مع اقتراب نهائي كأس الملك 2025 بين برشلونة وريال مدريد على ملعب لا كارتوخا، فاجأ هانسي فليك، مدرب البارسا، الجميع بقرار جريء قد يُغير مسار المباراة.
وفقًا لتقارير صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، قرر فليك استبعاد المدافع الأوروغوياني رونالد أراوخو من التشكيلة الأساسية للمواجهة المرتقبة، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا بين الجماهير والمحللين.
قرار صادم: لماذا استبعد فليك أراوخو؟
كان أراوخو، البالغ من العمر 25 عامًا، يُعتبر لسنوات صخرة دفاع برشلونة، بفضل قوته البدنية، تفوقه في المواجهات الفردية، وقدرته على قيادة الخط الخلفي.
لكن هذا الموسم، شهد المدافع تراجعًا ملحوظًا في الأداء منذ عودته من إصابة خطيرة في أوتار الركبة في يوليو 2024.
تقارير صحيفة “آس” أشارت إلى أن أراوخو لم يتأقلم بشكل كامل مع فلسفة فليك التي تعتمد على البناء من الخلف والتمرير السلس تحت الضغط، مما جعله يبدو “غير مرتاح” في إخراج الكرة وتنفيذ خطط الدفاع المتقدم.
في مباراة ريال مايوركا الأخيرة، شارك أراوخو أساسيًا، لكنه لم يُظهر الحسم المتوقع، وغاب عنه الثبات الذي ميزه في المواسم السابقة.
هذا الأداء، إلى جانب أخطاء متكررة في مباريات حاسمة مثل مواجهة بوروسيا دورتموند في دوري الأبطال، جعل فليك يعيد تقييم دوره في التشكيلة.
النقاد، عبر إذاعة “أوندا ثيرو“، وصفوا أراوخو بأنه “نقطة ضعف” في منظومة فليك، خاصة في ظل تألق الثنائي باو كوبارسي وإينيغو مارتينيز.
كوبارسي ومارتينيز: الثنائي الذي خطف الثقة
باو كوبارسي، الشاب البالغ من العمر 18 عامًا، فرض نفسه كأحد أفضل المدافعين في الدوري الإسباني، بفضل نضجه، دقته في التمرير، وقدرته على قراءة المباراة.
من جهته، يتمتع إينيغو مارتينيز بخبرة واسعة وقدرة على تنظيم الدفاع، مما يجعله الخيار المفضل لفليك في المباريات الكبرى.
هذا الثنائي قدم تناغمًا لافتًا في مباريات مثل نهائي كأس السوبر الإسبانية، حيث سحق برشلونة ريال مدريد بنتيجة 5-2، مما عزز ثقة فليك فيهما.
في المقابل، عانى أراوخو من عدم الانسجام مع زملائه في بعض المباريات، مثل لقاء إشبيلية، حيث فشل في إغلاق المساحات، مما سمح للمنافس بتسجيل هدف التعادل.
هذه الهفوات، إلى جانب إصابة طفيفة في الكاحل تعرض لها مؤخرًا، جعلت فليك يفضل إراحته في مباراة النهائي، حفاظًا على استقرار الدفاع.
تأثير القرار: صدمة نفسية وشائعات المستقبل
استبعاد أراوخو من التشكيلة الأساسية ليس مجرد قرار تكتيكي، بل ضربة نفسية للاعب الذي كان يُنظر إليه كقائد مستقبلي لبرشلونة.
أراوخو، الذي جدد عقده حتى 2031، أظهر التزامًا كبيرًا بالنادي، لكن تراجع مستواه وتزايد الشائعات حول اهتمام أندية مثل مانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ يثيران تساؤلات حول مستقبله.
مصادر مقربة من النادي أشارت إلى أن أراوخو طلب اجتماعًا عاجلاً مع فليك في يناير 2025 لمناقشة دوره، مما يعكس قلقه من وضعه الحالي.
قرار إبقائه على دكة البدلاء في نهائي كأس الملك قد يُفاقم هذا التوتر، خاصة إذا دخل كبديل ولم يتمكن من ترك بصمة.
فلسفة فليك: الأداء يتفوق على الأسماء
منذ توليه تدريب برشلونة، أكد هانسي فليك أن اختياراته تعتمد على الأداء الحالي وليس على الأسماء أو التاريخ.
هذا النهج ظهر بوضوح في إدارته لأراوخو، حيث فضل فليك الاعتماد على كوبارسي ومارتينيز لضمان الاستقرار الدفاعي أمام هجوم ريال مدريد القوي بقيادة فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي.
تصريحات فليك قبل المباراة أكدت هذا التوجه، حيث قال: “نحتاج لاعبين في قمة جاهزيتهم.
كوبارسي وإينيغو أثبتا أنهما الخيار الأفضل الآن.”
ردود الفعل: جدل بين الجماهير
القرار أثار انقسامًا بين جماهير برشلونة.
البعض يرى أن استبعاد أراوخو خطوة منطقية نظرًا لتراجع مستواه وتألق البدائل، بينما يعتقد آخرون أن حرمان الفريق من قائد وقوة بدنية مثل أراوخو في مباراة بحجم الكلاسيكو مخاطرة كبيرة.
منشورات على منصة إكس عكست هذا الانقسام، حيث كتب أحد المشجعين: “فليك يلعب بالنار!
أراوخو لازم يكون أساسي في ماتش زي ده.”
بينما علق آخر: “كوبارسي أفضل من أراوخو دلوقتي، فليك عارف إيه اللي بيعمله.”
ماذا يعني هذا للنهائي؟
استبعاد أراوخو يعني أن برشلونة سيعتمد على دفاع شاب ومنظم، مع كوبارسي ومارتينيز في القلب، وجول كوندي على الجبهة اليمنى.
هذا الثلاثي سيكون تحت اختبار صعب أمام هجوم الريال المتفجر.
ومع ذلك، ثقة فليك في هذا الخيار تعكس إيمانه بقدرة فريقه على فرض أسلوب اللعب الخاص به، خاصة بعد فوزه الساحق في كأس السوبر.
هل يكون قرار فليك عبقريًا يقود برشلونة للقب، أم مغامرة تُكلف الفريق خسارة نهائي كأس الملك؟
الإجابة ستظهر مساء اليوم على ملعب لا كارتوخا.
