
في عالم كرة القدم، حيث تتشابك الانتصارات الكبيرة مع القرارات المثيرة للجدل، شهدت مباراة برشلونة الأخيرة ضد أتلتيكو مدريد لحظة فارقة لم تقتصر على الفوز الملحمي وحده.
فقد أثار هانسي فليك، مدرب الفريق، ضجة كبيرة بقراره الواضح: جافي، أحد أبرز نجوم برشلونة الشباب، لم يعد ضمن خططه الأساسية، بل أصبح بعيدًا عن التشكيلة الرئيسية التي يعتمد عليها في المباريات الحاسمة.
هذا التحول أثار تساؤلات الجماهير وفتح باب النقاش حول مستقبل اللاعب الواعد في النادي الكتالوني.
حقق برشلونة انتصارًا ثمينًا على أتلتيكو مدريد، لكن ما لفت الأنظار لم يكن فقط الأداء القوي على أرض الملعب، بل القرار الفني الذي اتخذه فليك.
ووفقًا لتقارير صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، فضّل المدرب الألماني الاعتماد على داني أولمو في خط الوسط، تاركًا جافي على مقاعد البدلاء حتى الدقائق الأخيرة من المباراة.
هذا القرار لم يكن مجرد تفضيل تكتيكي عابر، بل إشارة واضحة إلى أن اللاعب الشاب، البالغ من العمر 20 عامًا، لم يعد يحظى بمكانة ثابتة ضمن رؤية فليك للفريق.
كان جافي، بفضل طاقته اللافتة وحماسه اللا محدود، ركيزة أساسية في برشلونة خلال السنوات الأخيرة. شغفه باللعب وقدرته على الانسجام مع زملائه جعلاه محبوبًا لدى الجماهير وأحد أهم المواهب الشابة في النادي.
لكن مع وصول هانسي فليك إلى مقعد التدريب، تغيرت الأمور. تراجع دور جافي تدريجيًا، حيث بات يشارك لدقائق قليلة فقط، كما حدث في مواجهة أتلتيكو مدريد.
هذا الوضع أثار استياء البعض، لكنه يعكس رؤية المدرب الجديدة التي تعتمد على أسماء أخرى أثبتت جدارتها.
يشهد خط وسط برشلونة منافسة قوية بين لاعبين يقدمون مستويات استثنائية، مثل داني أولمو، بيدري، وفرينكي دي يونغ.
هؤلاء اللاعبون أصبحوا الخيار الأول لفليك في المباريات الكبرى، بفضل أدائهم المتميز واستقرارهم الفني.
في المقابل، يعاني جافي من تراجع في مستواه خلال الفترة الأخيرة، وهو ما قد يكون مرتبطًا بقلة مشاركته، مما يضعه في حلقة مفرغة: لا يلعب بما يكفي لاستعادة لياقته، ولا يستعيد مكانته دون اللعب.
هذه المعادلة الصعبة جعلت فليك يفضل الاعتماد على أسماء أكثر جاهزية في الوقت الحالي.
يحترم هانسي فليك جافي ويقدر موهبته، لكنه يضع مصلحة الفريق فوق كل اعتبار. المدرب الألماني يرى أن التشكيلة الحالية، التي يقودها أولمو وبيدري ودي يونغ، تحقق التوازن المطلوب لتحقيق الانتصارات.
في الوقت نفسه، يعتقد أن جافي بحاجة إلى وقت لاستعادة ثقته ولياقته البدنية، وهو أمر يصعب تحقيقه مع دوره المحدود حاليًا.
هذا النهج يعكس فلسفة فليك التي تركز على النتائج والأداء الجماعي، حتى لو كان ذلك على حساب نجم محبوب مثل جافي.
جافي ليس لاعبًا اعتاد على الجلوس على مقاعد البدلاء. روحه القتالية وشخصيته التنافسية جعلته دائمًا في صلب الأحداث.
لكن الوضع الحالي يضعه أمام اختبار حقيقي: هل يستطيع تحويل هذا التحدي إلى فرصة للعودة أقوى؟ إذا أراد استعادة مكانته في التشكيلة الأساسية، فعليه استغلال كل دقيقة يحصل عليها لإثبات جدارته.
الجماهير، التي لا تزال تؤمن بموهبته، تنتظر عودته ليثبت أن هذا التراجع ليس سوى مرحلة عابرة.