يواجه نادي برشلونة تحدياً كبيراً قبيل نهائي كأس الملك المرتقب أمام ريال مدريد، حيث تأكد غياب الظهير الأيسر الشاب أليخاندرو بالدي لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل بسبب إصابة في أوتار الركبة اليسرى.
هذه الضربة القوية تزيد من الضغوط على المدرب الألماني هانزي فليك، الذي يكافح للحفاظ على استقرار خط دفاع فريقه وسط موجة من الإصابات التي عصفت بالفريق هذا الموسم.
إصابة بالدي: خسارة كبيرة في توقيت حرج
تعرض بالدي، البالغ من العمر 21 عاماً، للإصابة خلال مباراة برشلونة الأخيرة أمام ليجانيس في الدوري الإسباني، حيث اضطر لمغادرة الملعب في الدقيقة 41 بعد شعوره بآلام في فخذه الأيسر.
وبحسب بيان رسمي من النادي، أظهرت الفحوصات الطبية إصابته بتمزق في أوتار الركبة، مما يعني غيابه عن مباريات حاسمة، بما في ذلك مواجهة بوروسيا دورتموند في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وأهم من ذلك، نهائي كأس الملك ضد ريال مدريد في 26 أبريل 2025.
يُعتبر بالدي ركيزة أساسية في تشكيلة فليك، حيث شارك في 43 مباراة هذا الموسم، مقدمًا هدفًا وثماني تمريرات حاسمة.
سرعته الفائقة، قدرته على القيام بالاندفاعات الهجومية، وصلابته الدفاعية جعلته الخيار الأول في مركز الظهير الأيسر، مما يجعل غيابه خسارة كبيرة لبرشلونة في مواجهة غريمه التقليدي.
أزمة دفاعية تُفاقم معاناة فليك
تأتي إصابة بالدي في وقت يعاني فيه خط دفاع برشلونة من تراجع في الأداء ونقص في الخيارات.
بعد رحيل جوردي ألبا في صيف 2023، تحمل بالدي مسؤولية ملء الفراغ، بينما واجه ماركوس ألونسو صعوبات في استعادة مستواه بسبب الإصابات المتكررة.
تشير تقارير إلى أن فليك يضع ثقته في الشاب جيرارد مارتين، الذي حل بديلاً لبادي أمام ليجانيس، لتولي دور الظهير الأيسر في المباريات القادمة.
مارتين، البالغ من العمر 23 عاماً، قدم أداءً جيداً في 10 مباريات هذا الموسم، حيث سجل هدفاً وصنع ثلاث تمريرات حاسمة، لكنه يفتقر إلى الخبرة اللازمة لمواجهة فرق بحجم ريال مدريد في نهائي كأس الملك.
كما يُفكر فليك في استدعاء موهبة لاماسيا جوفري تورينتس، البالغ من العمر 18 عاماً، للتدريب مع الفريق الأول كخيار احتياطي.
تحديات فليك: تعديل تكتيكي أم المراهنة على الشباب؟
مع اقتراب نهائي الكلاسيكو، يجد فليك نفسه مضطراً لإعادة تقييم خططه التكتيكية.
قد يلجأ المدرب الألماني إلى تغيير طريقة اللعب، مثل الاعتماد على خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين، مع إشراك جول كوندي أو أندرياس كريستنسن كظهير أيسر مؤقت، لتعويض غياب بالدي.
لكن هذا الخيار قد يُعرض الفريق لمخاطر دفاعية، خاصة أمام هجوم ريال مدريد المتوقع بقيادة كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور.
إضافة إلى ذلك، يواجه برشلونة جدولاً مزدحماً في الدوري الإسباني، مما يتطلب إدارة دقيقة للموارد البشرية لتجنب إرهاق اللاعبين.
غياب بالدي يزيد من الضغط على فليك، الذي يطمح لتحقيق ثلاثية تاريخية في موسمه الأول مع الفريق، حيث يتصدر برشلونة حالياً الدوري الإسباني بفارق سبع نقاط عن ريال مدريد، ويمتلك تقدماً مريحاً بنتيجة 4-0 على دورتموند في دوري أبطال أوروبا.
نهائي كأس الملك: فرصة ذهبية تحت التهديد
يُعد نهائي كأس الملك، المقرر إقامته في ملعب لا كارتوخا بإشبيلية، فرصة حاسمة لفليك لتحقيق أول ألقابه مع برشلونة، خاصة بعد أن أصبحت المنافسة على لقب الدوري أكثر تعقيداً في المواسم الأخيرة.
لكن غياب بالدي، إلى جانب التحديات الدفاعية الأخرى، قد يُضعف آمال الفريق في التغلب على ريال مدريد، الذي يسعى بدوره لتعويض خسارته في الدوري واستعادة هيبته في الكلاسيكو.
جماهير برشلونة تنتظر بترقب كيف سيتمكن فليك من إدارة هذه الأزمة.
هل سينجح في إيجاد حلول تكتيكية مبتكرة؟
أم أن الإصابات ستُلقي بظلالها على طموحات الفريق؟
الأيام المقبلة ستحمل الإجابة، بينما يظل نهائي الكلاسيكو محط أنظار عشاق كرة القدم حول العالم.