في حدث أثار ضجة واسعة في عالم كرة القدم، أعلنت الفيفا عن فتح تحقيق عاجل لمراجعة خطأ صادم في تقنية الفيديو (VAR) خلال مباراة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بين أرسنال وريال مدريد.
وقع الحادث المثير للجدل في ملعب الإمارات، حيث أخفق الحكم البوسني إيرفان بيليتو وفريق تقنية الفيديو في إشهار بطاقة حمراء بعد تدخل خطير من لاعب ريال مدريد، مما أدى إلى موجة من الغضب بين عشاق اللعبة.
لحظة حسم مثيرة للجدل
كانت المباراة بين عملاقي أوروبا مشتعلة بالتوتر والإثارة.
في الدقيقة 68، انطلق نجم أرسنال بوكايو ساكا في هجمة سريعة على الجناح الأيمن، ليتلقى تدخلاً قاسيًا من مدافع ريال مدريد إدواردو كامافينجا.
التدخل، الذي بدا واضحًا بعرض الأحذية، ترك ساكا يتألم على الأرض.
استشاطت جماهير أرسنال غضبًا، وانضم إليهم المدرب ميكيل أرتيتا وطاقمه في الاحتجاج، مطالبين ببطاقة حمراء.
لكن، وبشكل مفاجئ، اكتفى الحكم بإشهار بطاقة صفراء بعد مناقشة سريعة مع فريق الفيديو، دون اللجوء إلى شاشة المراجعة بجانب الملعب.
أثار هذا القرار استياءً عارمًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف الخبراء والمشجعون التدخل بأنه “يستحق الطرد بلا شك”، مطالبين بتفسير لعدم تدخل تقنية الفيديو.
رد فعل الفيفا وتحقيق عاجل
بعد يومين فقط من المباراة، وتحت ضغط متزايد من الجماهير والهيئات الكروية، أصدرت الفيفا بيانًا رسميًا أكدت فيه أنها تحقق في الحادثة بعناية.
وتشير تقارير إلى أن الخطأ قد يكون ناتجًا عن سوء تواصل بين الحكم ومسؤولي تقنية الفيديو.
وقال متحدث باسم الفيفا: “نأخذ هذا الخطأ على محمل الجد، حيث يؤثر على نزاهة اللعبة.
نعمل على مراجعة شاملة لفهم ملابسات القرار”.
تداعيات القرار
في تلك اللحظة، كان أرسنال يتقدم بهدف نظيف.
لو أُشهرت البطاقة الحمراء، لكان من الممكن أن تتغير ديناميكيات المباراة لصالح الفريق اللندني.
ورغم أن أرسنال حسم المباراة بنتيجة 3-0، إلا أن شعور الظلم ظل يسيطر على الجماهير والمحللين.
الحكم السابق مارك كلاتنبورغ انتقد القرار بشدة، قائلاً: “هذا تدخل خطير لا يحتمل التساهل.
تقنية الفيديو وُجدت لتصحيح مثل هذه الأخطاء، لكنها خذلت الجميع هنا”.
موقف أرتيتا والدعوات للإصلاح
في تصريحاته بعد المباراة، بدا ميكيل أرتيتا محبطًا لكنه حافظ على رباطة جأشه: “نريد حماية لاعبينا، ونتوقع من الحكام وتقنية الفيديو تحقيق ذلك.
ما حدث كان مؤسفًا، خاصة للاعب مثل ساكا الذي يتعرض لتدخلات قوية باستمرار”.
أعاد الحادث فتح النقاش حول فعالية تقنية الفيديو، حيث دعا العديد من المحللين إلى ضرورة وضع قواعد أكثر وضوحًا، وإلزام الحكام بمراجعة الحوادث الكبرى على الشاشة، إلى جانب زيادة الشفافية في توضيح القرارات بعد المباريات.
ما الخطوة التالية؟
مع استمرار تحقيق الفيفا، يترقب عشاق كرة القدم نتائجه، وما إذا كان الحكم إيرفان بيليتو وفريق الفيديو سيواجهون عقوبات.
يبقى السؤال المطروح: كيف يمكن لتقنية الفيديو أن تكون أكثر دقة وموثوقية؟
هذا الخطأ أظهر بوضوح أن هناك حاجة ماسة لإصلاحات جوهرية لضمان نزاهة اللعبة التي يعشقها الملايين.