ليس دياز.. أنشيلوتي يشيد بتطور لاعبه بعد تألقه أمام أتلتيكو مدريد: “لقد أصبحت ناضجًا”

في ليلة أوروبية مثيرة على ملعب سانتياغو برنابيو، حقق ريال مدريد فوزًا مهمًا على غريمه اللدود أتلتيكو مدريد في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا، ليضع قدمًا في ربع النهائي قبل مواجهة الإياب المرتقبة على ملعب متروبوليتانو.

ورغم تألق الثنائي الهجومي رودريغو وإبراهيم دياز بتسجيل هدفين رائعين، إلا أن أنظار كارلو أنشيلوتي، مدرب الفريق، اتجهت نحو لاعب آخر خطف الأضواء بأداء مميز: أوريليان تشواميني. فما الذي جعل هذا اللاعب الفرنسي يحظى بإشادة خاصة من المدرب الإيطالي المخضرم؟

انتهت المباراة بفوز ريال مدريد بنتيجة مريحة نسبيًا، منحته الأفضلية قبل مباراة العودة. الفريق الأبيض قدم أداءً متوازنًا، حيث برزت اللمسات الفردية لبعض اللاعبين، لكن اللافت كان الأداء الجماعي الذي أشاد به أنشيلوتي عقب اللقاء.

وعلى الرغم من أن النتيجة كان بإمكانها أن تكون أوسع لولا تألق حارس أتلتيكو، إلا أن الريال خرج راضيًا عن تحقيق الهدف الأول في هذه المواجهة المزدوجة.

في غرفة الملابس، لم يتردد أنشيلوتي في توجيه كلمات الثناء للاعبيه، لكن الإشادة الأبرز كانت من نصيب أوريليان تشواميني، الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم.

وبحسب ما نقلته صحيفة “ديفينسا سنترال” الإسبانية، توجه المدرب الإيطالي للاعبه الفرنسي بعد المباراة وقال له: “لقد نضجت كثيرًا الآن!”، وهي كلمات تعكس مدى تقدير أنشيلوتي للتطور الملحوظ في أداء تشواميني.
عودة تشواميني إلى القمة
لطالما كان تشواميني، البالغ من العمر 24 عامًا، أحد أهم العناصر في تشكيلة ريال مدريد منذ انضمامه إلى الفريق في صيف 2022 قادمًا من موناكو.

لكن اللاعب الفرنسي مر بفترات صعبة، حيث تعرض لانتقادات بسبب تقلب مستواه في بعض المباريات. مع ذلك، دائمًا ما كان أنشيلوتي داعمًا له، سواء في تصريحاته العلنية أمام وسائل الإعلام أو في تعاملاته المباشرة مع اللاعب داخل الفريق.

في مباراة أتلتيكو مدريد، أظهر تشواميني جانبًا مختلفًا من إمكاناته. تحركاته الذكية في وسط الملعب، وقدرته على قطع الكرات، وتمريراته الدقيقة، جعلته العمود الفقري للفريق في تلك الليلة.

لم يقتصر الأمر على الأداء الفني فقط، بل أظهر اللاعب شخصية قوية وثقة عالية، حيث نال تصفيق الجماهير في أكثر من مناسبة. وحتى عندما تلقى بطاقة صفراء، حافظ على هدوئه وأكمل المباراة دون أن يرتكب أخطاء قد تكلفه الطرد.

ما يميز علاقة أنشيلوتي بتشواميني هو الثقة المطلقة التي يمنحها المدرب للاعبه حتى في أحلك اللحظات. في وقت سابق من الموسم، اضطر تشواميني للعب في مركز قلب الدفاع بسبب الإصابات التي ضربت خط الدفاع، وهو مركز ليس طبيعيًا بالنسبة له.

رغم ذلك، لم يبدِ اللاعب أي تذمر، بل قدم أداءً مقبولًا في هذا الدور، مما زاد من تقدير أنشيلوتي له. هذه المرونة جعلت من تشواميني عنصرًا لا غنى عنه في خطط المدرب الإيطالي، حيث يراه أحد أهم العناصر في تحقيق التوازن بين خطوط الفريق.

في المقابل، لا يزال إدواردو كامافينجا، النجم الشاب الآخر في وسط ريال مدريد، يواجه تحديات في استعادة أفضل مستوياته. الإصابات التي عانى منها هذا الموسم أثرت بشكل واضح على أدائه، حيث بدا بعيدًا عن التألق الذي قدمه في المواسم السابقة.

في مباراة أتلتيكو، شارك كامافينجا منذ البداية، لكنه لم يتمكن من فرض نفسه كما كان متوقعًا، مما قد يعني أنه سيبدأ مباراة الإياب من على مقاعد البدلاء.

ورغم ذلك، لا يزال أنشيلوتي يثق في قدرات كامافينجا ويأمل أن يستعيد اللاعب مستواه تدريجيًا. العلاقة بين المدرب واللاعبين الشباب، مثل تشواميني وكامافينجا، تُظهر جانبًا إنسانيًا من أسلوب أنشيلوتي في القيادة، حيث يجمع بين الصرامة والدعم النفسي لضمان تطورهم المستمر.

مع اقتراب موعد مباراة الإياب على ملعب متروبوليتانو، يبدو أن تشواميني قد حجز مكانًا أساسيًا في تشكيلة أنشيلوتي. عودته إلى أفضل مستوياته تأتي في وقت مثالي، حيث يحتاج ريال مدريد إلى كل عناصره لضمان التأهل إلى ربع النهائي. في المقابل، يبقى السؤال حول قدرة كامافينجا على استعادة بريقه، وهو ما قد يحدد دوره في المباريات المقبلة.

Exit mobile version