برشلونة يثير قلقًا بشأن حياة لامين يامال خارج الملعب.. هل يهدد النجم الشاب مستقبله؟

كان لامين يامال (17 عامًا) نجمًا لا يُضاهى في فوز برشلونة على ريال مدريد بنتيجة 3-2 في نهائي كأس ملك إسبانيا يوم 26 أبريل 2025، حيث قدم أداءً مذهلاً بصناعة هدفين حاسمين، مما عزز مكانته كجوهرة الفريق الكتالوني.
لكن، ورغم تألقه على أرض الملعب، كشف تقرير من صحيفة “سبورت” الإسبانية عن قلق متزايد داخل برشلونة بشأن حياة يامال الشخصية وتصرفاته خارج الملعب، التي قد تهدد مستقبله الواعد.

تصرفات تثير الجدل

وفقًا لـ”سبورت“، تثير بعض سلوكيات يامال قلق إدارة برشلونة، مثل صبغ شعره بألوان زاهية، ارتداء نظارات مبالغ فيها خلال احتفالات الفوز، وحضوره فعاليات اجتماعية مع أشخاص وصفتهم الصحيفة بـ”المشكوك في نواياهم“.
هذه التصرفات، التي قد تبدو عادية لشاب في سن المراهقة، تُعتبر من وجهة نظر النادي مؤشرات على تأثير “الشهرة والمال” المبكرين على يامال، خاصة أنه لم يبلغ سن الرشد بعد.

التقرير أشار إلى أن يامال، الذي يتقاضى راتبًا سنويًا يصل إلى 8 ملايين يورو ويمتلك عقدًا حتى 2027 مع شرط جزائي بقيمة مليار يورو، يواجه ضغوطًا هائلة كأيقونة عالمية.
وقد لفتت تصرفاته، مثل ظهوره في مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يرقص أو يشارك في فعاليات بعيدة عن الكرة، انتباه الإدارة، التي تخشى أن يتحول إلى “نجم آخر يضيع بسبب الملهيات“.

قلق بشأن البيئة المحيطة

يُضيف التقرير أن برشلونة قلق بشأن البيئة المحيطة بـيامال، خاصة والده، منير نصراوي، الذي لا يُنظر إليه كشخصية موثوقة لتوجيه ابنه في هذه المرحلة الحرجة.
نصراوي، الذي اشتهر بتصريحات مثيرة للجدل، مثل دفاعه عن يامال بعد مشادته مع داني سيبايوس في الكلاسيكو، يُعتقد أنه يفتقر إلى الخبرة اللازمة لإدارة مسيرة نجم عالمي.
تقرير “موندو ديبورتيفو” أشار إلى أن وكيل يامال، خورخي مينديز، يحاول تعزيز الإشراف على اللاعب، لكن تأثير أصدقاء جدد و”أطراف ذات مصلحة” يبقى مصدر قلق.

جهود برشلونة لاحتواء الموقف

يدرك رئيس النادي، خوان لابورتا، ومدرب الفريق، هانسي فليك، أن يامال ليس مجرد لاعب، بل “أمل برشلونة لعقد قادم“، كما وصفه لابورتا في تصريحات سابقة.
النادي يخشى أن يسلك يامال مسار لاعبين مثل جوستين كلايفرت أو عثمان ديمبيلي، الذين تأثروا بالشهرة المبكرة.
لذلك، اتخذ برشلونة خطوات استباقية:

الدعم النفسي والإرشادي: عيّن النادي مستشارًا نفسيًا لمرافقة يامال، مع جلسات منتظمة لتعزيز تركيزه، وفقًا لـ”إل موندو“.

تعزيز التوجيه: فليك يعمل على دمج يامال مع قادة الفريق مثل روبرت ليفاندوفسكي وجول كوندي، اللذين يُعتبران قدوة إيجابية له.

مراقبة النشاط الإعلامي: طلب النادي من مينديز تقليل ظهور يامال في فعاليات تجارية أو إعلامية غير ضرورية، لحمايته من الضغوط.

يامال: بين التألق والتحديات

على الرغم من القلق، يبقى يامال ملتزمًا بشدة على أرض الملعب.
هذا الموسم، سجل 14 هدفًا وصنع 22 تمريرة حاسمة في 48 مباراة، مما جعله مرشحًا لجائزة الكرة الذهبية للشباب، وفقًا لـ”فرانس فوتبول“.
تصريحاته بعد نهائي الكأس، حيث قال: “ألعب من أجل برشلونة وليس من أجل المال“، عكست شغفه بالنادي.
لكن تقرير “سبورت” أشار إلى أن إدارة النادي تخطط لإجراء محادثات مباشرة مع يامال ووالده لضمان بقائه على المسار الصحيح، خاصة مع اقتراب مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان يوم 6 مايو 2025.

ردود فعل متباينة

أثارت الأنباء جدلًا على منصة X، حيث دافع مشجعو برشلونة عن يامال، معتبرين أن تصرفاته “طبيعية لشاب في السابعة عشرة“، كما عبر @forcabarca_ar.
لكن آخرين، مثل @RMadridistaReal، سخروا من الوضع، مشيرين إلى أن “يامال قد يصبح نسخة أخرى من نيمار إذا لم يُضبط“.
من جهة أخرى، أشاد الصحفي خوسيه لويس سان مارتن في “موندو ديبورتيفو” بجهود برشلونة، قائلاً: “يامال موهبة نادرة، والنادي يفعل الصواب بحمايته مبكرًا“.

مستقبل يامال: نجم عالمي أم موهبة ضائعة؟

يُعد يامال حاليًا واحدًا من أفضل اللاعبين في العالم، مع إشادة من أساطير مثل ليونيل ميسي، الذي وصفه بـ”الظاهرة القادمة“.
لكن التحدي الأكبر أمام برشلونة هو حمايته من إغراءات الشهرة والمال.
إذا نجح النادي في توجيهه، فقد يصبح يامال رمزًا للكتالونيين لعقود، لكن أي انحراف قد يكلفه مسيرته.
الفترة القادمة، خاصة مع ضغوط دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية 2025، ستكون حاسمة لتحديد ما إذا كان يامال سيواصل التألق أم سيتعثر تحت وطأة الضغوط.

Exit mobile version