
يواجه نادي برشلونة أزمة داخلية خطيرة داخل الجهاز الفني بقيادة هانزي فليك، وذلك قبل ساعات من المواجهة المرتقبة أمام ريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا يوم السبت 26 أبريل 2025 على ملعب لا كارتوخا بإشبيلية. هذا الخلاف، الذي أثار جدلاً واسعاً بين جماهير البلوجرانا، قد يلقي بظلاله على أداء الفريق في مباراة قد تحدد مصير موسمه.
جذور الخلاف: معضلة الظهير الأيسر
يكمن جوهر الأزمة في اختيار اللاعب المناسب لمركز الظهير الأيسر في ظل غياب النجم أليخاندرو بالدي، الذي يعاني من إصابة عضلية في الفخذ الأيسر تعرض لها خلال مباراة ليجانيس في الدوري الإسباني. وفقاً لتقارير صحفية موثوقة، نشب خلاف حاد بين هانزي فليك وأعضاء الجهاز الفني المعاون بشأن الخيار الأمثل لسد هذا الفراغ الحرج.
تشير مصادر إلى أن فليك يميل بقوة إلى الاعتماد على جيرارد مارتين، الظهير الشاب الذي شارك في هذا المركز عدة مرات هذا الموسم، مستفيداً من كونه يلعب بقدمه اليسرى، مما يمنح الفريق توازناً هجومياً ودفاعياً. وقد أشاد الصحفي خافي ميغيل من صحيفة “آس” بأداء مارتين، معتبراً أن مشاركاته الأخيرة قللت من تأثير غياب بالدي، وأن النهائي سيكون اختباراً حاسماً لقدراته كبديل موثوق.
لكن على الجانب الآخر، يرى أعضاء من الجهاز الفني أن مارتين، رغم إمكانياته، يفتقر إلى الخبرة الكافية لمواجهة فريق بحجم ريال مدريد، خاصة أمام تهديدات فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي. ووفقاً لتقارير “راديو كاتالونيا”، هناك أصوات داخل الجهاز الفني تقترح خيارات أكثر خبرة مثل إينيجو مارتينيز، إريك جارسيا، أو حتى رونالد أراوخو، الذين يمتلكون الصلابة الدفاعية اللازمة لتحمل ضغط الكلاسيكو.
تحذيرات من خسارة اللقب
تصاعدت حدة الخلاف بعد تحذيرات وجهها الجهاز المعاون لفليك من أن الاعتماد على جيرارد مارتين قد يكلف برشلونة خسارة لقب كأس الملك، وهو اللقب الأول المحتمل في الموسم الذي يحلم فيه الفريق بتحقيق الثلاثية التاريخية (الدوري، الكأس، ودوري أبطال أوروبا). هذه التحذيرات تأتي في وقت يعاني فيه ريال مدريد من غيابات مؤثرة مثل إدواردو كامافينجا وديفيد ألابا، مما يجعل المباراة فرصة ذهبية لبرشلونة لتعزيز هيمنته بعد فوزه الساحق 4-0 في الدوري و5-2 في كأس السوبر الإسباني.
ومع ذلك، يبدو أن فليك مصر على قراره، حيث أشارت تقارير من صحيفة “سبورت” إلى أنه منح هيكتور فورت دقائق لعب في مباراة مايوركا الأخيرة لضمان حصول مارتين على راحة كافية قبل الكلاسيكو، مما يؤكد نيته إشراكه أساسياً في النهائي.
ضغوط الموسم والطموح الكبير
يأتي هذا الخلاف في توقيت حساس للغاية، حيث يتصدر برشلونة ترتيب الدوري الإسباني برصيد 76 نقطة، بفارق 8 نقاط عن ريال مدريد الثاني، ويطمح فليك للحفاظ على هذا الزخم لتحقيق الثلاثية. من جهة أخرى، يعيش ريال مدريد، بقيادة كارلو أنشيلوتي، فترة صعبة بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال والتراجع في الدوري، مما يجعل الفوز بكأس الملك بمثابة طوق نجاة لإنقاذ الموسم.
نهائي كأس ملك إسبانيا 2025: برشلونة ضد ريال مدريد
السبت 26 أبريل 2025 – ملعب لا كارتوخا، إشبيلية
الخلاف حول مركز الظهير الأيسر ليس مجرد نقاش تكتيكي، بل يعكس الضغوط الهائلة التي يواجهها الجهاز الفني لبرشلونة في ظل التوقعات العالية من الجماهير. بعض المشجعين عبروا على منصة X عن قلقهم من أداء مارتين، واصفين إياه بـ”الشوارع” دفاعياً وهجومياً، واقترحوا إشراك إينيجو مارتينيز أو إريك جارسيا لتأمين الجبهة اليسرى.
هل يتمكن فليك من حسم الجدل؟
مع اقتراب موعد الكلاسيكو، يقع على عاتق هانزي فليك مسؤولية اتخاذ قرار حاسم قد يحدد مصير الفريق في هذا النهائي التاريخي. هل سيثبت جيرارد مارتين أنه على قدر التحدي، أم ستثبت تحذيرات الجهاز الفني صحتها؟ الإجابة ستتضح على أرض ملعب لا كارتوخا، حيث تنتظر الجماهير مباراة مشتعلة تعد بفصل جديد في التنافس الأزلي بين الغريمين.