مع اقتراب موعد مباراة الإياب في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال على ملعب سانتياغو برنابيو، يواجه كارلو أنشيلوتي ضغطًا متزايدًا لتحقيق نتيجة إيجابية قد تنقذ موسم ريال مدريد.
بعد الهزيمة القاسية 3-0 في مباراة الذهاب على ملعب الإمارات، يتطلب الأمر تغييرات جذرية في استراتيجية الفريق لتحقيق عودة تاريخية تبدو شبه مستحيلة.
لتجنب تكرار أخطاء الذهاب، يجب على أنشيلوتي التركيز على قرارين حاسمين: إعادة هيكلة خط الوسط وتثبيت خط الدفاع.
إليك تحليلًا للخطأين القاتلين اللذين يجب تجنبهما في مباراة الإياب.
الخطأ الأول: إعادة إشراك مودريتش وألابا في مراكز لا تناسبهما
في مباراة الذهاب، عانى خط وسط ريال مدريد من عدم الاستقرار، خاصة في الشوط الثاني، حيث كان لوكا مودريتش وإدواردو كامافينغا مكلفين بمهام دفاعية ثقيلة، مما قلل من فعاليتهما في دعم الهجوم.
مودريتش، رغم خبرته الهائلة، بدا بطيئًا أمام لاعبي وسط أرسنال الشباب والديناميكيين مثل ديكلان رايس وميكيل ميرينو.
إعادة الاعتماد على مودريتش كأساسي في مباراة الإياب ستكون خطأً فادحًا، خاصة مع عودة لاعبين أكثر حيوية مثل داني سيبايوس وأوريلين تشواميني.
الحل: سيبايوس وتشواميني كأعمدة الوسط
تشواميني، الذي غاب عن مباراة الذهاب بسبب الإيقاف، سيعود ليضيف القوة البدنية والتغطية الدفاعية التي افتقدها الفريق.
من ناحية أخرى، سيبايوس، الذي استأنف التدريبات، يمكنه تقديم الإبداع والحركة اللازمة لربط خط الوسط بالهجوم.
مع غياب كامافينغا بسبب الإيقاف أيضًا، يصبح الاعتماد على هذين اللاعبين إلى جانب جود بيلينغهام ضرورة لا مفر منها.
إشراك مودريتش كبديل في الشوط الثاني قد يكون خيارًا أكثر حكمة للاستفادة من خبرته دون تعريض الفريق لثغرات دفاعية.
بالمثل، كان أداء دافيد ألابا مخيبًا في مركز الظهير الأيسر خلال مباراة الذهاب، حيث عانى أمام سرعة بوكايو ساكا وقوته.
إعادة إشراكه في هذا المركز ستكون مغامرة محفوفة بالمخاطر، خاصة أن ألابا لم يستعد بعد لياقته الكاملة بعد إصابته الطويلة.
الحل: فران غارسيا كبديل في الدفاع
فران غارسيا، بسرعته وقدرته على دعم الهجوم، يمثل خيارًا أفضل لمواجهة تهديدات أرسنال على الجهة اليمنى.
إبقاء فيديريكو فالفيردي في مركز الظهير الأيمن، كما حدث في الذهاب، سيكون قرارًا صائبًا أيضًا، حيث قدم فالفيردي أداءً دفاعيًا جيدًا نسبيًا رغم عدم تخصصه في هذا المركز.
ترك لوكاس فاسكيز كظهير أيمن قد يعرض الفريق لثغرات، كما حدث في مباريات سابقة، لذا يجب تجنب هذا الخيار.
الخطأ الثاني: التمسك بالثلاثي الهجومي دون تغيير
على الرغم من الاعتماد المستمر على كيليان مبابي، فينيسيوس جونيور، ورودريغو غويس في خط الهجوم، إلا أن هذا الثلاثي لم يقدم الأداء المتوقع في مباراة الذهاب.
فينيسيوس ومبابي أضاعا فرصًا واضحة، بينما بدا رودريغو منعزلاً عن مجريات اللعب.
الإصرار على إشراكهم جميعًا دون التفكير في بديل قد يحد من قدرة الفريق على مفاجأة أرسنال، خاصة أن دفاع الجانرز، بقيادة ويليام ساليبا وغابرييل ماغالهايس، أظهر صلابة كبيرة.
الحل: إدخال إبراهيم دياز كعامل مفاجئ
إبراهيم دياز، بسرعته وقدرته على اختراق المساحات الضيقة، يمكن أن يكون إضافة نوعية للفريق.
إشراكه كبديل لأحد الثلاثي الهجومي، ربما رودريغو، قد يمنح ريال مدريد ديناميكية جديدة ويربك خطة ميكيل أرتيتا الدفاعية.
دياز أظهر في مباريات سابقة قدرته على التأثير كبديل، وسيكون خيارًا جريئًا لكسر جمود الهجوم.
ومع ذلك، يبدو أن أنشيلوتي متردد في تغيير الثلاثي الأساسي، مما قد يكون نقطة ضعف إذا لم ينجح هذا النهج منذ البداية.
تحديات إضافية: اللياقة والروح المعنوية
بالإضافة إلى التغييرات التكتيكية، يجب على أنشيلوتي معالجة الجوانب الذهنية والبدنية للفريق.
في الذهاب، بدا ريال مدريد منهارًا معنويًا بعد استقبال الهدف الثاني، وغاب رد الفعل الجماعي الذي اعتاد الفريق تقديمه في مثل هذه المواقف.
أنشيلوتي نفسه أشار إلى أن الفريق “افتقر إلى الكرة” و”لم يظهر الشخصية المطلوبة”، مما يعني أن استعادة الروح القتالية ستكون حاسمة.
على صعيد اللياقة، يجب على أنشيلوتي إدارة مشاركة اللاعبين في مباراة الدوري يوم السبت بعناية لتجنب أي إصابات، خاصة مع عودة لاعبين مثل سيبايوس وتشواميني.
أي إصابة مفاجئة قد تعطل خطط الفريق وتقلل من فرص العودة.
البرنابيو: سلاح ذو حدين
يتطلع ريال مدريد إلى دعم جماهيره في البرنابيو لخلق أجواء تضغط على أرسنال.
الجماهير المتحمسة قد تكون عاملاً محفزًا، لكنها قد تزيد الضغط على اللاعبين إذا لم يسجل الفريق مبكرًا.
أنشيلوتي يعول على “سحر البرنابيو”، لكنه يدرك أن التاريخ وحده لن يكفي لقلب تأخر بثلاثة أهداف أمام فريق منظم مثل أرسنال، الذي لم يستقبل أربعة أهداف في مباراة واحدة منذ مايو 2023.
ختامًا
يواجه كارلو أنشيلوتي معركة شاقة لقلب تأخر ريال مدريد أمام أرسنال، والنجاح يعتمد على تجنب خطأين رئيسيين: إعادة الاعتماد على مودريتش وألابا في مراكز لا يمكنهما الإبداع فيها، والتمسك بالثلاثي الهجومي دون تغيير.
إشراك سيبايوس وتشواميني في الوسط، تثبيت فالفيردي وغارسيا في الدفاع، والتفكير في إدخال إبراهيم دياز كعامل مفاجئ قد تكون الخطوات اللازمة لإعادة الأمل.
لكن مع دفاع أرسنال الصلب ومعنوياته العالية، سيحتاج ريال مدريد إلى أكثر من مجرد خطة جيدة—سيحتاج إلى ليلة استثنائية في البرنابيو.
هل يستطيع أنشيلوتي تحقيق المعجزة؟
الأربعاء المقبل سيحمل الإجابة.