يعيش نادي برشلونة، متصدر الدوري الإسباني، فترة من التوتر الداخلي رغم نجاحاته على أرض الملعب.
النجم الشاب بابلو توري، أحد أبرز مواهب الفريق، أثار ضجة بعد إعلان رغبته في مغادرة النادي على سبيل الإعارة هذا الصيف، مدفوعًا بإحباطه من قلة مشاركته تحت قيادة هانسي فليك.
وفقًا لتقارير صحيفة “إل ناسيونال”، وصلت العلاقة بين توري والمدرب الألماني إلى طريق مسدود، مما دفع اللاعب لاتخاذ قرار حاسم بطلب الرحيل.
إحباط توري من تهميشه
بابلو توري، البالغ من العمر 21 عامًا، انضم إلى برشلونة في صيف 2022 قادمًا من راسينغ سانتاندير مقابل 5 ملايين يورو، وسط آمال كبيرة بأن يصبح أحد نجوم المستقبل.
لكن مسيرته مع الفريق الأول لم ترقَ إلى التوقعات، حيث عانى من قلة الفرص.
هذا الموسم، شارك توري في 15 مباراة بجميع المسابقات، بإجمالي 480 دقيقة فقط، وسجل 4 أهداف وقدم 3 تمريرات حاسمة، بمعدل مساهمة كل 53 دقيقة.
رغم هذه الأرقام المميزة للاعب بديل، تراجع دوره بشكل ملحوظ منذ يناير 2025, حيث لم يشارك سوى في 27 دقيقة خلال آخر 10 مباريات، وغاب عن قائمة مباراة أتلتيكو مدريد في كأس الملك.
بلغ إحباط توري ذروته خلال مباراة ريال مايوركا الأخيرة، حيث ظهرت علامات الاستياء واضحة على اللاعب بعد بقائه على مقاعد البدلاء.
وفقًا لمصادر مقربة، رفض توري تحية فليك بعد المباراة، في موقف عكس استياءه من تهميشه المستمر، رغم محاولات المدرب لاحتواء الموقف.
هذا السلوك يعكس توترًا متزايدًا، حيث يشعر توري أن فليك لا يثق به، خاصة مع تفضيل لاعبين مثل بيدري, غافي, وداني أولمو في مركز خط الوسط.
طلب الإعارة: خطوة لإنقاذ المستقبل
على عكس ما قد يعتقده البعض، لا يسعى توري للرحيل النهائي عن برشلونة، بل يطالب بالخروج على سبيل الإعارة لضمان مشاركة منتظمة.
في تصريحات سابقة لشبكة SER، أكد توري استعداده لاستغلال أي فرصة، لكنه شدد على أهمية اللعب المستمر في هذه المرحلة من مسيرته.
يدرك اللاعب أن المنافسة الشرسة في خط وسط برشلونة، الذي يضم نجومًا مثل فرينكي دي يونغ وفيرمين لوبيز, تجعل من الصعب تأمين مكان أساسي، لكنه يرفض البقاء في دور ثانوي قد يعرقل تطوره.
وفقًا لـ“إل ناسيونال”، أبلغ توري إدارة النادي برئاسة خوان لابورتا برغبته في الرحيل المؤقت، ويعمل وكيله بالتنسيق مع المدير الرياضي ديكو لدراسة العروض المتاحة.
أندية إسبانية مثل ريال بيتيس وفالنسيا أبدت اهتمامًا، بينما ظهرت أنباء عن مفاوضات محتملة مع بورتو البرتغالي، رغم رفض توري عرضًا سابقًا من النادي في فبراير 2025 لإصراره على البقاء والقتال من أجل مكانه.
موقف فليك: دعم مشروط للإعارة
هانسي فليك، الذي أصر على بقاء توري في صيف 2024 رغم العروض العديدة، يبدو منفتحًا الآن على فكرة الإعارة.
المدرب الألماني، الذي يحظى بثقة الإدارة بعد قيادة برشلونة لصدارة الدوري، يرى أن خروج توري المؤقت قد يكون مفيدًا لاكتساب الخبرة والنضج.
في تصريحات سابقة، أعرب فليك عن إعجابه بموهبة توري, لكنه أشار إلى أن المنافسة الكبيرة في خط الوسط تحد من فرص اللاعب.
ومع ذلك، يواجه فليك انتقادات متزايدة بسبب إدارته لبعض اللاعبين الشباب.
تقارير من “سبورت” و“الجزيرة” أشارت إلى توترات في غرفة الملابس، حيث أعرب لاعبون مثل أنسو فاتي, فيران توريس, وهيكتور فورت عن إحباطهم من قلة مشاركتهم أو قرارات الاستبدال.
يبدو أن توري أصبح “الضحية الكبرى” لهذا النهج، حيث خرج تمامًا من حسابات فليك منذ 26 يناير 2025, مما عزز شعوره بالتهميش.
تحديات برشلونة المالية والرياضية
تأتي قضية توري وسط تحديات مالية تواجهها إدارة برشلونة، التي تسعى لحل قيود اللعب المالي النظيف بحلول يونيو 2025 من خلال بيع مقصورات كامب نو المجدد.
النادي يفضل بيع توري بدلاً من الإعارة لتحقيق أرباح مالية، لكن رغبة اللاعب والضغط الإعلامي قد يدفعان الإدارة للموافقة على إعارة مع خيار شراء.
من الناحية الرياضية، يخشى برشلونة تكرار سيناريو لاعبين مثل إريك غارسيا أو جوليان أراوخو, الذين لم يعودوا بنفس القوة بعد الإعارات.
وجهات محتملة لتوري
تتجه الأنظار إلى عدة أندية مهتمة بضم توري.
داخل إسبانيا، يُعد ريال بيتيس خيارًا جذابًا بفضل أسلوب لعبه الهجومي تحت قيادة مانويل بيليغريني, بينما يرى فالنسيا في توري إضافة مثالية لتعزيز خط وسطه.
خارج إسبانيا، أبدى بورتو اهتمامًا مستمرًا، وهناك تقارير عن مفاوضات مبدئية مع أندية إنجليزية مثل نيوكاسل يونايتد.
يبقى القرار النهائي بيد توري, الذي يبحث عن مشروع رياضي يضمن له اللعب المنتظم وتطوير مهاراته.
