
يعيش برشلونة موسمًا استثنائيًا، متصدرًا الدوري الإسباني ومتأهلاً إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ونصف نهائي كأس الملك، لكن وسط هذا التألق، عاد اسم نيمار جونيور ليطرق أبواب “كامب نو” مجددًا.
النجم البرازيلي، الذي يبحث عن استعادة مجده، تواصل مع خوان لابورتا، رئيس النادي، لمناقشة عودته، لكن الرد جاء صادمًا وواضحًا: لا مكان لنيمار في برشلونة حاليًا. فما القصة وراء هذا الرفض؟
ويتربع برشلونة على صدارة “الليغا” بفارق الأهداف عن ريال مدريد، مع مباراة مؤجلة أمام أوساسونا قد تعزز موقفه.
الفريق الكتالوني يتقدم أيضًا بخطى ثابتة في دوري الأبطال وكأس الملك، مما يعيد إلى الأذهان أحلام الثلاثية التاريخية.
في ظل هذا النجاح، يسعى النادي لتدعيم صفوفه بمواهب جديدة، لكن عودة نجم من الماضي أثارت الجدل بين الجماهير وأروقة الإدارة.
وكشفت صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية أن نيمار جونيور، الذي يلعب حاليًا مع سانتوس البرازيلي، أبدى رغبته في العودة إلى برشلونة.
اللاعب البالغ 33 عامًا تواصل عبر محيطه مع لابورتا، معربًا عن استعداده لتقديم كل ما لديه لإثبات جدارته مجددًا.
بعد تجربة مخيبة مع الهلال السعودي منذ انضمامه في 2023، حيث عانى من إصابات وتراجع في الأداء، عاد نيمار إلى ناديه الأم لاستعادة لياقته وثقته، لكنه يرى أن برشلونة هو المكان المثالي لاستئناف مسيرته على أعلى مستوى.
وترك نيمار بصمة لا تُنسى في برشلونة بين 2013 و2017، حيث شكّل مع ميسي وسواريز ثلاثيًا هجوميًا أسطوريًا قاد الفريق لألقاب عديدة، بما في ذلك دوري الأبطال.
لكن رحيله المثير للجدل إلى باريس سان جيرمان في 2017، في صفقة قياسية، أثار انقسامًا بين الجماهير.
الآن، وبعد فترة صعبة في السعودية ومحاولة إعادة البناء مع سانتوس، يطمح البرازيلي إلى استعادة مكانته تحت قيادة هانسي فليك، لكن العقبات تبدو أكبر مما توقع.
ورغم الحماس الذي أبداه نيمار، جاء رد برشلونة قاطعًا. أكدت الإدارة أن عودة النجم البرازيلي ليست ضمن خططها الحالية، مفضلة التركيز على الشباب ذوي الإمكانات العالية الذين يتناسبون مع رؤية فليك.
على الرغم من جودة نيمار اللافتة، فإن أسلوب لعبه، سجل إصاباته المتكرر، وراتبه الباهظ شكلت عوامل حاسمة في هذا القرار.
النادي يراهن على بناء مستقبل مستدام، بعيدًا عن المغامرات التي قد تعيد تجارب الماضي المثيرة للجدل.
وعودة نيمار أثارت نقاشًا ساخنًا بين أنصار برشلونة.
البعض يرى فيه إضافة نوعية قادرة على رفع مستوى الفريق في المنافسات الكبرى، بينما يعتقد آخرون أن عودته قد تعطل مشروع الشباب الذي بدأ يؤتي ثماره.
رحيل نيمار السابق ترك جرحًا لدى البعض، مما جعل فكرة استقباله مجددًا موضع شك، حتى لو كان لا يزال يمتلك لمسات سحرية.
وبينما يواصل برشلونة مسيرته الناجحة هذا الموسم، يبدو أن أولوياته تتركز على استدامة النجاح بدلاً من العودة إلى الماضي.
رفض لابورتا لطلب نيمار يعكس رؤية واضحة: النادي يريد نجومًا يتناغمون مع المشروع الحالي، وليس استعادة أسماء كبيرة قد تثير الجدل أكثر من الفائدة. بالنسبة لنيمار، قد يكون عليه البحث عن وجهة أخرى لإثبات أن نجمه لم يخفت بعد.
هل ينتهي حلم العودة إلى “كامب نو” هنا، أم أن هناك مفاجآت تنتظرنا؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة!