
لم تتوقف أصداء مباراة الديربي المثيرة بين أتلتيكو مدريد وريال مدريد في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، حيث أعاد قرار سابق من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” فتح ملف الجدل حول تأهل الريال على حساب جاره اللدود.
ركلة الترجيح التي نفذها جوليان ألفاريز، والتي أُلغيت بقرار تحكيمي مثير للنقاش، أصبحت محور حديث عشاق اللعبة، مع اعتراف مفاجئ من الحكم البولندي سيمون مارسينياك وتعليق غاضب من نجم أتلتيكو يان أوبلاك، مما يثير تساؤلات حول إمكانية تدخل “يويفا” لتعديل مجرى الأحداث.
ركلة ألفاريز: شرارة الجدل
في ليلة درامية، حسم ريال مدريد تأهله إلى ربع نهائي دوري الأبطال بركلات الترجيح بنتيجة 4-2 أمام أتلتيكو مدريد، بعد تعادل الفريقين في مجموع مباراتي الذهاب والإياب (2-2).
لكن اللحظة التي أثارت الزوبعة كانت ركلة الترجيح التي سددها الأرجنتيني جوليان ألفاريز، والتي بدت في البداية صحيحة، قبل أن يلغيها الحكم بدعوى لمس اللاعب للكرة مرتين.
تقنية الفيديو “VAR” أكدت القرار، لكن الالتباس حول مدى وضوح اللمسة أشعل نقاشاً حاداً بين الجماهير والمحللين.
❌بعد العودة إلى تقنية الفيديو، الحكم يلغي الركلة الترجيحية الثانية لأتليتيكو مدريد التي سددها ألفاريز #دوري_أبطال_أوروبا | #رمضان_مع_beIN | #اتلتيكو_ريال_مدريد#UCL | #RamadanwithbeIN pic.twitter.com/YOKtyqGFMU
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) March 12, 2025
هل كانت اللمسة واضحة بما يكفي لإلغاء الركلة؟ البعض يرى أن القرار كان صائباً وفق القوانين، بينما يعتقد آخرون أن الحكم بالغ في التدقيق، خاصة في لحظة حاسمة كركلات الترجيح. هذا الجدل دفع أتلتيكو للاستفسار رسمياً من “يويفا”، لكن احتمالات تغيير النتيجة تبدو شبه معدومة مع اقتراب موعد ربع النهائي في أبريل.
Aquí una mejor toma del polémico penal de Julián Álvarez.
Toca el balón dos veces??
pic.twitter.com/VAyoETd9lV— Antonio de Valdés (@adevaldes) March 13, 2025
سابقة تاريخية تحيي الأمل
قرار “يويفا” السابق في 2015 يضفي بصيص أمل لأنصار أتلتيكو. في تصفيات يورو السيدات تحت 19 عاماً، أُعيد تنفيذ ركلة جزاء بعد 5 أيام من مباراة النرويج وإنجلترا، عندما ألغى الحكم ركلة صحيحة للإنجليز بداعي التسلل، دون إعادتها كما تقتضي اللوائح.
بعد استئناف الاتحاد الإنجليزي، قرر “يويفا” استئناف المباراة من لحظة الركلة، وهو ما سجل سابقة نادرة. رغم أن النتيجة لم تُغير مصير الفريقين حينها، فإن هذا الحدث يثير تساؤلات: هل يمكن أن يتكرر السيناريو مع أتلتيكو؟
مع ذلك، يبدو الأمر بعيد الاحتمال في الوقت الحالي، إذ لم تصدر “يويفا” أي إشارة رسمية لإعادة النظر في المباراة. لكن هذه السابقة تُبقي الجدل حياً، خاصة مع إمكانية مواجهة ريال مدريد لآرسنال في الدور القادم، وهو فريق يعاني من إصابات قد تجعل المواجهة متكافئة إذا أُعيدت المباراة.
اعتراف الحكم: “شعرت بالشك”
البولندي سيمون مارسينياك، الذي أدار المباراة، فاجأ الجميع باعتراف صريح بعد اللقاء. وقال في تصريحات إعلامية: “لم يطلب مني أحد الرجوع إلى تقنية الفيديو، بل كنت أنا من شعرت بالشك في تنفيذ ألفاريز للركلة.
أخبرت حكام VAR أن هناك احتمالاً كبيراً بنسبة 99% أنه لمس الكرة مرتين، ثم أكدوا ذلك بدقة.” ونفى مارسينياك، الذي قاد نهائي مونديال 2022، أن يكون كيليان مبابي قد أثر على قراره، مؤكداً أن الادعاءات بذلك “كاذبة تماماً”.
هذا الاعتراف أضاف بُعداً جديداً للنقاش، إذ يرى البعض أن قرار الحكم كان مبنياً على حدس شخصي أكثر من دليل قاطع، مما يعزز موقف أتلتيكو في المطالبة بمراجعة القرار.
أوبلاك ينفجر غضباً: “أشعر بالألم”
لم يتمكن يان أوبلاك، حارس مرمى أتلتيكو، من إخفاء إحباطه بعد الخسارة. في منشور عبر “إنستغرام”، كتب: “أكتب هذه الكلمات بغضب وحزن شديدين. قدمنا كل شيء ولم نصل إلى ربع النهائي.
أشعر بالألم والإحباط، ومن الصعب تفسير ما حدث.” وأشار إلى القرار التحكيمي المثير للجدل دون ذكره صراحة، مضيفاً: “لكنني فخور بزملائي وجماهيرنا الرائعة التي لا مثيل لها.”
مدرب الفريق، دييغو سيميوني، بدوره، عبر عن شكوكه في المؤتمر الصحفي، قائلاً: “لم أرَ دليلاً واضحاً على أن ألفاريز لمس الكرة مرتين. لكن بغض النظر عن ذلك، أنا فخور بجهود الفريق.”
هذا الموقف يعكس شعوراً عاماً داخل أتلتيكو بأن القرار التحكيمي سلب الفريق فرصة عادلة.
هل يتحرك “يويفا”؟
حتى الآن، لا توجد مؤشرات على أن “يويفا” سيُعيد النظر في نتيجة المباراة. تأهل ريال مدريد، حامل اللقب، يبدو محسوماً، مع فوزه في الذهاب 2-1 وتفوقه في ركلات الترجيح بعد الخسارة 1-0 في الإياب.
لكن الجدل المثار قد يدفع “يويفا” لمراجعة قوانين ركلات الترجيح، خاصة في الحالات التي تكون فيها اللمسة المزدوجة طفيفة وغير مقصودة، كما أشار بيان سابق من الاتحاد.