يبقى فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في عالم كرة القدم، وخياراته دائمًا ما تثير الجدل والاهتمام.
في الوقت الذي يترقب فيه عشاق النادي الملكي مصير المدرب الحالي كارلو أنشيلوتي، تتردد أسماء كبيرة مثل تشابي ألونسو كبديل محتمل.
لكن يبدو أن بيريز لديه خطة واضحة: التمسك بأنشيلوتي كقائد للمشروع، طالما أن النتائج تدعمه. فما الذي يجعل الإيطالي المخضرم هو الخيار الأول في ذهن بيريز؟ وهل يمكن أن يستمر حتى نهاية عقده؟ دعونا نستعرض القصة كاملة.
مع اقتراب نهاية موسم 2024-2025، تتصاعد التكهنات حول من سيقود ريال مدريد في المستقبل. تشابي ألونسو، نجم باير ليفركوزن الحالي، يُعتبر الحلم الأكبر للجماهير بفضل نجاحه المبهر في الدوري الألماني.
لكن في ظل ثقة فلورنتينو بيريز الكبيرة بكارلو أنشيلوتي، يبدو أن النادي الملكي قد لا يحتاج إلى تغيير قريب. فهل يستطيع أنشيلوتي إثبات أنه الرجل المناسب للمرحلة المقبلة؟
لا يخفى على أحد أن كارلو أنشيلوتي يحظى بمكانة خاصة في قلب فلورنتينو بيريز. المدرب الإيطالي، الذي قاد ريال مدريد لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا في فترتين مختلفتين (2014 و2022)، يُعد أيقونة تاريخية للنادي.
بفضل خبرته الطويلة التي شملت أندية مثل ميلان وتشيلسي وبايرن ميونخ، أثبت أنشيلوتي قدرته على التعامل مع الضغوط وإدارة كوكبة من النجوم مثل كريم بنزيما وفينيسيوس جونيور.
هذا الموسم، وعلى الرغم من التقلبات في الأداء، لا يزال الفريق ينافس على ثلاث بطولات: الليجا، كأس الملك، ودوري الأبطال، مما يعزز من فرص بقائه.
بيريز يرى في أنشيلوتي الاستقرار الذي يحتاجه الفريق، خاصة مع عقد يمتد حتى 30 يونيو 2026.
إذا نجح الإيطالي في خطف لقب الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا هذا العام، فإن استمراره سيصبح أمرًا شبه محسوم. فالرجل الذي حصد “التشامبيونز ليغ” 4 مرات كمدرب يمتلك سجلاً يصعب منافسته.
تشابي ألونسو، الذي يقود باير ليفركوزن لتحقيق إنجازات استثنائية، يبقى هدفًا طويل الأمد لبيريز.
لكن توقيت انتهاء عقده مع الفريق الألماني يتزامن مع عقد أنشيلوتي في 2026، مما يعني أن ريال مدريد قد لا يضطر للتسرع في تغيير القيادة الفنية.
أنشيلوتي يتمتع بميزة الخبرة والعلاقة القوية مع اللاعبين، وهو ما يجعله الخيار الأكثر أمانًا في الوقت الحالي.
فبينما يُشيد الجميع بأسلوب ألونسو الهجومي المعاصر، يبقى أنشيلوتي رمزًا للنجاح التقليدي الذي يعشقه بيريز.
الأداء المتذبذب للفريق هذا الموسم لم يقلل من ثقة بيريز، الذي يؤمن أن النتائج النهائية هي المعيار الحقيقي.
ففي نهاية مارس 2025، لا يزال ريال مدريد في قلب المنافسة، وهو ما يمنح أنشيلوتي فرصة ذهبية لإثبات أن بقاءه هو الخيار الأمثل.
على الرغم من الانتقادات التي واجهها أنشيلوتي بسبب تراجع مستوى بعض اللاعبين أو قلة الانسجام أحيانًا، يبقى الإيطالي محبوبًا داخل غرفة الملابس.
قدرته على التواصل مع النجوم الشباب مثل رودريجو وكامافينجا، وفي الوقت نفسه الحفاظ على انضباط قادة مثل توني كروس، تجعله شخصية لا غنى عنها.
لكن التحدي يكمن في تجديد الحماس لدى الفريق بعد سنوات من العمل معه، خاصة مع وجود لاعبين يشعرون بالإحباط بسبب قلة مشاركتهم.
مع ذلك، تظل شعبية أنشيلوتي داخل النادي وخارجه درعًا واقيًا. العديد من الأندية الأوروبية تراقب وضعه، لكن ولاءه لريال مدريد وامتنانه لفرصة العودة في 2021 يجعلان فكرة رحيله غير مرجحة طالما أن بيريز راضٍ عنه.