في ليلة لن تُنسى على ملعب “الميتروبوليتانو” بالعاصمة الإسبانية، كتب برشلونة فصلًا جديدًا في تاريخه بالدوري الإسباني، حيث قلب تأخره بهدفين أمام أتلتيكو مدريد إلى انتصار مذهل بنتيجة 4-2 في الجولة الـ28.
هذه المباراة، التي شهدت تحولًا دراماتيكيًا في الدقائق الأخيرة، لم تكن مجرد ثلاث نقاط، بل شهادة على الروح القتالية التي يتمتع بها الفريق الكتالوني تحت قيادة هانسي فليك.
بدأت المباراة بشكل مخيب لبرشلونة، حيث تقدم أتلتيكو مدريد بهدفين حتى الدقيقة 70، مما جعل الجماهير تتوقع خسارة أو تعادلًا على أحسن تقدير.
لكن الفريق لم يستسلم، وفي غضون دقائق معدودة، قلب الطاولة بأربعة أهداف مذهلة، ليخرج فائزًا بنتيجة 4-2.
هذا الانتصار لم يكن مجرد نتيجة عابرة، بل أحد أبرز اللحظات التي ستظل محفورة في ذاكرة عشاق النادي هذا الموسم.
في قلب هذه الريمونتادا، برز اسم المهاجم الإسباني فيران توريس كنجم اللقاء بلا منازع. وفقًا لتقارير صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، دخل توريس كبديل في الدقيقة 63، ليغير مجرى المباراة بشكل كامل.
بتسجيله هدفين حاسمين في اللحظات الأخيرة، لم يكتفِ توريس بإنقاذ فريقه من الهزيمة، بل أكد أنه يمتلك القدرة على أن يكون عنصرًا محوريًا في تشكيلة برشلونة.
وسط احتفالات الانتصار، خطف النجم الشاب لامين يامال الأضواء بتصريح غير متوقع.
يامال، الذي يُعد أحد أبرز المواهب الصاعدة في برشلونة هذا الموسم، لم يكتفِ بالإشادة بأداء فيران توريس، بل ذهب إلى أبعد من ذلك بطلبه من المدرب هانسي فليك إدراج توريس في التشكيلة الأساسية للمباريات القادمة.
هذا الطلب لم يكن مجرد تعليق عابر، بل انعكاس للثقة الكبيرة التي يكنها يامال لزميله في الفريق.
في تصريحاته بعد المباراة، قال يامال: “أستمتع باللعب إلى جانب فيران، فهو يجعلني أتألق أكثر”.
هذه الكلمات تكشف عن التناغم اللافت بين اللاعبين داخل الملعب، حيث أضاف توريس بُعدًا هجوميًا مميزًا للفريق. تألق توريس لم يكن مفاجئًا ليامال فقط، بل أثار تساؤلات بين الجماهير والمحللين حول ما إذا كان الوقت قد حان لمنحه دورًا أكبر.
أداء فيران توريس في مباراة أتلتيكو مدريد يضع هانسي فليك أمام قرار حاسم. المهاجم الإسباني، الذي غالبًا ما كان يبدأ كبديل هذا الموسم، أثبت أنه قادر على تغيير مصير المباريات عندما تُتاح له الفرصة.
هدفاه الحاسمان لم يمنحا برشلونة الفوز فحسب، بل سلطا الضوء على إمكانياته التي قد تكون أكبر مما يُظهر حاليًا.
طلب لامين يامال يعكس رغبة اللاعبين أنفسهم في رؤية توريس كجزء أساسي من خطة الفريق.
هذه المباراة التاريخية لم تكن مجرد انتصار عابر، بل دليلًا على قوة برشلونة الجماعية وقدرته على النهوض في أصعب اللحظات.
مع تألق لاعبين مثل لامين يامال وفيران توريس، يبدو أن الفريق الكتالوني يمتلك كل المقومات لمواصلة المنافسة بقوة هذا الموسم.
الآن، تتجه الأنظار نحو هانسي فليك لمعرفة كيف سيستغل هذه المواهب في المباريات المقبلة، وما إذا كان سيستجيب لطلب يامال بمنح توريس فرصة أكبر لإثبات جدارته.