة كما فعل أساطير النادي.
في تصريحات سابقة، أكد أسينسيو أن أولويته هي “صنع التاريخ مع ريال مدريد”، وهو ما يعكس طموحه ورغبته في تحقيق النجاح مع الفريق الذي طالما آمن به.
هذا الحلم يتزامن مع ثقة النادي الكبيرة به كجزء من جيل الشباب الذي يعول عليه ريال مدريد للمستقبل.
مع لاعبين مثل فينيسيوس جونيور وإدواردو كامافينجا، يمثل أسينسيو ركيزة جديدة في مشروع النادي للحفاظ على هيمنته محليًا وأوروبيًا.
لم يكن صعود أسينسيو مفاجئًا فقط للجماهير، بل حتى لإدارة النادي. الإصابات الطويلة التي تعرض لها ميليتاو وألابا تركت فجوة في خط الدفاع، وكان على الفريق إيجاد حلول سريعة.
في هذه اللحظة، برز أسينسيو كبديل مثالي، مستغلاً الفرصة لإثبات أنه ليس مجرد لاعب مؤقت. أداؤه في ديربي الأبطال أظهر أنه قادر على مواجهة أصعب التحديات، مما جعل النادي يعيد تقييم خططه.
الآن، وبعد تأكيد تجديد عقد أسينسيو، سيركز ريال مدريد على تقييم حالة ميليتاو وألابا، اللذين لا يزال عودتهما لمستواهما السابق غير مؤكدة.
في 22 عامًا فقط، يمتلك راؤول أسينسيو متسعًا من الوقت ليصبح أحد أفضل المدافعين في العالم. إذا استمر في العمل بنفس الجدية، وابتعد عن شبح الإصابات، فإن السماء ستكون حدّه.
خبرته المتزايدة مع كل مباراة تجعله أكثر حسمًا في المواقف الحرجة، وهو ما يحتاجه ريال مدريد في ظل المنافسة الشرسة في الدوري الإسباني ودوري الأبطال.
ثقة النادي به تعكس رؤية طويلة الأمد، حيث يُنظر إليه كجزء من الجيل الذهبي الجديد للفريق.