كشف لاعب الوسط الإنجليزي السابق داني ميرفي عن تفاصيل صادمة حول حياته بعد اعتزال كرة القدم في عام 2013، حيث اعترف بإدمانه على الكوكايين نتيجة للصعوبات التي واجهها في التكيف مع الحياة بدون كرة القدم.
امتدت مسيرة ميرفي الكروية لأكثر من عقدين، قضى 15 عامًا منها في الدوري الإنجليزي الممتاز مع أندية ليفربول، تشارلتون أثلتيك، توتنهام هوتسبير، وفولهام. كما قضى أربعة مواسم مع كرو ألكسندرا، وساهم في صعودهم إلى الدرجة الثانية من الدوري الإنجليزي لأول مرة في تاريخ النادي، قبل أن ينتقل إلى الدرجة الأولى.
في الوقت الحالي، وبعد أن تجاوز مشاكله مع المواد المخدرة، أصبح ميرفي معروفًا بعمله في الإعلام الرياضي. يشارك بانتظام كمحلل في برنامج Match of the Day، ويظهر في تغطية كأس العالم للبي بي سي، ويعمل أيضًا في talkSPORT.
مسيرة كروية استمرت لعقدين من الزمن
كان ميرفي جزءًا من فريق ليفربول المليء بالبطولات في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ورغم أنه لعب لخمسة أندية مختلفة خلال مسيرته، إلا أن سنواته السبع في أنفيلد كانت الأكثر نجاحًا، حيث حقق أفضل أداء له على مستوى الأهداف والمساعدات، وفاز بعدة ألقاب.
انضم إلى ليفربول في عام 1997 مقابل 1.5 مليون جنيه إسترليني، وشارك في 249 مباراة، سجل خلالها 44 هدفًا وصنع 39 هدفًا آخر. قد يكون هدفه الأهم هو الذي سجله في مباراة الإياب من ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 2000/01، والذي ساهم في تأهل الفريق إلى نصف النهائي والفوز بالبطولة.
رغم أنه غادر ليفربول في أوج عطائه للانضمام إلى تشارلتون في سن الـ26، شعر زميله السابق جيمي كاراجر أن النادي باعه في وقت مبكر جدًا، واعتبره من أكثر اللاعبين “المستحقين” الذين لعب معهم. وقال كاراجر: “داني كان بإمكانه اللعب في أي مكان في خط الوسط، وساهم في خلق الأهداف وتسجيلها – غالبًا في المباريات الكبرى. لقد بعناه في وقت مبكر جدًا. كان أفضل بكثير من العديد من اللاعبين الذين جلبناهم بعد ذلك، هذا مؤكد.”
معاناة ميرفي بعد اعتزال كرة القدم
بعد مسيرة امتدت لعقدين من الزمن، لعب ميرفي عشر سنوات إضافية بعد مغادرته ليفربول، وكان آخرها مع بلاكبيرن روفرز في الدرجة الأولى، قبل أن يعلن اعتزاله نهائيًا بعد 620 مباراة، سجل خلالها 89 هدفًا وصنع 78 هدفًا آخر. حاز على ستة ألقاب، بما في ذلك كأسين للرابطة الإنجليزية، وجميعها مع ليفربول.
ومع ذلك، بينما ازدهر بعض اللاعبين السابقين بعد انتهاء مسيرتهم الاحترافية، واجه ميرفي صعوبة في التكيف مع حياته الجديدة. خلال حديثه في بودكاست “بن هيث”، اعترف ميرفي بتحوله إلى المخدرات للتعامل مع الواقع الجديد، حيث استخدم الكوكايين ودخن الماريجوانا. وقال: “عندما لا يكون لديك كرة القدم، تصبح المشكلات كبيرة. عندما تلعب كرة القدم، الأدرينالين والدوبامين، كل هذه الأشياء تجعلك تفكر بطريقة إيجابية ونشطة. لقد مررت بفترة على الكوكايين وتدخين بعض الماريجوانا.”
وأضاف: “لم أكن مدمنًا على الكحول. كنت أستطيع العيش بدونه. لكن بالنسبة للكوكايين، أدركت في مرحلة ما أنني اعتقدت أنني لا أستطيع القيام بالأشياء بدونه، وهو ما كان هراء بالطبع. تديرها في البداية، قد تفعلها مرة في الأسبوع، مرتين في الأسبوع، تعطي نفسك يومًا إضافيًا. في النهاية، يبني ويستحوذ عليك.”
رغم أنه مر بسنة مليئة بالألم، بحث ميرفي عن المساعدة المهنية في شكل العلاج، والذي ساعده على التعامل مع المشكلات التي كانت تزعجه. وقال إنه “مذهول” من عدد الأشخاص الذين تواصلوا معه بعد مشاركته معاناته الشخصية علنًا، وبعضهم كانوا يواجهون مشكلات مشابهة.
بعد حصوله على المساعدة التي يحتاجها، أصبح ميرفي الآن جزءًا أساسيًا من التحليل الرياضي والبث الإعلامي، حيث يقدم تحليلات ورؤى مميزة عن اللعبة الحديثة، ويمكن مشاهدته في برنامج Match of the Day وفي talkSPORT.
