لم يكن التعادل الأخير بين الأهلي والزمالك في الجولة 15 من دوري NILE مجرد نتيجة مباراة، بل أشعل فتيل نقاش حاد حول مصير المدرب السويسري مارسيل كولر.
بعد مطالبات متزايدة من بعض جماهير القلعة الحمراء بإقالته، كشف الإعلامي كريم رمزي عن تفاصيل جديدة تلقي الضوء على موقف إدارة النادي من هذا الجدل المتصاعد.
فهل يقترب كولر من نهاية مشواره مع الأهلي، أم أن الأمور تسير في اتجاه مختلف؟
تعادل الأهلي أمام الزمالك بنتيجة 1-1 يوم 23 فبراير 2025 أثار موجة من الاستياء بين الجماهير، التي رأت أن الفريق أضاع فرصة ذهبية لتحقيق الانتصار على غريمه التقليدي.
هذا التعثر أعاد إلى الواجهة الانتقادات الموجهة لمارسيل كولر، المدرب الذي قاد الفريق لتحقيق العديد من الإنجازات منذ توليه المهمة في 2022.
وسائل التواصل الاجتماعي شهدت حملات متفرقة تطالب برحيله، مع اتهامات بأن اختياراته الفنية وطريقة إدارته للمباريات لم تكن على مستوى التطلعات.
لكن كريم رمزي، في تصريحاته عبر برنامجه الإذاعي، قدم وجهة نظر مغايرة. وقال: “هناك حالة غضب مبالغ فيها تجاه كولر.
نعم، البعض داخل الأهلي يريد رحيله الآن، لكن هؤلاء يمثلون أقلية. الأغلبية، سواء من الإدارة أو المحللين، ترى أنه يجب أن يستمر حتى كأس العالم للأندية في يونيو 2025، ثم يتم تقييم وضعه بعد ذلك”.
هذا الرأي يعكس انقسامًا واضحًا بين الجماهير والخبراء حول مصير المدرب السويسري.
كريم رمزي طرح تساؤلاً منطقيًا في دفاعه عن كولر: “ما هي الجريمة التي ارتكبها المدرب حتى يطالب البعض بإقالته؟”.
وأوضح أن الجمهور غالبًا ما يتأثر بالنتائج العاطفية، حيث تتحول مطالبهم حسب الانتصارات أو الهزائم. لكنه أشار إلى أن الخبراء والفنيين ينظرون إلى الأمور من منظور أعمق.
“كولر لم يرتكب خطأً فادحًا في المباراة الأخيرة، والتعادل أمام الزمالك لا يمكن أن يُحمل له وحده”، بحسب رمزي.
الانتقادات التي يواجهها كولر تركز بشكل رئيسي على اختياراته في التشكيلة، خاصة استبعاد لاعبين مثل محمد مجدي أفشة الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الجماهير.
لكن رمزي يرى أن هذه القرارات تأتي في إطار رؤية فنية، وليست كافية لتبرير الدعوات برحيله الفوري.
في ظل هذا الجدل، يبدو أن مجلس إدارة الأهلي برئاسة محمود الخطيب يتبنى موقفًا أكثر حذرًا. مصادر مقربة من الإدارة أكدت أن الخطيب ومجلسه ليسا مقتنعين تمامًا بالانتقادات الموجهة لكولر.
“الإدارة ترى أن المدرب قدم الكثير للفريق، من بطولات دوري وكأس إلى تأهل متكرر لدوري أبطال إفريقيا”، بحسب ما نقل رمزي.
لكن هذا الدعم ليس مطلقًا، إذ يبدو أن هناك خطة زمنية لتقييم أداء كولر بنهاية الموسم الحالي، مع إمكانية إجراء تغيير إذا لم تتحسن النتائج.
الخطيب، المعروف بحرصه على استقرار الفريق، قد يمنح كولر فرصة أخيرة لاستعادة ثقة الجماهير، خاصة مع اقتراب مباريات حاسمة في الدوري ودوري الأبطال.
لكن أي تعثر جديد قد يفتح الباب أمام قرارات جذرية، خاصة إذا استمرت الضغوط الجماهيرية في التصاعد.
مارسيل كولر، الذي تولى تدريب الأهلي في سبتمبر 2022، حقق نجاحات لافتة، منها لقب دوري أبطال إفريقيا 2022-2023 والدوري المصري في الموسم نفسه، لكنه يواجه تحديات متزايدة هذا الموسم.
الإصابات التي ضربت الفريق، مثل غياب عمر كمال عبد الواحد وطاهر محمد طاهر وأفشة عن القمة، أضافت عبئًا على اختياراته الفنية. كما أن المنافسة الشرسة مع الزمالك وضغط الجماهير جعلت كل مباراة اختبارًا لقدراته.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل يستطيع كولر تجاوز هذه العاصفة والحفاظ على منصبه؟ أم أن التعادل الأخير هو بداية النهاية لمسيرته مع الأهلي؟ رمزي يرى أن الإجابة تعتمد على النتائج المقبلة، لكن الإدارة لن تتسرع في اتخاذ قرار قد يؤثر على استقرار الفريق قبل مونديال الأندية.