
في تصعيد غير مسبوق، هزّ نادي ريال مدريد أركان الكرة الإسبانية قبل ساعات من انطلاق نهائي كأس ملك إسبانيا 2025 ضد برشلونة، المقرر غدًا السبت على ملعب لا كارتوخا بإشبيلية.
النادي الملكي، بقيادة رئيسه فلورنتينو بيريز، أصدر بيانًا ناريًا يندد بتصريحات الحكام المعينين للمباراة، ويطالب باستبعاد الحكم غونزاليس فويرتيس، حكم تقنية الفيديو (VAR)، مهددًا بالانسحاب من المباراة إذا لم يتم تلبية هذا الشرط.
أزمة تحكيم تهدد الكلاسيكو
تفجرت الأزمة بعد مؤتمر صحفي أثار الجدل، شارك فيه حكم الساحة ريكاردو دي بورغوس بينغويتشيا وغونزاليس فويرتيس، حيث انتقدا بشدة مقاطع فيديو نشرتها قناة ريال مدريد التلفزيونية، والتي سلطت الضوء على قرارات تحكيمية سابقة اعتبرتها الإدارة الملكية مجحفة بحق الفريق.
ووصف ريال مدريد تصريحات الحكام بأنها “عدائية” و”غير مقبولة”، متهمًا إياهم بالتحامل على النادي قبل مباراة مصيرية تُعد واحدة من أكثر المواجهات مشاهدة عالميًا.
وأشار البيان الرسمي للنادي إلى أن استخدام الحكام لنبرة تهديدية، مع تلميحات إلى اتخاذ إجراءات ضد ريال مدريد بسبب محتوى قناته الرسمية، ينتهك مبادئ النزاهة والحياد.
وقال البيان:
“هذه التصريحات تُظهر عداءً واضحًا تجاه ريال مدريد، وتثير الشكوك حول حيادية الجهاز التحكيمي في مباراة تجذب مئات الملايين من المشاهدين”.
مطالب ريال مدريد والتهديد بالانسحاب
وفقًا لصحيفة “آس” الإسبانية، طالب ريال مدريد الاتحاد الإسباني لكرة القدم باستبعاد فويرتيس فورًا من إدارة تقنية الفيديو، معتبرًا تصريحاته استفزازية وغير مهنية.
ونقلت مصادر مقربة من النادي أن بيريز وضع الانسحاب من النهائي كخيار جدي على الطاولة، مع احتمال عودة بعثة الفريق إلى مدريد صباح يوم المباراة إذا لم يتم الاستجابة لمطلبه.
وأكدت صحيفة “إل موندو” أن النادي يستعد لإصدار بيان إضافي يوضح موقفه، مع احتمال مقاطعة كاملة للفعاليات الرسمية، بما في ذلك المؤتمر الصحفي والتدريبات المفتوحة.
في المقابل، رفض الاتحاد الإسباني طلب ريال مدريد بتغيير طاقم التحكيم، مما زاد من حدة التوتر.
ووصفت مصادر داخل الاتحاد تصريحات فويرتيس بأنها “غير موفقة”، لكنها لم ترَ مبررًا لاستبداله، مما أثار استياء جماهير ريال مدريد، التي رأت في القرار تحيزًا لصالح برشلونة.
ردود فعل وتداعيات محتملة
أثارت الأزمة ردود فعل متباينة.
فقد خرج رئيس رابطة الدوري الإسباني، خافيير تيباس، مهاجمًا بيريز بشدة، متهمًا إياه بمحاولة الضغط على الحكام لصالح ريال مدريد.
من جهة أخرى، أبدى حكم الساحة دي بورغوس انفعالاً كبيرًا خلال المؤتمر الصحفي، حيث انهار باكيًا بسبب الهجوم الشخصي الذي تعرض له من قناة النادي، مما زاد من تعاطف بعض الأوساط مع موقف الحكام.
وفقًا للوائح الاتحاد الإسباني، فإن انسحاب ريال مدريد من النهائي قد يؤدي إلى اعتباره خاسرًا بنتيجة 3-0، مع تتويج برشلونة باللقب تلقائيًا.
كما يواجه النادي عقوبات إضافية، مثل الاستبعاد من النسخة المقبلة للبطولة وغرامة مالية تصل إلى 9,000 يورو.
ومع ذلك، تشير تقارير إلى أن تتويج برشلونة ليس مضمونًا في حال الانسحاب، حيث قد يُمنح المقعد النهائي لريال سوسيداد، الفريق الذي أقصاه ريال مدريد في نصف النهائي.
موقف ريال مدريد النهائي
في تطور لاحق، أصدر ريال مدريد بيانًا جديدًا أكد فيه مشاركته في المباراة، نافيًا الأنباء التي تحدثت عن انسحابه بشكل نهائي.
وأوضح النادي أن تهديد الانسحاب كان جزءًا من الضغط لضمان نزاهة التحكيم، مع التأكيد على استعداده لخوض الكلاسيكو بكامل قوته.
ومع ذلك، يبقى التوتر قائمًا، حيث يترقب الجميع كيف ستؤثر هذه الأزمة على أداء الفريقين في المباراة.
الكلاسيكو على المحك
تُعد هذه الأزمة واحدة من أكبر التحديات التي تواجه نهائي كأس الملك، خاصة مع الترقب الكبير لمواجهة تجمع ريال مدريد وبرشلونة.
ومع تصاعد التوتر بين النادي الملكي والاتحاد الإسباني، يبقى السؤال:
هل ستتمكن الأطراف من تهدئة الأجواء قبل انطلاق المباراة؟
أم أننا على موعد مع تطورات دراماتيكية قد تغير مصير اللقب؟