في عالم كرة القدم، حيث تتغير الخطط والأولويات بسرعة، عاش ليروي ساني، نجم بايرن ميونيخ، تجربة عاطفية ومهنية معقدة خلال الأشهر الماضية.
كان الجناح الألماني يحلم بالانضمام إلى برشلونة تحت قيادة هانزي فليك، مدربه السابق في منتخب ألمانيا، الذي وافق على ضمه كأولوية عند توليه تدريب الفريق الكتالوني.
لكن تحولًا مفاجئًا في موقف فليك جعل ساني يشعر بالخيانة، ليختار في النهاية البقاء مع بايرن ميونيخ بعد قبول عرض تجديد عقده حتى 2028، رغم دوره الهامشي هذا الموسم.
آمال كبيرة في برشلونة
عندما تولى هانزي فليك تدريب برشلونة خلفًا لتشافي هيرنانديز في صيف 2024، كان ليروي ساني أحد الأسماء الأولى التي طلبها من خوان لابورتا وديكو، مدير الكرة بالنادي.
وفقًا لتقارير من “سبورت” و”بيلد”، رأى فليك في ساني، البالغ من العمر 29 عامًا، إضافة مثالية لخط هجوم برشلونة بفضل سرعته، مهاراته الفردية، وخبرته في البطولات الكبرى.
ساني، الذي كان يقترب من نهاية عقده مع بايرن ميونيخ (30 يونيو 2025)، كان يمثل فرصة ذهبية لبرشلونة لضم نجم عالمي دون رسوم انتقال.
في ذلك الوقت، رفض بايرن ميونيخ التخلي عن ساني، الذي كان ركيزة أساسية تحت قيادة توماس توخيل، حيث سجل 10 أهداف وصنع 13 تمريرة حاسمة في موسم 2023-2024.
لكن كل شيء تغير مع وصول فينسنت كومباني كمدرب جديد لبايرن في صيف 2024، وانضمام مايكل أوليس، نجم كريستال بالاس، إلى الفريق مقابل 60 مليون يورو.
أوليس تفوق على ساني في مركز الجناح الأيمن، مما جعل الأخير لاعبًا احتياطيًا، حيث شارك في 12 مباراة فقط كبديل في الدوري الألماني هذا الموسم، وسجل هدفين وصنع تمريرة حاسمة واحدة.
خيبة أمل من فليك
تراجع دور ساني في بايرن جعله يرفض تجديد عقده في البداية، مفضلاً البحث عن وجهة جديدة.
برشلونة كانت الخيار الأقرب، خاصة بسبب علاقته القوية مع فليك، التي بدأت خلال عملهما معًا في منتخب ألمانيا بين 2016 و2021، وحين طلب فليك ضمه إلى بايرن في 2020.
ساني كان يرى في برشلونة فرصة لاستعادة بريقه واللعب دورًا محوريًا في مشروع فليك الطموح.
لكن، وبشكل مفاجئ، غير فليك موقفه.
وفقًا لـ”موندو ديبورتيفو”، قرر فليك التركيز على اللاعبين الشباب مثل لامين يامال ورافينيا، مع استهداف أسماء أخرى مثل فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن بدلاً من ساني.
هذا القرار جاء بسبب تحسن أداء الجناحين الحاليين في برشلونة، إلى جانب قيود مالية حدت من قدرة النادي على تقديم راتب يناسب توقعات ساني.
شعور ساني بالخيانة كان واضحًا، حيث توقع دعمًا أكبر من فليك، خاصة بعد وعوده السابقة.
عروض أخرى ورفض الرحيل إلى إنجلترا وإيطاليا
مع استبعاد برشلونة لساني من قائمة أهدافها، ارتبط اسمه بأندية أخرى.
في الدوري الإنجليزي، أبدى ليفربول وتشيلسي اهتمامًا بالتعاقد معه كلاعب حر في صيف 2025، بينما تحدثت تقارير عن مفاوضات مبدئية مع يوفنتوس وإنتر ميلان في إيطاليا.
ومع ذلك، كان ساني يفضل بوضوح الانتقال إلى برشلونة للم شمل مع فليك، ولم يُظهر حماسًا كبيرًا للعروض الأخرى.
قرار البقاء مع بايرن ميونيخ
في تطور مفاجئ، قرر ساني البقاء مع بايرن ميونيخ بعد مفاوضات مكثفة مع إدارة النادي.
وفقًا لـ”بيلد”، وافق ساني على عرض تجديد عقده حتى 2028، مع تخفيض كبير في راتبه من 20 مليون يورو سنويًا إلى حوالي 12 مليون يورو، في خطوة تعكس رغبته في استعادة مكانته تحت قيادة كومباني.
الإدارة، بقيادة ماكس إيبرل، أكدت ثقتها في قدرة ساني على العودة إلى مستواه، خاصة مع إصابة هاري كين الأخيرة التي قد تمنحه فرصة أكبر للعب.
تصريحات كومباني لشبكة “سكاي ألمانيا” عززت هذا القرار، حيث قال: “ليروي لاعب استثنائي، ونحن نعمل على إعادته إلى أفضل مستوياته. وجوده معنا أمر حاسم”.
من المتوقع أن يحصل ساني على فرص أكثر في الأسابيع المقبلة، خاصة مع تراجع أداء سيرج جنابري، مما قد يساعده على استعادة دوره كأساسي.
ردود فعل وتوقعات
قرار ساني بالبقاء في بايرن أثار ردود فعل متباينة.
جماهير بايرن، عبر منصة X، رحبت بالخطوة، معتبرة أن ساني لا يزال قادرًا على تقديم الكثير، لكن البعض شكك في قدرته على منافسة أوليس وجنابري.
أحد المشجعين كتب: “ساني لو رجع لمستواه مع توخيل، بايرن هتكون أقوى بكتير”.
في المقابل، اعتبرت جماهير برشلونة أن قرار فليك بالاستغناء عن ساني كان صائبًا، خاصة مع تألق يامال ورافينيا.
محللون مثل كريستيان فالك، الصحفي في “بيلد”، أشاروا إلى أن قرار ساني بالبقاء قد يكون محفوفًا بالمخاطر، لأن دوره سيظل محدودًا إذا لم يثبت نفسه في الأشهر المقبلة.
لكن إذا استغل فرصته، قد يصبح ركيزة أساسية مجددًا في بايرن، خاصة مع طموحات الفريق في المنافسة على الدوري الألماني ودوري أبطال أوروبا.