يواصل ريال مدريد مسيرته نحو تحقيق التوازن المثالي بين الحاضر المتألق والمستقبل الواعد، في استراتيجية أثبتت نجاحها تحت قيادة المدرب المخضرم كارلو أنشيلوتي.
الفريق الملكي، الذي يستعد لخوض مرحلة حاسمة من الموسم، يضع نصب عينيه حلم الثلاثية التاريخية لأول مرة في تاريخه العريق، مع منافسات شرسة على ثلاث جبهات: الدوري الإسباني، دوري أبطال أوروبا، وكأس الملك.
لكن وسط هذه الطموحات، ظهرت مفاجأة في سوق الانتقالات قد تُغير بعض الحسابات، أو على الأقل تثير النقاش.
وفقًا لتقارير نشرتها صحيفة “ماركا” الإسبانية، عرض مانشستر سيتي، بطل الدوري الإنجليزي، خدمات مدافعه السويسري مانويل أكانجي على ريال مدريد، في محاولة لمساعدة النادي الملكي على حل أزمته الدفاعية.
يأتي هذا العرض في وقت يعاني فيه ريال مدريد من غيابات في خط الدفاع، مما دفع البعض داخل النادي إلى الدعوة للتعاقد مع لاعب يمتلك الخبرة والكفاءة لسد هذه الثغرة.
أكانجي، الذي يُعد أحد أعمدة دفاع مانشستر سيتي، يبدو مرشحًا منطقيًا نظرًا لمسيرته المميزة مع الفريق الإنجليزي ومنتخب سويسرا.
يتمتع مانويل أكانجي، البالغ من العمر 29 عامًا، بسجل قوي يجعله خيارًا جذابًا لأي فريق يبحث عن الاستقرار الدفاعي.
منذ انضمامه إلى مانشستر سيتي في صيف 2022 قادمًا من بوروسيا دورتموند، أثبت المدافع السويسري قدرته على التأقلم مع أعلى مستويات المنافسة، حيث ساهم في تتويج الفريق بلقب الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.
لكن الوضع الحالي يُعقد الصورة، إذ يغيب أكانجي عن الملاعب منذ تعرضه لإصابة في مباراة الذهاب بدور الـ16 لدوري الأبطال ضد ريال مدريد نفسه هذا الموسم.
هذه الإصابة جعلت مشاركته محدودة مؤخرًا، مما يثير تساؤلات حول جاهزيته الفورية لتقديم الإضافة المطلوبة.
يرتبط أكانجي بعقد مع مانشستر سيتي يمتد حتى صيف 2027، مما يعني أن أي انتقال محتمل قد يكون بمبادرة من النادي الإنجليزي أو رغبة شخصية من اللاعب نفسه.
تشير التقارير إلى أن مانشستر سيتي، في ظل عملية التجديد التي يمر بها الفريق، قد يكون منفتحًا على التفاوض بشأن لاعبيه، خاصة مع اقتراب بعض الأسماء الكبيرة من نهاية مسيرتها أو البحث عن تحديات جديدة. لكن بالنسبة لريال مدريد، كان الحسم هو كلمة الفصل.
على الرغم من الحاجة الملحة لتعزيز الدفاع، رفض فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، فكرة التعاقد مع أكانجي بشكل قاطع.
السبب؟ سياسة النادي التي تركز على استقطاب المواهب الشابة القادرة على قيادة الفريق لسنوات طويلة.
بيريز، الذي يشرف على مشروع طويل الأمد يعتمد على أسماء مثل فينيسيوس جونيور، رودريغو، وكامافينجا، يرى أن أكانجي، بعمر 29 عامًا، لا يتماشى مع هذه الرؤية.
في تصريحات منسوبة له، أكد بيريز أن النادي يبحث عن “خيارات أفضل” تتناسب مع استراتيجيته، مما أغلق الباب أمام أي مفاوضات محتملة مع المدافع السويسري.
رفض أكانجي يضع ريال مدريد أمام خيارات متعددة.
هل يواصل النادي الاعتماد على شبابه الواعد مثل ألابا وميليتاو، مع إعطاء فرصة أكبر لمواهب الأكاديمية؟ أم أن الأزمة الدفاعية ستدفع بيريز للتفكير في اسم آخر يجمع بين الخبرة والعمر المناسب؟ ما يبدو واضحًا هو أن ريال مدريد لن يتخلى عن رؤيته الطويلة الأمد من أجل حلول مؤقتة، حتى لو كانت مغرية مثل أكانجي.