
في مباراة ديربي العاصمة الإسبانية الأخيرة، قدم ريال مدريد أداءً باهتًا لم يرقَ إلى توقعات جماهيره، لكنه خرج خاسرًا بنتيجة 1-0 فقط أمام أتلتيكو مدريد بعد 120 دقيقة من اللعب الماراثوني.
بينما لعب أنطونيو روديجر وماركو أسينسيو أدوارًا دفاعية لافتة، كان هناك نجم واحد خطف الأضواء بتألقه اللافت: تيبو كورتوا.
الحارس البلجيكي، بعروضه المذهلة وتصدياته الحاسمة، لم يكن فقط درعًا لحماية مرمى الفريق، بل قائدًا حقيقيًا ألهم زملاءه وسط العاصفة.
الآن، يضع فلورنتينو بيريز، رئيس النادي، خطة عاجلة لتجديد عقد هذا الحارس الاستثنائي. فما الذي يجعل كورتوا محور اهتمام ريال مدريد؟
ولم يكن أداء ريال مدريد في مواجهة أتلتيكو مدريد بالمستوى المعهود، لكن تيبو كورتوا كان الاستثناء الذي حافظ على آمال الفريق. بفضل تصدياته الرائعة، منع الحارس البلجيكي أتلتيكو من تحقيق فوز أكبر، حيث أظهر ردود فعل خارقة وحضورًا ذهنيًا قويًا تحت الضغط.
وبحسب تقارير صحيفة “ديفينسا سنترال” الإسبانية، فإن كورتوا أثبت مرة أخرى أنه العمود الفقري للفريق، مانحًا زملاءه الثقة رغم الأداء المتواضع للخطوط الأخرى.
دوره القيادي في المباراة لم يقتصر على حراسة المرمى، بل امتد لتوجيه الدفاع وتنظيم الخطوط في لحظات الحصار.
مع اقتراب عقد كورتوا من نهايته في صيف 2026، يبدو أن إدارة ريال مدريد، بقيادة فلورنتينو بيريز، مصممة على تأمين استمرار الحارس البلجيكي لسنوات إضافية.
النادي يرى في كورتوا، البالغ من العمر 33 عامًا، أفضل حارس مرمى في العالم حاليًا، وقادرًا على قيادة الفريق نحو المزيد من الإنجازات. يخطط بيريز لفتح مفاوضات التجديد هذا الصيف، مستندًا إلى حقيقة أن حراس المرمى غالبًا ما يحافظون على مستواهم العالي لفترة أطول مقارنة بلاعبي المراكز الأخرى.
هذا التحرك يعكس ثقة النادي الكبيرة في قدرات كورتوا على البقاء كحجر زاوية في المشروع المستقبلي للفريق.
على الرغم من الأولوية التي يضعها كورتوا للبقاء في ريال مدريد، إلا أن القرار النهائي لم يحسم بعد.
مع تبقي عام واحد فقط في عقده الحالي، بدأت أندية سعودية تلوح في الأفق بعروض مغرية قد تغير مسار الحارس البلجيكي.
هذه العروض، التي تتضمن رواتب ضخمة، تضع ضغطًا إضافيًا على إدارة الريال لتسريع المفاوضات.
ومع ذلك، يبدو أن ثقة النادي في ولاء كورتوا كبيرة، حيث يرون أن طموحه الرياضي وتاريخه مع الفريق سيجعلانه يختار البقاء في “سانتياغو برنابيو” لمواصلة كتابة التاريخ مع النادي الملكي.
في حال فشل المفاوضات مع كورتوا، يمتلك ريال مدريد خطة بديلة قوية تتمثل في أندري لونين، الحارس الشاب الذي يرتبط بعقد حتى 2030.
لونين، الذي أثبت جدارته كواحد من أفضل حراس المرمى الناشئين في العالم، يتولى حاليًا حراسة المرمى في مباريات كأس الملك، مما يعكس ثقة النادي في قدراته. هذه المنافسة الصحية بين كورتوا ولونين تضمن لريال مدريد استقرارًا في مركز الحراسة، سواء بقي البلجيكي أو قرر الرحيل.
نجاح ريال مدريد في امتلاك حارسين من الطراز العالمي – كورتوا ولونين – يعكس رؤية إدارية متميزة.
في وقت ليس ببعيد، كان النادي يمتلك اثنين من أفضل الحراس في اللعبة، وهو ما يضعه في موقف قوي اليوم. كورتوا، بتألقه المستمر، يبقى الخيار الأول بلا منازع، بينما يشكل لونين ضمانة للمستقبل، مما يجعل مركز الحراسة واحدًا من أقوى نقاط الفريق.