
عاد كيليان مبابي، نجم ريال مدريد، إلى صفوف منتخب فرنسا بعد غياب طويل، ليشارك في مواجهتي كرواتيا بربع نهائي دوري الأمم الأوروبية يومي 20 و23 مارس 2025، بقرار من المدرب ديدييه ديشامب.
لكن هذه العودة لم تمر دون ضجة، إذ شن جيروم روثين، أحد نجوم باريس سان جيرمان ومنتخب فرنسا السابقين، هجوماً لاذعاً على اللاعب الشاب، محذراً من منحه شارة القيادة ومعتبراً أن مبابي لا يملك حالياً ما يؤهله لتولي هذا الدور الرمزي.
أعلن ديشامب قائمة “الديوك” يوم الخميس 15 مارس 2025، لتضم مبابي (26 عاماً) بعد غيابه عن المنتخب منذ سبتمبر 2024، عقب خلافات واضطرابات أثرت على علاقته بالفريق.
آخر ظهور لمبابي كان في مباراة بلجيكا بدور المجموعات لدوري الأمم الأوروبية، وبعدها غاب عن 4 مباريات دولية، مما أثار تساؤلات حول التزامه.
الآن، يعود لمواجهة كرواتيا في زغرب وباريس، في محطة حاسمة لفرنسا، بطلة النسخة 2021، التي تسعى للحفاظ على لقبها القاري.
مبابي، الذي خاض 86 مباراة دولية وسجل 48 هدفاً، يحمل سجلاً مميزاً مع “الديوك”، بما في ذلك لقب كأس العالم 2018 وتتويجه هدافاً للبطولة.
لكن هذا التاريخ المشرف لم يمنع روثين من توجيه انتقادات حادة، معتبراً أن عودته لن تكون الإضافة المنتظرة للمنتخب.
في تصريحات نارية، أعرب روثين عن استيائه من قرار ديشامب، قائلاً: “أشعر أن ديدييه نسي ما تسبب فيه مبابي من فوضى ومشاكل حول المنتخب خلال الأشهر الأخيرة.
أداؤه في يورو 2024 كان مخيباً للآمال، وكنا ننتظر منه تعويضاً في سبتمبر، لكنه رفض الانضمام للفريق بينما كان يلعب بانتظام مع ريال مدريد.”
وأضاف: “منحه شارة القيادة سيكون خطأً فادحاً. مبابي ارتكب أخطاء عديدة، وتصرفاته لا تؤهله ليكون قائداً الآن. لا يمكن أن نمنح هذه المسؤولية لشخص تسبب في هذا الصخب.”
يرى روثين أن مبابي، رغم موهبته الهائلة، لم يظهر النضج الكافي خارج الملعب ليقود جيلاً جديداً من اللاعبين في منتخب بلاده.
أداء مبابي في بطولة أوروبا 2024 لم يرقَ إلى مستوى التوقعات، حيث فشل في قيادة فرنسا لتحقيق اللقب، واكتفى بتسجيل هدف وحيد من ركلة جزاء.
هذا التراجع أعقبه قرار مثير للجدل بالابتعاد عن المنتخب في سبتمبر، بحجة الحاجة للراحة، بينما واصل اللعب مع ريال مدريد، مما أثار استياء الجماهير والنقاد.
روثين استغل هذه النقاط ليبرز ما يراه “نقصاً في الالتزام”، مشككاً في جاهزية مبابي لتحمل دور قيادي أكبر.
على الجانب الآخر، يبدو أن ديشامب اختار طي صفحة الخلافات، مفضلاً الاستفادة من قدرات مبابي الهجومية في مواجهة كرواتيا، الخصم الذي سبق أن تغلب عليه في نهائي مونديال 2018.
القرار يعكس ثقة المدرب في قدرة نجم ريال مدريد على استعادة تألقه، خاصة في بطولة فاز بها مع فرنسا عام 2021 بفضل هدف حاسم أمام إسبانيا.
لكن السؤال يبقى: هل سيكون مبابي قائداً على أرض الملعب فقط، أم سيمنحه ديشامب الشارة فعلاً؟
تنتظر فرنسا مباراتان مهمتان أمام كرواتيا، التي تمتلك جيلاً ذهبياً بقيادة لوكا مودريتش. المواجهة الأولى في زغرب يوم 20 مارس ستكون اختباراً لقدرة مبابي على إثبات نفسه بعد الانتقادات، بينما يحتضن باريس لقاء الإياب يوم 23 مارس.
نجاح مبابي في هذه المباريات قد يُسكت منتقديه، لكن فشله قد يعزز موقف روثين ويُعيد فتح النقاش حول دوره في المنتخب.