أنشيلوتي يُراهن على مفاجأة تكتيكية في نهائي كأس الملك 2025 ويُضحي بنجم هجومي لمواجهة برشلونة

مع ساعات قليلة تفصلنا عن صافرة بداية نهائي كأس الملك 2025 بين ريال مدريد وبرشلونة على ملعب لا كارتوخا، يُثير كارلو أنشيلوتي، المدير الفني للريال، الجدل بقراراته التكتيكية الجريئة التي قد تُغير مصير المباراة.
وسط ضغوط هائلة بعد موسم مخيب شهد خروج الفريق من دوري أبطال أوروبا وتراجعه في صدارة الدوري الإسباني، يُراهن أنشيلوتي على خطة جديدة لإنقاذ الموسم بلقب الكأس.

تجربة تكتيكية جديدة: 4-4-2 بوسط ماسي

وفقًا لتقارير صحيفة “ديفينسا سنترال“، ينوي أنشيلوتي اعتماد تشكيلة 4-4-2 مع خط وسط على شكل ماسة، وهي خطة جربها في مباراة أتلتيك بلباو مؤخرًا.
هذا النظام يركز على تعزيز السيطرة على وسط الملعب، مع إعطاء جود بيلينغهام دورًا هجوميًا متقدمًا قريبًا من منطقة جزاء برشلونة.
الهدف هو تكثيف الضغط على خط وسط البارسا، بقيادة بيدري ودي يونج، ومنع الفريق الكتالوني من فرض أسلوبه في البناء من الخلف.
لكن هذا التحول التكتيكي يتطلب تضحية كبيرة في خط الهجوم.
مع إصابة إدواردو كامافينجا بتمزق في وتر العضلة الضامة، والتي أنهت موسمه، اضطر أنشيلوتي لإعادة صياغة خططه.
التقارير تشير إلى أن فينيسيوس جونيور، الذي قدم أداءً مميزًا ضد بلباو وخيتافي، سيحتفظ بمكانه في التشكيلة الأساسية، بينما يتنافس كيليان مبابي ورودريغو على المركز الهجومي الثاني.

مبابي أم رودريغو: من يفوز بالتشكيلة؟

كيليان مبابي، الذي غاب عن جزء من الموسم بسبب إصابات متتالية، يبدو الأقرب للبدء في النهائي بعد تعافيه من التواء بسيط في الكاحل تعرض له خلال مباراة آرسنال بدوري الأبطال.
سرعته ومهارته الفردية تجعله خيارًا مفضلًا لأنشيلوتي، خاصة في مواجهة دفاع برشلونة الذي يعتمد على الشاب باو كوبارسي وإينيغو مارتينيز.
من جهة أخرى، يعاني رودريغو من تراجع في الثقة بعد أداء غير مستقر في المباريات الأخيرة، مما يجعل فرصه في التشكيلة الأساسية ضعيفة.
مصادر مقربة من النادي، بحسب صحيفة “آس“، أكدت أن أنشيلوتي يميل لإشراك مبابي إلى جانب فينيسيوس، مع الاعتماد على سرعتهما في الهجمات المرتدة لاستغلال أي ثغرات في دفاع برشلونة.
هذا القرار يعني أن رودريغو قد يبدأ المباراة على دكة البدلاء، وهو ما قد يُثير استياء الجماهير التي ترى في البرازيلي عنصرًا حاسمًا في المباريات الكبرى.

لماذا يُغامر أنشيلوتي؟

خسارة ريال مدريد في مباراتي الكلاسيكو هذا الموسم، إلى جانب الخروج المخيب أمام آرسنال، وضعت أنشيلوتي تحت ضغط هائل.
صحيفة “ماركا” ذكرت أن فلورنتينو بيريز، رئيس النادي، جعل مستقبل المدرب الإيطالي مرهونًا بنتيجة هذا النهائي.
الفوز بلقب الكأس قد يكون طوق النجاة لأنشيلوتي، بينما الخسارة قد تُعجل برحيله، مع أحاديث متزايدة عن عودة زين الدين زيدان أو ظهور مرشحين آخرين مثل راؤول غونزاليس.
التشكيلة المرتقبة، بحسب منشورات على منصة إكس، تشير إلى اعتماد أنشيلوتي على تيبو كورتوا في حراسة المرمى، مع خط دفاع مكون من لوكاس فاسكيز، أنطونيو روديغر، ماركو أسينسيو، وفران غارسيا، نظرًا لإصابات ديفيد ألابا وفيرلاند ميندي.
في الوسط، سيقود فالفيردي وتشواميني الخط، مع دعم من داني سيبايوس وبيلينغهام في دور صانع الألعاب.
هذا النظام يهدف إلى تحقيق توازن بين الدفاع والهجوم، مع تعويض غياب كامافينجا بكثافة عددية في الوسط.

تحديات الخطة: هل تنجح؟

الخطة الجديدة تواجه تحديات كبيرة.
أولًا، اعتماد فينيسيوس ومبابي كثنائي هجومي قد يُضعف الواجبات الدفاعية، خاصة أمام برشلونة الذي يمتلك لاعبين مثل رافينيا ولامين يامال القادرين على استغلال المساحات.
ثانيًا، لوكاس فاسكيز، الذي قد يشارك كظهير أيمن، أظهر هشاشة دفاعية أمام رافينيا في مباريات سابقة، كما حذر زين الدين زيدان.
وأخيرًا، الضغط النفسي على الفريق بعد موسم صعب قد يؤثر على أداء اللاعبين في لحظات حاسمة.
ومع ذلك، تشير منشورات على إكس إلى تفاؤل في الأوساط المدريدية بقدرة أنشيلوتي على قلب الموازين بفضل هذه التغييرات.
الخطة تعتمد على تسريع الضغط لاستعادة الكرة والسيطرة على إيقاع المباراة، مما يسمح لـفينيسيوس ومبابي باستغلال سرعتهما في الهجمات المرتدة.
إذا نجحت هذه الاستراتيجية، فقد تكون مفتاحًا لتحقيق فوز طال انتظاره على برشلونة.

مباراة مصيرية: هل ينقذ أنشيلوتي الموسم؟

نهائي كأس الملك ليس مجرد صراع على لقب، بل اختبار حاسم لأنشيلوتي ولاعبيه.
التغيير التكتيكي، مع الاعتماد على 4-4-2 وإبقاء رودريغو كبديل، يعكس رغبة أنشيلوتي في المفاجأة والسيطرة على وسط الملعب.
لكن نجاح هذه الخطة يعتمد على أداء اللاعبين تحت الضغط وقدرتهم على تجاوز التحديات الدفاعية التي سيفرضها برشلونة بقيادة هانسي فليك.
هل ينجح أنشيلوتي في كسر عقدة الكلاسيكو ويُتوج بالكأس، أم ستكون هذه المغامرة التكتيكية بداية النهاية له مع الريال؟
الإجابة ستُكتب الليلة في إشبيلية.

Exit mobile version